رصدت منظمة العمل الدولية مجموع فرص العمل التي أتيحت في 2020 موزعة على القطاعات المختلفة والتي تجاوزت بقليل عدد 860 ملايين فرصة جديدة، مقابل عدد سكان العالم في سن العمل الذين بلغوا أكثر من 1.9 مليار نسمة، وقد قسمتهم إلى 3 فئات عمرية موزعة حسب المستوى التعليمي، الفئة الأولي من 15 إلى 24 سنة، و الفئة الثانية من 25 إلى 54 سنة، و الفئة الثالثة من 55 إلى 64 سنة، فما هي نسبة كل فئة عمرية في المستويات التعليمية وكذلك نسبتها في فرص العمل المطروحة من القطاعات الوظيفية؟ وما هي الفئة العمرية التي استحوذت على أكبر معدل لفرص العمل؟
الفئة العمرية الأولي (من 15 إلي 24سنة)
عدد سكان تلك الفئة العمرية على مستوى العالم هو 372 ملايين و667 ألفا و834 نسمة، بنسبة تمثل 19.5% من مجموع السكان في سن العمل المتعارف عليه دولياً وهو من 15 إلي 64 سنة والذي بلغ في 2020، مليار و909 مليون و651 ألفا و71 نسمة. وزّعت تلك الشريحة العمرية بحسب المستوى التعليمي إلى 9 مراحل متدرجة وفق دليل اليونسكو للمؤسسات التعليمية. بدأت بمرحة الطفولة التي كانت حصتها 1.4% فقط، مروراً بمرحلة التعليم الإبتدائي التي استحوذت على 7.2%، ثم بالمرحلة الإعدادية التي كانت نسبة السكان فيها 31.4% وهي ثاني أعلى نسبة في مراحل التعليم التسعة بعد مرحلة الثانوية التي استحوذت منفردة على 46.6%. تلتها مرحلة التعليم ما بعد الثانوي غير العالي كالمعاهد المتوسطة والمعاهد الفنية بنسبة 0.7%، أما التعليم العالي قصير المدة وهي مجموعة من البرامج الأكاديمية تسبق مرحلة الباكلوريوس أو الليسانس تؤهل للدخول في سوق العمل مباشرة بحسب تصنيف اليونسكو كالبرامج المهنية والفنية فقد استحوذت على 3.2% من مجموع سكان تلك الشريحة، أما مرحلة البكالوريوس وما يعادلها كان نصيبها في عدد السكان في ذات الفئة العمرية التي تبدأ من 15 إلى 24 سنة نحو 6.1%. أخيرا مرحلتي الماجسيتر والدكتوراه وما يعادلهما استحوذا على 0.9% فقط من إجمالي سكان تلك الشريحة.
وإذا ما حاولنا تقليص المراحل التعليمية التسعة الآنف ذكرها إلي ثلاثة مراحل فقط، فتوزيع السكان في تلك الشريحة العمرية يكون كالتالي؛ أولا: مرحلة ما قبل الثانوية استحوذت على 40%، ثانياً: مرحلة الثانوية حتى ما قبل مرحلة الباكلوريوس 50.5%، أخيرا: مرحلة الباكلوريوس حتى الدكتوراه وكانت نسبتهم 7% فقط، علما بأن هناك 2% بدون تعليم وأقل من 1% غير مصنفين تعليمياً.
في المقابل شغل السكان في تلك الفئة العمرية عدد 92 مليوناً و112 ألف و389 فرصة عمل أتيحت في 2020، وهذا العدد من الوظائف يمثل 10.7% من إجمالي الفرص التي أتيحت لكافة السكان في سن العمل والتي بلغت 860 ملايين و 263 ألفا و 54 فرصة، وبحسب تصنيف منظمة العمل الدولية فقد وزعت تلك الفرص على 10 قطاعات وظيفية مختلفة. أتاحت وظائف القوات المسلحة منها أقل من 0.5% وهي أقل نسبة فرص أتيحت من بين القطاعات كافة، تلاها قطاع المديرين الذي وفّر مليون ونصف فرصة عمل تقريباً بنسبة 1.6%، ثم قطاع العمالة المهرة في الزراعة والغابات وصيد الأسماك الذي طرح فرص نسبتها 6.7% من إجمالي الفرص، أما قطاع مشغلو المصانع والآلات والمجمعون طرح 7.8% من الفرص، في حين وفّر قطاع المهنيين 8% من الفرص، وأتاح قطاع الفنيين والمهنيين المعاونين أكثر من 9.5% من مجموع فرص العمل وهي ذات نسبة الفرص التي وفرها قطاع عمال الدعم الكتابي، أما النصيب الأكبر من الفرص التي طُرحت أضافها قطاع عمّال الخدمة والمبيعات والتي تجاوزت ربع فرص العمل التي أتيحت في 2020 لهذه الشريحة العمرية لتصل إلي 26%، تلاها قطاع المهن الأولية كثاني أعلى قطاع توفيراً لفرص العمل بنسبة 19%، تلك المهن البسيطة الروتينية التي تستلزم قوة بدنية في أغلبها، أخيراً قطاع عمال الحرف والصناعات المرتبطة بها وفر 10.6% من فرص العمل.
الفئة العمرية الثانية (من 25 إلي 54 سنة)
تتسم هذه الشريحة العمرية بكونها الأعرض في الفترة الزمنية وهي تستغرق 30عاماً، أي ثلاثة أضعاف كل شريحة من الشريحتين الأخرتين التي تتضمنتا 10 سنوات فقط لكل منها. بلغت نسبة تلك الفئة العمرية 62.7% من سكان العالم، بمجموع مليار و196 ملايين و804 ألفا و386 نسمة، ووزّعت تلك الأعداد على المراحل التعليمية المختلفة كالتالي؛ أولا: مرحلة ما قبل الثانوية استحوذت على 27.5%، تلك النسبة انخفضت بنحو 12% مقارنة بنظيرتها في الفئة العمرية الأولي. ثانياً: مرحلة الثانوية حتى ما قبل مرحلة الباكلوريوس استحوذت على نسبة 43.6% من مجموع السكان، ولكنها تظل المرحلة ذات العدد الأكبر من السكان. أخيراً: مرحلة الباكلوريوس حتى الدكتوراه وكانت نسبتهم 27%، مع ثبات نسبة الـ 1.6% بدون تعليم و 1.9% غير مصنفين تعليمياً. ويُلاحظ زيادة عدد السكان في المرحلة التعليمية التي تلي الباكلوريوس بنحو 20% عن نظيرتها في الفئة العمرية الاولى، وهو أمر منطقي يتلائم مع تلك الفئة العمرية.
أما من حيث الوظائف فقد أتيح لهذه الفئة العمرية عدد 629 مليون و884ألفا و745 فرصة، بنسبة 73% من إجمالي الفرص التي أتيحت في 2020. استحوذت 5 قطاعات على أكثر من 72% من فرص العمل وهي قطاعات: عمال الحرفٍ والصناعات المرتبطة بها، والمهن الأولية، الفنيين والمهنيين المعاونين، عمال الخدمة والمبيعات، والمهنيين، لتكون نسب مساهمتهم في فرص العمل على التوالي 11.6%، 12.2%، 12.3%، 16.1%، 19.6%. ويُلاحظ تضاعف أعداد فرص العمل التي أتيحت لقطاع المهنيين مقانة بالفئة العمرية الأولي بأكثر من الضعف، كذلك انخفاض الفرص التي طرحت في قطاع المهن الأولية بنحو 5%، وقطاع عمال الخدمة والمبيعات بنحو 10%. أما القطاعات الخمسة الأخريات فقد وفرّت 27% من مجموع فرص العمل.
الفئة العمرية الثالثة (من 55 إلي 64 سنة)
تحتل تلك الفئة العمرية المرتبة الثالثة من حيث عدد السكان في سن العمل عالمياً والتي بلغ عددها 340 ملايين و148ألفا و973 نسمة، بنسبة تمثل 17.8% من إجمالي السكان. 33.7% ممن في تلك الشريحة كانوا في مرحلة ما قبل الثانوية، و 44.2% كانوا في مرحلة الثانوية حتى ما قبل مرحلة الباكلوريوس . أخيرا: مرحلة الباكلوريوس حتى الدكتوراه كانت نسبتهم 20% ، مع ثبات نسبة الـ 1.8% بدون تعليم تقريبا وأقل من 0.5% غير مصنفين تعليمياً.
إجمالي الفرص الجديدة التي أتاحتها القطاعات الوظيفية المختلفة لهذه الفئة هي 136 مليونا و809 ألفا و237 فرصة. ضخت 5 قطاعات أقل من 10% من إجمالي فرص العمل لكل منها، وهي القوات المسلحة، وقطاع المديرين، وعمال الدعم الكتابي، والعمال المهرة في الزراعة والغابات وصيد الأسماك، ومشغلو المصانع والآلات والمجمعون. في المقابل وفّرت القطاعات الخمسة الأخريات 67.19% من إجمالي فرص العمل. حيث أضاف قطاع المهنيين 15% من الفرص وهي ذات نسبة الفرص التي أضافها قطاع عمال الخدمة والمبيعات، كذلك طرح قطاع الاعمال الأولية 14% من الفرص، تلاه قطاعي الفنيين والمهنيين المعاونين وعمال الحرف والصناعات المرتبطة بها ليساهم كل منهما بـ 11 % من فرص العمل على حدة.
يتبدى ممّا سبق أن الفئة العمرية الثانية استحوذت على أكبر عدد من السكان في سن العمل تلتها الفئة العمرية الأولي وجاء الفئة العمرية في المرتبة الثالثة، أما من حيث فرص العمل فاستحوذت الفئة العمرية الثانية كذلك على أكبر معدل فرص عمل أتيح في 2020 تلتها الفئة العمرية الثالثة، ثم جاءت الفئة العمرية الأولي في الترتيب الأخير .