على مدى الأعوام القليلة الماضية، قدم اللاعبون في السوق تقنيات الروبوت عديدا من التقنيات المبتكرة عالية الجودة التي كان تركيزها بشكل كبير على القطاع الصناعي، حيث تستخدم في التخزين والتصنيع وتجميع مختلف المنتجات، التي تشمل التفاعل بين الإنسان والروبوت والأطراف الصناعية، والتعلم الآلي، والمركبات ذاتية القيادة وأنظمة المصانع، وغيرها من التقنيات، فقد بلغ حجم سوق الروبوتات العالمي 39.2 مليار دولار في 2022، وبالنظر إلى المستقبل، تتوقع مجموعة IMARC أن تصل السوق إلى 102.4 مليار دولار بحلول 2028، مظهرة معدلا نموا سنويا 17.58 في المائة خلال الفترة بين 2023 و2028.
إلى جانب ذلك، كانت هناك زيادة كبيرة في تهديدات الأمن السيبراني حيث أصبحت الروبوتات أكثر ارتباطا بأنظمة البيانات الداخلية، حيث تم حظر في الفترة بين كانون الثاني (يناير) وأيلول (سبتمبر) 2022 عناصر خبيثة على 38 في المائة من أجهزة الحاسوب المرتبطة بنظم الرقابة الصناعية في منطقة الشرق الأوسط، ونتيجة لذلك، تستثمر المنظمات والشركات في جميع أنحاء العالم بكثافة في أنشطة البحث والتطوير لمعالجة نقاط الضعف الحالية مع ضمان إنتاج آمن ومضمون وموثوق. علاوة على ذلك، تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات بشكل كبير في قطاع الرعاية الصحية بسبب الحاجة المتزايدة إلى الروبوتات الجراحية، والنمو في أتمتة المختبرات والصيدلة. أيضا، كان هناك طلب متزايد على الروبوتات التعاونية لتجنب أي أخطاء محتملة. يمكن أن تعمل هذه الروبوتات جنبا إلى جنب مع البشر وهي أرخص بكثير من نظيراتها الصناعية.
وفي السعودية أظهرت دراسة استطلاعية أن الموظفين في المملكة يثقون بالروبوتات عند أدائها مهام اعتيادية في مجالات الخدمات اللوجستية والمواصلات والتنظيف، لكنهم كانوا أقل استعدادا لوضع ثقتهم بالروبوتات ذات الوظائف الحرجة التي تمس حياة الأفراد، كإجراء العمليات الجراحية وقيادة الطائرات التجارية وإدارة الصناعات الخطرة والإنتاج الصيدلاني. ويكمن أحد أسباب انعدام الثقة بالروبوتات في الاعتقاد بأنها تظل عرضة للهجمات الرقمية، وفقا لـ76 في المائة من الموظفين المستطلعة آراؤهم.
ويرى الموظفون أن الروبوتات مناسبة لأداء مهام دون أخرى، إذ يثق 90 في المائة منهم بالروبوتات في أعمال التنظيف و79 في المائة منهم في تسليم الطرود والطلبات. وفي المقابل، يثق أقل من نصف المستطلعة آراؤهم في دراسة Kaspersky بالروبوتات في أداء مهام مثل إدارة الصناعات الخطرة بـ39 في المائة، فيما لم يبد سوى 35 في المائة ثقتهم بالروبوتات في إجراء العمليات الجراحية، ويمكن تفسير هذه المخاوف بحقيقة أن أكثر من نصف المشاركين في الدراسة من الموظفين الذين تبلغ نسبتهم 60 في المائة، أشاروا إلى عدم وضوح الجهة المسؤولة عن فشل الروبوتات في أداء واجباتها إذا تعرضت إلى عطل في المعدات أو لهجوم رقمي. ويرى 57 في المائة بأنه إذا تعطلت الروبوتات فقد تسبب تهديدا جسديا للبشر.
وتستخدم الروبوتات في نظم الرقابة الصناعية وتقنية المعلومات للتعامل مع عمليات الإنتاج وإحلالها محل العمل اليدوي وتحسين الكفاءة وزيادة السرعة ورفع مستويات الجودة والأداء، وبحسب النتائج فإن هناك انقساما في آراء الموظفين حول الواجبات التي تصلح الروبوتات لأدائها، موضحا أنهم يتقبلون عموما أداء الروبوتات مهام عمل لا تتطلب مهارات، مثل التنظيف وتسليم الطلبات، لكن أغلبيتهم ليست مستعدة لأن تثق بالروبوتات في أداء وظائف حرجة قد تسبب خسائر مالية أو تشكل تهديدا جسديا للبشر إذا أديت بطريقة خاطئة.