في الأول من يناير 2020، كان عدد المقاعد المخطط إتاحتها خلاله أمام حركة التنقل والسفر الجوي عالميا 180 مليون مقعد، والركاب المخطط نقلهم من مكان لآخر عبر النقل الجوي 150 مليون راكب، وفي ابريل كان عدد المقاعد المتاحة فعليا خلال ثلاثة ملايين مقعد فقط، وعدد الركاب المنقولين جوا من مكان لآخر حول العالم 2.5 مليون راكب، بمعدل انخفاض قدره 98.3 % علي الجانبين، مقارنة بما كان مخططا في يناير، وهذه أرقام تجسد حجم الصاعقة التي حلت بقطاع النقل الجوي عالميا بسبب وباء كورونا، خلال الفترة من يناير الي ابريل.
يستهدف هذا التحليل، تتبع تداعيات كورونا علي النقل الجوي، خلال الأشهر الأربع الأولي من عام 2020، ويحاول التحليل القيام بذلك، عبر ثلاث خطوات، الأولى ترصد التغير في حجم النقل الجوي حول العالم خلال أشهر يناير وفبراير ومارس وابريل، والثانية ترصد النتائج المترتبة علي التغير الذي حدث في حركة النقل الجوي علي هذا النحو، والثالثة تستعرض السيناريوهات المحتمل أن يشهدها قطاع النقل الجوي حتي نهاية العام الحالي، وجميع التقديرات الواردة في التحليل بخطواته الثلاث، معدة وفق البيانات المتوفرة حتي الأول من مايو، وجميعها عرضة للتغير، بصورة أو بأخري، وفقا لتداعيات الوباء، واجراءات مكافحته، وقرارات الدول المختلفة، فيما يتعلق بإعادة فتح الاقتصاد.
المنهجية
يستند رصد التغير في حجم النقل الجوي حول العالم خلال أشهر يناير ـ ابريل،، إلي مجموعات من البيانات الخاصة بهذا السياق، منها بيانات حركة النقل الجوي، والبيانات الخاصة بالتغير في سعة المقاعد وعدد الركاب، بمجموعات خطوط الطيران، الموزعة علي مستوي العالم والبالغة 50 مجموعة خطوط، والبيانات التي ترصد العلاقة بين أعداد الأماكن ووجهات السفر التي فرضت قيود علي النقل الجوي والسفر، وأعداد الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا بهذه الجهات، والبيانات الخاصة بالتغير في سعة مقاعد المسافرين الدوليين، في 30 دولة خلال شهري يناير وفبراير، و40 دولة خلال شهري مارس وابريل، وجميعها تتم مقارنتها علي أساس البيانات التي كان مخططا لها في بداية يناير، باعتبارها خط الاساس” الذي تستند إليه التحليلات.
أولا: التغير في حجم النقل الجوي
فيما يتعلق بحركة النقل الجوي التي كان مخططا لها، تشير الأرقام إلي أنه مع بداية يناير كان عدد المقاعد المتاحة في سوق السفر والنقل الجوي خلال هذا الشهر 180 مليون مقعد، تمثل جانب العرض في هذه السوق، يقابلها عدد ركاب علي مستوي العالم مخطط أن يتم نقلهم من مكان إلى آخر، يبلغ عددهم 150 مليون مسافر، يمثلون جانب الطلب في سوق السعر.
وبحسب ما هو وارد في الشكل رقم “1”، فإنه عند اعتبار أرقام يناير كخط اساس للمقارنة مع العرض والطلب خلال الأشهر الثلاثة التالية ” فبراير ـ مارس أبريل”، نجد أن عدد المقاعد المطروحة انخفض خلال فبراير إلي 155 مليون مقعد، بنسبة 13.9 % عن خط الاساس في بداية يناير، ثم انخفض مرة اخري خلال مارس الي 100 مليون مقعد بنسبة 44.4% عن خط الاساس، ثم الي 3 ملايين مقعد في ابريل بنسبة 98.3% عن خط الأساس.
وفي جانب الطلب، أو عدد المسافرين، انخفض الرقم في فبراير الي 120 مليون مسافر بنسبة 20% عن خط الاساس في يناير، ثم الي 65 مليون راكب في مارس بنسبة 56.7% عن خط الاساس، ثم 2.5 مليون راكب خلال ابريل ، بنسبة قدره 98.3% عن خط الأساس.
بحسب سعة المقاعد الدولية المتاحة، فإنه كان مخطط أن يتم طرح 165 مليون مقعد في فبراير، لكن تم اتاحة 155 مليون مقعد، فقط، بانخفاض قدره 6.1% عن المخطط، وكان من المخطط طرح 170 مليون مقعد في شهر مارس، انخفضت في الواقع الفعلي الي 100 مليون، بنسبة 41.3% عن المخطط، وفي ابريل كان من المخطط طرح 185 مليون مقعد، انخفضت في الواقع الفعلي الي ثلاثة ملايين فقط، بنسبة 98.4% عن المخطط.
التراجعات بحسب مجموعات الخطوط
توضح البيانات التفصيلية الواردة بجدول “1” التراجعات في أعداد الركاب وسعة المقاعد، بحسب مجموعات خطوط الطيران حول العالم مقارنة بخط الاساس في يناير، وعند النظر إلي هذه البيانات، يتضح أنه من الـ 50 مجموعة خطوط طيران حول العالم، كانت هناك 11 مجموعة خطوط، قد بدأت تتأثر بالوباء، وفي مقدمتها مجموعة خطوط المحيط الهادي جنوب شرق آسيا، التي الأكثر تأثرا بالوباء خلال شهر يناير من حيث تراجع عدد الركاب، حيث فقدت خلال هذ الشهر 26 مليونا و45 الف راكب،، تلتها في ذلك مجموعة خطوط عبر الصين وجنوب غرب آسيا، ثم إفريقيا، ثم امريكا الوسطي ـ الكاريبي، ثم غرب آسيا والمحيط الهادي وجنوب غرب آسيا، وذلك بتراجعات تراوحت بين 562 الفا و 415 الف راكب.
وكانت هناك ثلاث مجموعات خطوط لم تتأثر بالوباء خلال شهر يناير، هي مجموعات شمال آسيا والمحيط الهادي جنوب شرق آسيا، والشرق الأوسط ـ وسط امريكا والكاريبي، وامريكا اللاتينية والكاريبي ـ الصين، وكانت هناك 25 مجموعة خطوط، لم يتوقف الأمر بها عند عدم التأثر السلبي، بل وسجلت نموا في عدد الركاب بها.
ومن حيث التأثر الذي طرأ علي عدد المقاعد المتاحة خلال يناير، ظهرت التراجعات في 25 مجموعة خطوط، كان في مقدمتها مجموعة خطوط جنوب غرب آسيا، التي تراجعت المقاعد المتاحة لديها بمقدار 14 مليون مقعد، وكانت هناك مجموعتان فقط لم تسجلا تأثر، هما افريقيا الشرق الاوسط ـ وسط امريكا، و الكاريبي، وأوروبا وشمال افريقيا، حيث بلغ التغير لديهما في عدد المقاعد صفر، وكانت هناك 23 مجموعة خطوط، تمكنت من زيادة عدد المقاعد المعروضة بها، وكان في مقدمتها مجموعة خطوط الصين ـ جنوب غرب اسيا وشمال اسيا، التي زاد لديها عدد المقاعد المتاحة بمقدار 7 ملايين مقعد.
في شهر فبراير، بدأت الآثار تشتد، وتصبح اكثر وضوحا، حيث ارتفع عدد مجموعات الخطوط التي تراجع لديها عدد الركاب الي 35 مجموعة، بعد أن كان العدد 11 مجموعة في يناير، وتصدرت مجموعة خطوط اوروبا، قائمة المجموعات الاكثر عرضة للتراجعات في عدد الركاب، وفقدت 3 ملايين و170 الف راكب، كما تراجع عدد مجموعات الخطوط التي حققت نموا في عدد الركاب الي 13 مجموعة، بدلا من 25 مجموعة في يناير.
يلاحظ من البيانات ايضا، أن 30 مجموعة من مجموعات خطوط الطيران الخمسين، قد سجلت تراجعا في عدد المقاعد المتاحة خلال فبراير، بدلا من 25 مجموعة في يناير، وتصدرت مجموعة خطوط الصين هذا الأمر، بفقدها 76 مليون مقعد خلال هذا الشهر، بينما تراجع عدد مجموعات الخطوط التي تمكنت من زيادة عدد مقاعدها المتاحة الي 17 مجموعة فقط خلال فبراير، بدلا من 23 مجموعة خلال يناير، وتصدرت مجموعة خطوط امريكا الوسطي ـالكاربيبي ـ جنوب افريقيا، قائمة المجموعات التي رفعت المتاح لديها من المقاعد.
مع استمرار مراجعة البيانات، يلاحظ تفاقم الأمور وازديادها سوءا خلال شهر مارس، فعلي صعيد عدد الركاب، كانت هناك 46 مجموعة خطوط من أصل الـ 50 مجموعة، تعاني تراجعا واضحا في عدد الركاب، مقابل 35 مجموعة في فبراير، و11 مجموعة في يناير، وتصدرت مجموعة الشرق الأوسطـ جنوب غرب آسيا القائمة، بفقد قدره 3 ملايين و11 الف راكب.
خلال مارس نجت اربعة مجموعات خطوط من تراجعات الركاب، منها مجموعتان حافظتا علي عدد الركاب بلا نقص، وهما افريقيا الشرق الاوسط ـ وسط امريكا الكاريبي، و امريكا اللاتينية والكاريبي ـ الصين، بينما تمكنت مجموعتان فقط من زيادة الركاب، وهما مجموعة الصين ـ اوروبا، وعبر اوروبا.
وفيما يتعلق بعدد المقاعد المتاحة خلال مارس، تشير البيانات إلي أن 48 مجموعة خطوط، من أصل الـ 50 مجموعة قد شهدت تراجعا في المعروض من المقاعد المتاحة، وتصدرت مجموعة خطوط الصين ـ جنوب غرب اسيا وشمال اسيا، القائمة بفقد بلغ 84 مليون مقعد، فيما تمكنت مجموعتين فقط من الحفاظ علي المعروض من المقاعد بدون زيادة أو نقص، وهما افريقيا الشرق الاوسط ـ وسط امريكا الكاريبي، و امريكا اللاتينية والكاريبي ـ الصين.
العلاقة بين التفشي وتراجع مقاعد المسافرين
يعرض الجدول رقم ” 2″ بيانات تفصيلية، حول الانخفاض الذي حدث في عدد مقاعد المسافرين الدوليين، خلال أشهر يناير وفبراير ومارس وابريل في دول العالم، مقارنة بما كان مخططا له سلفا عند نقطة الأساس في يناير، مع ربط هذا الانخفاض بمستوي الإصابة السائد في كل دولة، خلال كل شهر من الأشهر الأربعة.
بتحليل بيانات هذا الجدول بغرض اكتشاف الروابط بين مستوي الإصابة بالوباء، ومستوي التراجع في عدد المقاعد، نحصل علي الجدول رقم “3”، الذي يشير إلي أن 57 دولة مرت بالمستوي الأول للإصابة، الذي تقع فيه المعدلات في الفئة الاقل من100 حالة، وفي هذه الوضعية كان التراجع في عدد مقاعد السفر الدولية 23 مليونا و259 الفا و869 مقعدا.
وهناك 12 دولة مرت بالمستوي الثاني من الإصابة، الذي تقع فيه معدلات الإصابة في الفئة بين 100 و999 حالة، وفي هذه الوضعية كان التراجع في المقاعد 34 مليونا و318 الفا و245 مقعد.
وهناك 29 دولة مرت بالمستوي الثالث للإصابة، والذي تقع فيه الإصابات في الفئة من 1000 الي 9999 حالة، وفي هذه الوضعية كان الفقد في المقاعد 80 مليونا و527 الفا و666 مقعد، وهناك 25 دولة مرت بالمستوي الرابع للإصابة، والذي تقع فيه معدلات الإصابة بين 10 آلاف و49999 حالة، وفي هذه الوضعية كان الفقد في المقاعد 102 مليونا و41 الفا و397 مقعد، وهناك 17 دولة مرت بالمستوي الخامس للإصابة، والذي تقع فيه معدلات الإصابة في الفئة الاكثر من 50 ألف حالة، وفي هذه الوضعية كان الفقد في المقاعد 189 مليونا و224 الفا و517 مقعد.
عند تفكيك هذه الأرقام من شهر إلي آخر، يتبين أنه خلال يناير، كانت هناك دولة واحدة فقط علي مستوي العالم، تقع فيها معدلات الإصابة بالفيروس في الفئة بين ألف و10 آلاف مصاب، وهذه الدولة تراجعت لديها المقاعد بمعدل 45 الفا و484 مقعد، وكانت هناك 29 دولة، تقع فيها معدلات الإصابة في الفئة الأقل من مائة حالة، وهذه فقدت 600 الفا و148 مقعدا.
وفي شهر فبراير تغير الوضع بصورة لافتة، وأصبح هناك 25 دولة تقع معدلات الإصابة فيها في الفئة الأقل من 100 حالة، وتتراجع المقاعد لديها بمعدل 12 مليونا و266 الفا و560 مقعدا، وثلاث دول تقع معدلات الإصابة فيها في الفئة بين 100 و999 حالة، وفقدت الدول الثلاث مليونين و31 الفا و57 مقعد، وكانت هناك دولة واحدة تقع فيها معدلات الإصابة في الفئة بين الف و9999 حالة، وفقدت مليون و717 الفا و147 مقعد، ودولة واحدة وقعت فيها معدلات الإصابة في الفئة الاكثر من 50 الف حالة، وفقدت 10 ملايين و582 الفا و219 مقعد.
وفي شهر مارس، ارتفعت درجة السوء والتعقيد في الموقف، وأصبح هناك دولتين فقط تقع معدلات الإصابة بهما في الفئة الأقل من 100 حالة، وفقدت 5 ملايين و28 الفا و884 مقعد، و8 دول تقع معدلات الإصابة فيها في الفئة بين 100 و999 حالة، وفقدت 28 مليونا و625 الفا و487 مقعد، و16 دولة تقع معدلات الإصابة فيها بين الف و9999 حالة، وفقدت 23 مليونا و665 الفا و879 مقعد، و7 دول تقع معدلات الإصابة فيها في الفئة بين 10 آلاف و49999 حالة، وفقدت 11 مليونا و929 الفا و149 مقعد، و7 دول وقعت معدلات الاصابة فيها في الفئة الاكثر من 50 الف حالة، وفقدت 42 مليونا و312 الفا و653 مقعد.
في شهر ابريل، اشتدت الأوضاع سوءا، وأصبحت هناك دولة واحدة فقط، تقع معدلات الإصابة فيها في الفئة الاقل من 100 حالة، وخسرت 5 ملايين و400 الفا و277 مقعد، ودولة واحدة تقع معدلات الإصابة بها في الفئة بين 100 و999 حالة، وخسرت 3 ملايين و651 الفا و731 مقعد، و11 دولة تقع معدلات الإصابة بها في الفئة بين ألف و9999 حالة، وفقدت 55 مليون و99 الفا و458 مقعد، و18 دولة، تقع معدلات الإصابة فيها بين 10 الاف و49999 حالة، وفقدت 90 مليونا و112 الفا و248 مقعد، و9 دول وقعت فيها معدلات الاصابة في الفئة الاكثر من 50 الف حالة، وخسرت 138 مليونا و379 الفا و645 مقعد.
تفشي الفيروس وقيود السفر
يعرض الشكل “2” للتغير الذي حدث خلال الفترة من يناير إلي إبريل، في كل من أعداد المصابين بكورونا، وأعداد جهات السفر التي فرضت قيود علي السفر بسبب الوباء، ويلاحظ من الشكل أنه في الثلاثين من يناير كان إجمالي الإصابات بالفيروس حول العالم حوالي 200 الف إصابة، وحتي ذلك الوقت لم تكن هناك جهات قد فرضت قيودا علي السفر والطيران بعد، وفي السادس من فبراير بلغت الحالات 420 الف إصابة، وكانت هناك جهة واحدة قد فرضت عليها قيود سفر، وهي الصين، وفي الثالث عشر من فبراير بلغت الإصابات 430 الف، وارتفع 
عدد الجهات التي تفرض قيود سفر إلي جهتين، ثم أخذ عدد الجهات التي تفرض القيود يرتفع تدريجيا، حتي بلغ 16 جهة حول العالم بحلول التاسع عشر من مارس، حينما بلغت الاصابات 800 الف إصابة عالميا، ويوم 26 مارس قفز عدد الجهات الي 67 جهة مع بلوغ الإصابات مليون و100 الف إصابة، وفي الثاني من ابريل، فرضت قيود علي السفر في 150 جهة، مع وصول الحالات الي مليون و150 الف إصابة، وفي السادس من ابريل، ومع وصول الإصابات الي مليون و200 الف إصابة، كانت هناك 217 جهة، تفرض قيودا علي السفر، لتشمل قيود السفر كل دول العالم تقريبا.
ثانيا: تداعيات التغيير
في ضوء تحليل البيانات التفصيلية السابقة، يمكن البدء باستعراض الخطوة الثانية في التحليل، وهي رصد النتائج المترتبة علي التغير الذي حدث في حركة النقل الجوي علي هذا النحو، ومن واقع التقديرات الصادرة عن كل دولة، والتراجع في أعداد سعة المقاعد، وأعداد الركاب، علي النحو السابق توضيحه، وبتحليل البيانات الواردة في هذا السياق يمكن استعراض الخسائر المتوقعة علي النحو التالي:
التوزيع الجغرافي للخسائر
قدرت المنظمة الدولية للطيران المدني “ايكاو”، الخسائر المترتبة علي كورونا بقطاع القل الجوي عالميا بما يتراوح بين 158 و274 مليار دولار، علي مستوي العالم خلال عام 2020 ككل، وهذه الارقام موزعة علي القارات والمناطق الجغرافية علي النحو التالي:
ـ منطقة امريكا الشمالية، تتراوح فيها الخسائر بين 17 و32 مليار دولار، وذلك وفق سيناريو يقدر التراجع في سعة المقاعد بين $33 و65%، وأعداد الركاب بين 65 و120 مليون راكب.
ـ منطقة أوروبا تتراوح فيها الخسائر بين 57 و101 مليار دولار، وفق سيناريو يقدر التراجع في سعة المقاعد بمقدار يتراوح بين 40 % الي 74ل%، والتراجع في أعداد الركاب بين 419 و731 مليون راكب.
ـ منطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي، تتراوح فيها الخسائر بين 10 و18 مليار دولار، وفق سيناريو يقدر التراجع في سعة المقاعد بمقدار 34% و65%، وتراجع عدد الركاب بين 50 و90 مليون راكب.
ـ منطقة افريقيا تتراوح فيها الخسائر بين 7 و13 مليار دولار، وفق سيناريو يقدر التراجع في سعة المقاعد بمقدار 39% و72%، والتراجع في أعداد الركاب بين 34 و61 مليون راكب.
ـ منطقة الشرق الأوسط، بما فيها المنطقة العربية، تتراوح فيها الخسائر بين 12 و22 مليار دولار، وفق سيناريو يقدر التراجع في سعة المقاعد بمقدار يتراوح بين 37% و70%، والتراجع في أعداد الركاب بين 66 و119 مليون راكب.
ـ منطقة آسيا والمحيط الهادي تتراوح فيها الخسائر بين 50 و88 مليار دولار، وفق سيناريو يقدر التراجع في سعة المقاعد بمقدار 39% و71%، والتراجع في عدد الركاب بين 238 و420 مليون راكب.
الخسائر بمجموعات خطوط الطيران
يعرض الجدول ” 4″ بيانات خسائر مجموعات خطوط الطيران بالمليون دولار، خلال اشهر يناير وفبراير ومارس، وبمراجعة هذه البيانات، يلاحظ أنه خلال شهر يناير، كانت هناك 22 مجموعة من مجموعات خطوط الطيران قد تعرضت لخسائر، وتصدرتها مجموعة خطوط الصين، بخسائر بلغت 624 مليون دولار خلال هذا الشهر، وجاءت مجموعة خطوط اوروبا في المرتبة الثانية بخسائر قدرها 278 مليون دولار، وكانت هناك ثلاث مجموعات لم تشهد خسائر ولا نمو، و25 مجموعة كانت لا تزال تحقق نموا في العائدات، وتصدرتها مجموعة خطوط امريكا الشمالية، التي حققت نموا قدره 564 مليون دولار.
في شهر فبراير ارتفع عدد مجموعات خطوط الطيران التي تتعرض لخسائر الي 29 مجموعة، بدلا من 22 مجموعة في يناير، وتصدرتها مجموعة الصين ـ جنوب غرب اسيا وشمال اسيا، بخسائر قدرها 328 مليون دولار، وجاءت مجموعة خطوط اوروبا في المرتبة الثانية بخسائر 410 مليون دولار، وتقلص عدد مجموعات الخطوط التي تحقق نموا في العائدات الي 14 مجموعة، بعد أن كان 25 مجموعة في يناير، وظلت مجموعة خطوط امريكا الشمالية في الصدارة، حيث سجلت نموا في العائدات قدره 496 مليون دولار، وذلك كله مقارنة بعائدات خط الاساس.
وفي شهر مارس حققت 47 مجموعة من مجموعات خطوط الطيران خسائر واضحة، تصدرتها مجموعة المحيط الهادي جنوب شرق اسيا بخسائر قدرها 941 مليون دولار، ثم مجموعة خطوط شمال اسيا ـ المحيط الهادي جنوب شرق اسيا بخسائر قدرها 909 مليون دولار، واستطاعت مجموعتا خطوط افريقيا الشرق الاوسط ـ وسط امريكا الكاريبي، وامريكا اللاتينية والكاريبي ـ الصين الحفاظ علي وضعيتهما بدون خسائر، فيما حققت مجموعة خطوط الشرق الاوسط ايرادات قدرها 203 مليون دولار.
بصورة اجمالية حققت الخطوط المحلية خسائر قدرها 888 مليون دولار في شهر يناير، و3 مليارات و588 مليون في فبراير، و10 مليارات و802 مليون دولار في مارس.
أما الخطوط الدولية فحققت خسائر قدرها 195 مليون دولار في يناير و3 مليارات و994 مليون دولار في فبراير، و17 مليار و685 مليار دولار في مارس، ليصبح اجمالي خسائر جميع الخطوط 694 مليون دولار في يناير، و7 مليارات و562 مليون في فبراير، و28 مليار و586 مليون في مارس، بإجمالي عام 36 مليار و842 مليون دولار خلال الاشهر الثلاثة.
الخسائر بشركات الطيران
بالنسبة للتراجع في إيرادات شركات الطيران، هناك سيناريوهين، الأول يتوقع أن تنخفض الإيرادات بما يتراوح بين 153 و231 مليار، والثاني يتوقع أن تنخفض الإيرادات بما يتراوح بين 198 و273 مليار دولار، مقارنة بالإيرادات المقدرة بخط الاساس في بداية يناير، ومن المرجح أن تسجل أوروبا وآسيا والمحيط الهادئ أكثر من ثلثي خسائر الإيرادات.
من جانبه، وضع الاتحاد الدولي للنقل الجوي، تقديرات خاصة بخسائر شركات الطيران، وفقا لسيناريو إقفال كلي لمدة ثلاثة اشهر، يعقبه فترة ركود، متنوعة الشدة حتي نهاية العام، ووفقا لهذا السيناريو قدر الاتحاد خسائر شركات الطيران بـ 314 مليار دولار، موزعة بقيمة 113 مليار دولار بشركات طيران آسيا والمحيط الهادي، و89 مليار دولار بشركات طيران أوروبا، و64 مليار في شركات امريكا الشمالية، و24 مليار دولار بشركات طيران منطقة الشرق الاوسط، و18 مليار دولار بشركات امريكا اللاتينية والكاريبي، و6 مليارات دولار بشركات طيران افريقيا.
يشير هذا السيناريو ايضا، إلي أن الخسائر تمثل تغييرا بنسبة 48% عن المستوي السائد في 2019، لكن النسبة تختلف من منطقة لأخري، حيث تصل في افريقيا والشرق الاوسط الي 51%، وفي اوروبا الي 44%، وامريكا الشمالية 36%، وامريكا اللاتينية والكاريبي 49%، واسيا والمحيط الهادي 50%.
خسائر المطارات
تم حساب نوعية أخري من التداعيات المترتبة علي الوباء، وهي الخسائر التي ستتعرض لها المطارات والأعمال المرتبطة بها، وتم تقسيم الآثار المتعلقة بهذه النقطة إلى جزءين، الأول يتعلق بالتراجع في حركة مرور الركاب عبر المطارات المختلفة، والثاني يتعلق بالتراجع في عائدات المطارات، وذلك بحسب المنطقة الجغرافية خلال عام 2020 ككل، وفي هذا الصدد فإن الحد الأدنى المقدر للخسائر بالمطارات بالعالم ككل خلال 2020 يبلغ 76 مليار دولار أمريكي، وأوضاع هذه الازمة كالتالي حسب المناطق الجغرافية:
ـ حركة مرور الركاب في مطارات امريكا الشمالية ستتراجع بمعدل 37.7% وسيترتب عليها تراجع في عائدات المطارات بنسبة 49%.
ـ حركة مرور الركاب في مطارات امريكا الجنوبية والكاريبي ستتراجع بمعدل 34%، وسيترب عليها تراجع في ايرادات هذه المطارات بنسبة 38%.
ـ حركة مرور الركاب في مطارات اوروبا ستتراجع بنسبة 35%، وسيترب عليها تراجع في ايرادات المطارات بنسبة 42%.
ـ حركة مرور الركاب في مطارات افريقيا ستتراجع بنسبة 32.5%، وسيترتب عليها تراجع في ايرادات المطارات بنسبة 38%.
ـ حركة مرور الركاب في منطقة الشرق الاوسط والمنطقة العربية، ستتراجع بمعدل 35.5%، وسيترتب عليها خسائر في ايرادات المطارات بنسبة 35%.
ـ حركة مرور الركاب في مطارات اسيا والمحيط الهادي ستتراجع بنسبة 42.1%، وسيترتب عليها تراجع في الايرادات بنسبة 48%.
ويعرض الجدول ” 5 ” التراجع المتوقع في إيرادات المطارات من سيناريو خط الأساس “العمل كالمعتاد” لعام 2020، ويتضح من هذا الجدول أن إجمالي الخسائر المرجحة في مطارات العالم ستبلغ 76.6 مليار دولار، وتأتي مطارات اوروبا في صدارة المطارات الاكثر عرضة للخسائر بواقع 24.6 مليار دولار، تليها مطارات آسيا والمحيط الهادي بواقع 23.9 ملبار، ثم مطارات شمال امريكا 16.9 مليار، ثم الشرق الأوسط 5.7 مليار، ثم امريكا اللاتينية والكاريبي 4 مليارت، ثم افريقيا 1.5 مليار دولار.
خسائر السياحة
وفقا لتقديرات منظمة السياحة العالمية، سيؤدي التغير السابق في حركة المسافرين والنقل الجوي، إلي خسائر مباشرة في قطاع السياحة الدولية، تتراوح بين 300 إلى 450 مليار دولار أمريكي حتي نهاية 2020، تعادل ما يتراوح بين 20 و30% من إجمالي العائدات، وهو رقم يعادل ما يقرب من ثلث العائدات المقدرة في نهاية 2019 لعائدات السياحة الدولية خلال عام 2020، والتي تبلغ 1.5 تريليون دولار أمريكي.
ويرجح المجلس العالمي للسفر والسياحة، أن يحدث انخفاض في عدد الليالي السياحية مقداره 440 مليون ليلة، ويحدث انخفاض في الصادرات السياحية، بقيمة تتراوح بين 1.3 الي 1.5 تريليون دولار، وبحسب بيانات المجلس فإن تأثير الوباء سيمتد إلي مجال الوظائف بالقطاع السياحي، وفي هذا السياق وضع المجلس سيناريو للفقد المتوقع في الوظائف، توقع خلاله أن يخسر قطاع السياحة 63.4 مليون وظيفة في منطقة اسيا والمحيط الهادي، و13 مليون وظيفة في اوروبا، و8.2 مليون وظيفة في امريكا الشمالية، و5.3 مليون وظيفة في امريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، و7.6 مليون وظيفة في افريقيا، و2.8 مليون وظيفة في الشرق الاوسط، بإجمالي 100.8 مليون وظيفة.
واخيرا، سيسهم الارتباك الناجم عن الوباء في قطاع النقل الجوي وغيره، في تخفيض حجم تجارة البضائع العالمية بنسبة تتراوح بين 13% و32٪ في عام 2020 مقارنة بعام 2019، وذلك بحسب تقديرات منظمة التجارة العالمية، كما سيعمل علي حدوث انكماش متوقع في الناتج المحلي الإجمالي العالمي خلال عام 2020 بنسبة 3%، وهو معدل أسوأ بكثير مما حدث خلال الازمة المالية العالمية في عامي 2008 و2009، وذلك بحسب تقديرات صندوق النقد الدولي.
ثالثا: سيناريوهات محتملة حتي نهاية العام
بعد عرض بيانات توصيف وقياس حجم الأزمة، والنتائج والتداعيات المترتبة عليها، يصل التحليل إلي الخطوة الثالثة والأخيرة، وهي السيناريوهات المحتمل أن يشهدها قطاع النقل الجوي حتي نهاية العام الحالي، في ظل وباء كورونا.
وفي هذا السياق، وضع الاتحاد الدولي للنقل والمنظمة الدولية للطيران المدني، والمجلس العالمي للسياحة والسفر، ومنظمة السياحة العالمية، العديد من السيناريوهات في هذا السياق، وجميعها استندت الي العديد من الفرضيات، المستخلصة من بيانات توصيف الأزمة، والتداعيات المترتبة عليها، والخطط المعلنة من قبل دول العالم المختلفة، حول العودة لفتح الاجواء، وإعادة تشغيل الاقتصاد مرة اخرى.
في معظم الحالات، تم بناء السيناريوهات بناء علي فرضيات متعلقة بالنقاط التالية:
ـ الوقت المتوقع ان يستمر فيه الوباء نشطا وشديدا، ومستويات لاشدة.
ـ مدي مدى عمق الركود العالمي وإلى متى سيستمر.
• فترة استمرار تطبيق اجراءات الإغلاق والقيود علي السفر.
ـ سرعة استعادة ثقة الناس للسفر بالطائرات.
ـ التحولات الهيكلية المتوقعة في سلوكيات الصناعة والمستهلكين.
• الفترة التي يمكن أن تتحمل صناعة النقل الجوي أعباء هذه المحنة.
كانت السيناريوهات الموضوعة من قبل “الأيكاو” هي الاكثر وضوحا، حيث وضعت سيناريوهات تتعلق بالمسارات الثلاث الرئيسية لصناعة النقل الجوي، وهي عدد مقاعد السفر الدولي، وعدد المسافرين، والإيرادات والعائدات المتوقعة.
في كل مسار من المسارات الثلاثة، تم بناء مجموعتين من السيناريوهات، كل مجموعة تضم ثلاثة سيناريوهات فرعية، فكانت هناك مجموعة السيناريو الأول، التي تضم السيناريو الأول، والسيناريو الأول “أ”، والسيناريو الأول “ب”، وهذه السيناريوهات مبنية علي توقع التعافي السريع بعد السقوط والهبوط السريع، ومن ثم عند التعبير عنه إحصائيا بالخطوط البيانية، يتخذ شكل أقرب إي شكل الحرف “في” باللغة الانجليزية.
ثم مجموعة السيناريو الثاني، التي تضم السيناريو الثاني، والثاني “أ”، والثاني “ب”، وهذه المجموعة مبنية علي توقع تعافي يبدأ بطيئا لعدة اشهر، ثم يتسارع بعد ذلك، ومن ثم عند التعبير عنه احصائيا بالخطوط البيانية، يتخذ شكل أقرب إلي حرف ” يو” باللغة الانجليزية.
وفقا لهذه المنهجية، كان هناك ثلاثة سيناريوهات لكل مسار، بإجمالي تسعة سيناريوهات، جري تنفيذها، تارة علي الوضع العالمي ككل، وتارة علي كل منطقة من مناطق العالم الجغرافية الست، كل علي حدة، ليصبح الإجمالي 60 سيناريو لكل من العالم والمناطق الجغرافية معا.
بهدف التبسيط والتوضيح، ورسم الصورة العامة لما تفترض هذه السيناريوهات حدوثه حتي نهاية العام، سيتم في هذا التحليل، تناول 12 سيناريو فقط، يتم عرضها من خلال ستة اشكال بيانية، الثلاثة الأولي منها تتضمن عرض للأوضاع المتوقعة عالميا، استنادا لمقارنة بين السيناريو الأول والثاني فقط بكل من المسارات الثلاثة، ثم ثلاثة أشكال بيانية أخري، تعرض الأمر نفسه بالطريقة نفسها، ولكن علي مستوي المنطقة العربية والشرق الأوسط، كنموذج للمناطق الجغرافية.
السيناريوهات الدولية
يعرض شكل ” 3 ” السيناريوهات المتوقعة للتغير في أعداد المقاعد المتاحة للسفر الدولي عالميا، حتي نهاية 2020، فيوضح الانخفاض في اعداد المقاعد بالنسبة المئوية، ووفقا للسيناريو الأول، فإن عدد المقاعد هبط بصورة حادة خلال وقت قصير، خلال الفترة من يناير إلي إبريل، ففي يناير انخفض بنسبة 1% ، لكن في ابريل بلغ ذروته القصوى، مسجلا فقدا قدره 94 % من خط الاساس، وبحسب السيناريو فإن التعافي سيكون سريعا، حيث سيقل الفقد في المقاعد خلال مايو ليصبح 89 %، ثم يتوالى التعافي، شهرا بعد آخر، حتي يصل الي 19 % فقط، بحلول ديسمبر 2020، وهذا هو سيناريو حرف “في” للتعافي السريع.
السيناريو الثاني، يفترض أن الفقد في المقاعد سيظل عند حدود 94% لثلاثة اشهر متتالية، تبدأ من ابريل وتنتهي في يونيو، وبعد ذلك يبدأ التعافي، ولكن بمعدل ابطأ مما هو مقدر في السيناريو الأول، مما يجعل الفقد في المقاعد يقف عند 52 % في ديسمبر، وليس 19 % كما هو الحال في السيناريو الأول.
يعرض شكل “4” السيناريوهات المتوقعة للتغير في أعداد المسافرين الدوليين عالميا حتي نهاية 2020، بالمليون مسافر، ويبدأ الجدول بعرض أعداد المسافرين، الموضوعة علي جداول وخطط عند خط الاساس في بداية يناير، ويظهر من الجدول أن أعداد المسافرين المخطط لها كانت 15 مليون و157 الف مسافر في يناير، وأن الرقم كان مرشحا للتصاعد حتي يصل ذروته في أغسطس بواقع 198 مليونا و85 الف مسافر، ثم يهبط مرة أخري الي 158 مليونا و58 الفا في ديسمبر.
يشير السيناريو الأول إلى أن اعداد المسافرين انهارت بسرعة خلال الفترة من يناير الي ابريل حتي بلغت 592 الفا فقط، ويفترض أنها ستبدأ التعافي، وتتصاعد الي مليون و235 الفا في مايو، ثم تستمر في التصاعد حتي تصل ذروتها في اكتوبر بواقع مائة مليون و342 الفا، قبل ان تعاود الهبوط بحدة مرة اخري وتصل الي مليون و119 الفا في ديسمبر.
يقدم السيناريو الثاني مسارا مختلفا ومتذبذبا، فهو يتوقع أن يظل الوضع راكدا، بأعداد المسافرين القليلة التي تتحرك ببطء شديد عن حاجز الـ 592 الفا، لتصل الي 652 الفا في يونيو، ثم تتصاعد الي ثلاثة ملايين و863 الفا في اغسطس، ثم تنهار مرة اخري خلال سبتمبر لتصل الي 43 الفا فقط، ثم تقفز في اكتوبر الي 5 ملايين و124 الفا، ثم تتوقف في ديسمبر عن 6 ملايين و159 الفا، وفي ضوء ذلك يبدو هذا المسار هو الاقرب إلي شكل حرف “يو”، الذي يتسم بالبطء النسبي والتذبذب.
يعرض شكل “5” السيناريوهات المتوقعة للتغير في إيرادات السفر الدولي عالميا حتي نهاية 2020، ويعرض الأرقام بالمليار دولار، وبحسب السيناريو الأول فإن حالة عالية من التذبذب وعدم الانتظام في الخسائر والتراجعات بالعائدات ستكون هي النمط السائد، خلال الفترة من يناير وحتي يوليو، ففي يناير كانت العائدات ايجابية وحققت 195 مليار، وفي فبراير بلغت الخسائر 3 مليارات و994 مليون، ثم تراجعت في مارس الي مليار و673، ثم تضخمت بشدة في ابريل وبلغت 28 مليار و258 مليون، ثم شهدت تراجعا طفيفا للغاية في مايو، وبلغت 27 مليار و615 مليونا، ثم يتوقع لها أن تتراجع بشدة، وتقل الخسائر لتصبح مليارين و655 مليون في يونيو، ثم تتضخم بشدة مرة اخري، وتصل الي 27 مليار و841 في يوليو، ثم تشهد تراجعا منتظما بعد ذلك، شهرا وراء آخر، حتي تصل الي 8 مليارات و573 مليونا في ديسمبر.
يقدم السيناريو الثاني فرضية أقل تذبذبا، وأكثر بطء، فهو يسجل الانهيار الكبير في مارس وليس ابريل، ويقدر الخسائر بـ 28 مليار و258 مليون دولار، ثم يرصد تراجعها الي 17 مليار و685 مليونا في ابريل، ثم يفترض اشتدادها خلال الأشهر الثلاثة التالية، مايو ويونيو ويوليو، بحيث يتم تسجيل أكبر قدر من الخسائر في يوليو، بواقع 31 مليار و265 مليونا، ثم يبدأ التعافي تدريجيا وبصورة منتظمة خلال الاشهر الثلاث التالية حتي اكتوبر، حيث ستتراجع الخسائر في ذلك الوقت الي 20 مليار و642 مليونا، ثم يحدث تحسن كبير خلال شهر نوفمبر، لتصبح الخسائر مليار و743 مليون دولار، قبل أن تتضخم الخسائر مرة اخري وتصل الي 17 مليار و952 مليونا في ديسمبر.
سيناريوهات المنطقة العربية والشرق الأوسط
تقدم السيناريوهات الخاصة بالمنطقة العربية والشرق الأوسط، صورة أكثر هدوء وانتظاما من الوضع العالمي، فبالنسبة لسيناريوهات عدد المقاعد المتاحة للسفر الدولي بالمنطقة والموضحة في شكل ” 6″، يشير السيناريو الأول إلي أن ذروة الانخفاض كانت في شهر ابريل، وبلغت 94%، كالوضع العالمي، ويفترض هذا السيناريو أن الوضع سيتحسن تدرجيا بدءا من مايو، وحتي ديسمبر، حيث سيبلغ الفقد في المقاعد 19% فقط.
أما السيناريو الثاني فيفترض بقاء الحال علي ما هو عليه حتي نهاية يونيو، بتراجع في المقاعد قدره 94%، ثم يبدأ التعافي من شهر يوليو، ويتصاعد تدريجيا، حتي ديسمبر، ولكن بوتيرة أبطأ في السرعة، وأقل في التعافي، ليتوقف الفقد عند 40% في شهر ديسمبر، وليس 19% كما في السيناريو الأول.
يوضح شكل ” 7 ” السيناريوهات المتوقعة للتغير في أعداد المسافرين الدوليين بمنطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية حتي نهاية 2020، ويلاحظ من الشكل أن الاعداد التي كان مقدرا ومخططا لها بالمنطقة للركاب الدوليين عند خط الاساس في يناير، كانت 13.2 مليون راكب، وكان مقدرا لها ان تصل للذروة في شهر أغسطس، وترتفع إلي 15.53 مليونا، ثم تتراجع بعد ذلك لتتوقف عند 13.99 مليون راكب في ديسمبر.
بالمقارنة بأرقام خط الاساس، يعرض السيناريو الأول، لما حدث وسيحدث حتي نهاية العام، فيوضح هبوط اعداد الركاب الي حوالي 500 الف فقط في ابريل، ثم بدء التعافي من مايو بوصولهم الي 900 الف، ثم التصاعد في العدد حتي وصولهم الي 7 ملايين و65 الفا في أغسطس، ثم حالة من الاستقرار والهدوء حول هذا الرقم حتي نوفمبر، قبل ان يتصاعد الرقم في ديسمبر الي 9 ملايين و760 الفا.
اما السيناريو الثاني فيفترض فترة ركود حتى مايو، ثم بدء التعافي الطفيف في يوليو لترتفع الارقام الي مليون و450 الفا، ثم يحدث تصاعد متوالي بطيء وقليل الحجم، يصل بإجمالي عدد المسافرين الي 5 ملايين و360 الفا فقط في ديسمبر، بدلا من 9 ملايين و760 الفا في السيناريو الأول.
فيما يتعلق بالعائدات، يعرض شكل ” 8 ” السيناريو الأول الذي يتضمن قفزة في العائدات خلال شهري مايو ويونيو، تجعل الخسائر تتراجع من 2 مليار و351 مليون في ابريل، لتصبح 213 مليون و203 مليون في مايو ويونيو علي التوالي، قبل أن تسوء الأمور وتتصاعد الخسائر الي مليار و830 مليون في يوليو، ثم يحدث بعد ذلك تعافي منتظم حتي نهاية العام، يعود بالخسائر إلي 756 مليون دولار.
يبدو السيناريو الثاني خاليا من القفزات، ويميل الي البطء والركود النسبي، فهو ينطلق من خسائر قدرها 2 مليار و351 مليون في ابريل، تنخفض انخفاضا طفيفا خلال مايو لتصل الي 2 مليار و214 مليونا، ثم تصل الخسائر للذروة في هذا السيناريو خلال يوليو لتسجل 2 مليار و477 مليونا، وبعد ذلك تبدأ الخسائر في التراجع بوتيرة بطيئة، وقليلة الحجم، لتصل إلي مليار و428 مليونا في نوفمبر، قبل ان تزداد مرة أخري وتصل الي مليار و561 مليونا في ديسمبر.
……………………..
المراجع ومصادر البيانات:
1- Effects of Novel Coronavirus (COVID‐19) on Civil Aviation: Economic Impact Analysis – Montréal, Canada- 30 April 2020- Air Transport Bureau- ICAO
2- International Air Transport Association – https://www.iata.org/
3- World Tourism Organization (UNWTO) – https://www.unwto.org/
4- World Travel & Tourism Council (WTTC) – https://wttc.org/en-gb/