1035 انقطاعاً في 8 سنوات 66% منها في 10 دول

خلال السنوات الثماني الماضية 2017 ــ 2024، تعرضت شبكة الانترنت لنحو 1035 من حوادث الانقطاع، متنوعة القوة والاتساع والتوقيت والأسباب والمكان، حيث كان 4% منها شديد الخطورة، و25 % منها أصاب الخدمات الرقمية، وبلغت ذروتها في العام 2022 بواقع 188 حادثاً، وما يزيد علي نصفها وقع عمداً بسبب توجهات حكومية، ومن حيث المكان وقع 66% منها في عشرة دول فقط.
عند النظر بشيء من التفصيل لهذه الأرقام الإجمالية من حيث التطور السنوي في أعداد الانقطاعات سنجد أنه فى العام الأول لفترة الرصد “2017”، بلغ عدد الانقطاعات 46 انقطاعا، وفي العام التالي 2018 قفز الرقم الي 90 انقطاعا، مسجلا وتيرة متساعة جعلت نسبة الارتفاع تقترب من 100%، وفي العام الثالث 2019 بلغ الرقم 112 انقطاعا، ثم 144 انقطاعا في 2020، ثم تراجع الي 93 فى العام 2021 وهو المعدل الذي ساد في العام 2018، ثم عاد للقفز والوتيرة المتسارعة مرة أخري في العام 200 ليبلغ 188 انقطاعا، بنسبة ارتفاع تزيد قليلا علي 100% مما حدث في العام 2021، ثم يواصل الارتفاع ليبلغ الذروة في العام 2023 مسجلا 195 قبل ان يتراجع الي 168 حتي الوقت الحالي من العام 2024، مع توقعات بأن يكسر حاجز المائتي انقطاع في نهاية العام، ونخلص من ذلك إلي أن الملمح الأساسي للتطور السنوي هو أن الانقطاعات يرتفع عددها وتزادا وتيرتها تسارعا مع الوقت، وتشهد من وقت لآخر ارتفاعا قياسيا يجعل الزيادة السنوية تتجاوز 100% في بعض الأحيان.
الخطورة والضرر
وعند النظر إلى الانقطاعات من حيث الخطورة والضرر، سنجد الصورة أقل قتامة، فالتحليلات تشير إلي أن 4% فقط من الانقطاعات التي وقعت تم تصنيفها من حيث الخطورة علي أنها “شديدة”، وهي مرتبة تعد الأعلى على الإطلاق من حيث الخطورة والضرر، يليها ما نسبته 6% من الانقطاعات تم تصنيفها علي أنها “حادة” وهي المرتبة التالية من حيث الخطورة، ثم 17% تم تصنيفها علي أنها بارزة أو ملموسة الاثر، و32% علي أنها تمثل الحد الأدني من الخطورة والضرر، و41% صنفت فى مرتبة “لا تكاد تذكر” أي ليس لها اثر أو ضرر تقريبا، ما يعني أن الانقطاعات من حيث الخطورة اشبه بالهرم الذي يتصاعد في الخطر من القاع إلي القمة، ويتخذ نمطا تقع فيه الخطورة والضرر في أعداد أقل والعكس.
القطاعات
فيما يتعلق بتوزيع الانقطاعات على القطاعات المختلفة، وجد أن 25% من الانقطاعات تقع في مجال الخدمات الرقمية، تليها الخدمات السحابية المقدمة عبر الانترنت التي وقعت بها 22% من الانقطاعات، وفي المرتبة الثالثة جاء قطاع الاتصالات الذي وقع به 21% من الانقطاعات، ثم الخدمات المالية بنصيب 19% وحلت في المرتبة الرابعة، ثم القطاع الحكومي وقطاع النقل الذي وقع بكل منهما 7% من حوادث الانقطاعات، ويلاحظ في هذه الارقام أن ثمة ارتباط بين مستوى وقوع الانقطاعات وضخامة واتساع نطاق الجمهور المرتبط بكل قطاع من القطاعات علي حدة، ويدل علي ذلك أن النسبة الاكبر من الانقطاعات وقعت في قطاع الخدمات الرقمية، أو الخدمات التي عادة ما تقدم لجمهور واسع من مستخدمي الشبكة، يليها بنسبة طفيفة الخدمات السحابية التي تصنف بدورها على أنها خدمات ذات جماهيرية واسعة كثيفة العدد، ثم الاتصالات ذات الجماهيرية الواسعة ايضا، وبعد ذلك تقل النسب بصورة واضحة كما هو الحال في الخدمات المالية والقطاع الحكومي وقطاع النقل، وتفسير ذلك أن القوة الجماهيرة الهائلة عادة ما تضغط علي البنية التحتية التي تشغل هذه الخدمات، ما يعرضها لضغوط وحمل عمل زائد في كثير من الاحيان ينجم عنه هذه الانقطاعات العارضة واسعة النطاق ايضا.
الأسباب
أما فيما يتعلق بأسباب الانقطاعات، فتشير نتائج تحليلات الأرقام الخاصة بالفترة من 2022 ــ 2024 إلي أن نصف الانقطاعات التي وقعت خلال هذه الفترة أو تحديدا 284 حادثا تمثل 51.9% كان ورائها أوامر وتوجيهات حكومية مباشرة بالقطع العمدى للخدمة، أما النصف الباقي فكان أول اسبابه قطع بكوابل الاتصالات خاصة الكابلات البحرية الرئيسية، حيث كان هذا السبب وراء 78 حادثا، وانقطاع التيار الكهربائي عن مراكز رئيسية ومراكز بيانات الذي سبب 50 حادثا، ثم الأسباب غير المعروفة التي كانت وراء 38 حادثا، والأسباب التقنية 34 حادثا، ، ثم أعمال الصيانة 15 حادثا، والمشاكل الطارئة 13 حادثا، والهجمات الامنية 12 حادثا، واسباب اخري متنوعة 27 حادثا.
التوزيع الجغرافي
من حيث التوزيع الجغرافي لانقطاعات الانترنت، وجد أن الانقطاعات البالغة 1036 انقطاعا قد وقعت في 126 دولة حول العالم، وتركز نحو 46.3% منها في ثلاث دول فقط هم الهند والعراق وإيران، حيث شهدت الهند 305 انقطاعا بواقع 29.5% من الإجمالي، والعراق 102 بواقع 9.8%، وايران 72 انقطاعا بواقع 6.9%، ثم كانت هناك 7 دول وقعت بها انقطاعات باعداد متوسطة كسوريا 53، والجزائر 41 والسودان 41، واوكرانيا 23 وموريتانيا 22 والسنغال 21 وتشاد 20، ليشكل الدول العشر مجتمعين ما إجماليه 690 حادثا، بنسبة 66.7% من الإجمالي، ويتوزع الباقي علي 116 دولة.
مدة الانقطاع
والزاوية الاخيرة التي كشفت عنها التحليلات هي مدة الانقطاع، التي يتم حسابها باليوم، ووفقا للبيانات فإن إجمالي مدة الانقطاعات التي شهدها العالم خلال الفترة المشار إليها تبلغ 5276.8 يوما، أي ما يعادل 14.4 سنة، وهذا الوقت توزع بصور متفاوتة علي دول العالم الـ 126 التي شهدت هذه الانقطاعات، فغالبيتها شهدت انقطاعات بالايام، وبعضها بالأسابيع والشهور، والقليل منها بالسنوات، وعند تحليل البيانات تبين أن هناك اربع دول فقط تجاوزت فيها مدة الانقطاع العام الكامل، مثل الهند التي بلغ إجمالي مدد انقطاعات الانترنت بها 1412.9 يوما، تعادل 3.8 سنة، تليها ميانمار 929.3 يوما تعادل 2.5 سنة، ثم تشاد 561.3 يوما تعادل 1.5 سنة، ثم اثيوبيا 391.3 يوما تعادل 1.07 سنة، وإلي جانب هذه الدول كانت هناك ست دول بلغت فيها مدة الانقطاع عدة شهور مثل السوديان 225.7 يوما بواقع 7.5 شهرا، واوكرانيا 223 يوما بواقع 7.4 شخرا، وطاجيكستان 131.4 يوما بواقع 4.3 شهرا، والكاميرون 116.4 يوما بواقع 3.8 شهرا، وأذربيجان 110.3 يوما بواقع 3.6 شهرا، والمكسيك 68 يوما بواقع 2.01 شهرا، وتوزعت المدد الباقية علي الــ 116 دولة الاخرى.