تعد المحيطات والبحار مصدرا عظيما للعديد من الموارد المتجددة والناضبة، اللازمة لتحقيق تنمية مستدامة مستقبلية طويلة الأجل علي اليابسة، لكنها ظلت على الدوام مصدرا كامنا صعب المنال، يحتاج أدوات وتقنيات مبدعة وجديدة لنقلها من حالة الكمون، إلى الفعل والتشغيل العملي ضمن عجلة الإنتاج، مما يتطلب بدوره جهدا جبارا مستمرا علي صعيد البحوث والتطوير والابتكار والاختراع، التي تقود إلي توليد فرص اقتصادية قابلة للاستثمار، وهو جهد أنفق فيه العالم 857 مليار و 390 مليون دولار منذ العام 2000 وحتي الآن، مضت في مسارين الأول توليد الطاقة من المحيطات، والثاني ابداع تقنيات وبراءات اختراع ذات صلة بالتنمية المستدامة للمحيطات.
في نهاية الشهر الماضي يوليو 2022، نفذت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية آخر تحديث لقاعدة البيانات الخاصة بحالة الاقتصاد المستدام للمحيطات حول العالم واحتوى التحديث على مسارات عديدة، من بينها مسار الفرص الاقتصادية الذي يتناول جهود البحوث والتطوير والتقنيات الحديثة والمبتكرة في مجال الاستغلال الاقتصادي المستدام للمحيطات، ومن جانبه قام مركز «جسور» بتحليل وتصنيف البيانات الخام الأولية الخاصة بهذا المسار بقاعدة البيانات، وانتهي التحليل الي أربع نقاط تشكل الملامح الأساسية لجهود البحوث والتطوير الجارية عالميا في هذا الصدد، والنقاط علي النحو التالي:
الإنفاق العام
عند النظر إلى منحني الإنفاق العالمي العام علي بحوث تطوير الفرص الاقتصادية المستدامة بالمحيطات خلال الفترة من 2000 الى 2021، تبين إن الإنفاق بلغ 22 مليارا و363 مليون دولار في العام 2000، ثم ظل يتصاعد بصورة طفيفة في السنوات الخمس التالية حتي بلغ 29 مليارا و611 مليونا في العام 2006، أي بزيادة قدرها %24.4، ثم تصاعد بوتيرة اسرع ليصل إلى ذروته الأولى في عام 2009، حينما بلغ 51 مليارا و474 مليونا، بزيادة قدرها %56.5 مقارنة بالإنفاق عام 2000، وخلال السنوات السبع التالية ـ 2010 / 2016 ـ شهد تذبذبا طفيفا بين الارتفاع والانخفاض حتي بلغ 43 مليارا و 666 مليون دولار في العام 2016، بانخفاض قدره %32.6 عن ذروة الانفاق الأولي التي تحققت في العام 2009.
عاد الإنفاق إلي الارتفاع مجددا خلال الأعوام 2017/ 2020، وحقق ذروته الثانية والأعلى على الإطلاق في العام 2020، حينما بلغ 52 مليارا و502 مليون دولار، وهو أعلى معدل إنفاق علي بحوث وابتكارات الاستغلال الاقتصادي للبحار عالميا طوال الـ 21 سنة محل الرصد، وفي العام التالي 2021 سجل الإنفاق هبوطا فجائيا كبيرا، وتدهور إلي 39 مليارا و79 مليونا مسجلا تراجعا قدره %25.5 مقارنة بالعام 2020.
أعداد الاختراعات
بعد تتبع أعداد الاختراعات التي تمت سنويا في مجال التقنيات البيئية وتقنيات الطاقة وتحلية المياه المتعلقة بالمحيطات، تبين أنه تم التوصل إلي 406 ألفا و764 اختراعا خلال فترة الرصد البالغة 20 عاما، وتوزع هذا الرقم علي السنوات المختلفة بصورة تشير إلي أن عدد الاختراعات ظل يرتفع بصورة مستمرة ودون انقطاع خلال العقد الأول من العام الحالي، حتي بلغ ذروته الأولى في العام 2010، وبلغ المستوى الأعلى له على الاطلاق، وبحسب البيانات فإن عدد الاختراعات بدأ بـ 8026 اختراعا في عام 2000، وتصاعد حتي بلغ 37937 في العام 2010، أي بزيادة قدرها %78.8 عن عام البداية.
فى العام التالي 2011 هبط عدد الاختراعات بصورة ملحوظة وبلغ 27758، ليفقد %26.7 من حجمه مقارنة بالعام 2010، ثم تأرجح خلال العامين التاليين 2012/2013 صعودا وهبوطا، قبل أن يصعد إلي ذروته الثانية في عام 2014 ويسجل 33 الفا و907 اختراعا، ثم يبدأ رحلة هبوط جديدة متواصلة قادته اإلي نقطة أدنى في عام 2019، حينما هبط إلي 15 ألفا و650 اختراعا، بتراجع قدره %46.1 مقارنة بعام 2014.
النسبة من ميزانية بحوث الطاقة
يشكل توليد الطاقة من المحيطات العصب الرئيسي والجانب الأعظم في أنشطة البحث عن فرص اقتصادية مستدامة بالمحيطات، ما يجعها تستحوذ علي حصة قابلة للملاحظة من ميزانيات البحث والتطوير بقطاع الطاقة عالميا، وتكشف البيانات عن هذا الأمر بوضوح، حتى وإن كانت تشهد تذبذب حاد وكبير في بعض الأحيان، ففي العام 2000 كانت بحوث طاقة المحيطات تستحوذ علي %1 من إجمالي ميزانيات بحوث الطاقة عالميا، ثم شهدت الحصة تطورات عديدة خلال العقد الأول من القرن الحالي، وبحلول عام 2011 كان ما يقدر بـ %3 من ميزانيات بحوث الطاقة عالميا متركزة في بحوث طاقة المحيطات، وفي عام 2012 هبطت النسبة الي %2، بفارق %38، ثم عاد الاهتمام ببحوث طاقة المحيطات من جديد لتصل النسبة إلي %3 في العام 2014، لتبدأ موجة هبوط جديدة تصل بها إلي %2 في العام 2017، ثم يعود الارتفاع مرة أخري لتصل إلي %3 مجددا في العام 2019، ثم تبدأ رحلة هبوط في العامين الأخيرين تنتهي بها إلي أدنى نقطة على الإطلاق طوال فترة الرصد وهى %1 فقط في العام 2021.
النسبة من الاختراعات عالية القيمة
في مقابل الميزانيات المخصصة للبحث والتطوير في بحوث المحيطات، كانت هناك اختراعات من الفئة عالية القيمة في المجال ذاته، استحوذت أيضا علي حصة قابلة للملاحظة من إجمالي الاختراعات عالية القيمة المسجلة عالميا في شتي المجالات، واستنادا للبيانات المتاحة، أمكن التوصل إلي أن الاختراعات عالية القيمة في مجال التقنيات البيئية الخاصة بالمحيطات، استحوذت علي حصة قدرها %4 من إجمالي الاختراعات عالية القيمة عالميا ككل عام 2000، وهذه النسبة انخفضت الي %1 في العام التالي 2001، ثم تصاعدت حتي بلغت %5 في عامي 2006 و2007، ثم انحدرت إلي %3 عام 2008، قبل أن تقفز الي %6 عام 2009، ثم تعيش حالة تذبذب واضحة خلال الفترة من 2010 إلي 2018، تراوحت خلالها النسبة بين %3 و%6 ، ثم قفزت إلي %11 في عام 2019 وهو آخر عام متاح عنه بيانات.
وعند النظر إلي الأرقام في المسارات الأربعة كمتوسطات سنوية عامة، وجد أن متوسط الإنفاق السنوي على البحوث والتطوير 38 مليارا و972 الفا، ومن حيث عدد الاختراعات بلغ المتوسط السنوي للاختراعات 20338 اختراعا، ومن حيث نسبة الاختراعات عالية القيمة من اجمالي الاختراعات العالية القيمة عالميا بلغ المتوسط السنوي للنسبة %4، ومن حيث حصة البحوث والتطوير في طاقة المحيطات من اجمالي بحوث الطاقة عالميا، بلغ المتوسط السنوي للحصة %2.
تشير المتوسطات السابقة إلي أن الاهتمام العالمي بالبحث والتطوير في مجال المحيطات بلغ مرحلة قابلة للملاحظة، وكاتجاه عام يميل هذا الاهتمام إلي الارتفاع والتعاظم مع الوقت، وإذا ما أخذنا في الاعتبار التحديات العديدة التي تواجه خطط ومشروعات التنمية المستدامة عالميا، والكثير من الإخفاقات التي منيت بها مشروعات التنمية غير المستدامة في العديد من بلدان العالم، والنجاحات التي حققتها مشروعات البحوث والتطوير والابتكار في مجال تقنيات المحيطات، سيمكننا القول بأن بحوث المحيطات في طريقها لفترة ازدهار، حتي وإن كانت تتقدم إليها ببطء وتذبذب في كثير من الأحيان.
aspx?datasetcode=OCEAN، واحتوى التحديث على مسارات عدة، من بينها مسار الفرص الاقتصادية الذي يتناول جهود البحوث والتطوير والتقنيات الحديثة والمبتكرة في مجال الاستغلال الاقتصادي المستدام للمحيطات، ومن جانبه قام مركز « جسور « بتحليل وتصنيف البيانات الخام الأولية الخاصة بهذا المسار بقاعدة البيانات، وانتهي التحليل الي أربع نقاط تشكل الملامح الأساسية لجهود البحوث والتطوير الجارية عالميا في هذا الصدد، والنقاط علي النحو التالي:
الإنفاق العام
عند النظر إلى منحني الإنفاق العالمي العام علي بحوث تطوير الفرص الاقتصادية المستدامة بالمحيطات خلال الفترة من 2000 الى 2021، تبين إن الإنفاق بلغ 22 مليارا و363 مليون دولار في العام 2000، ثم ظل يتصاعد بصورة طفيفة في السنوات الخمس التالية حتي بلغ 29 مليارا و611 مليونا في العام 2006، أي بزيادة قدرها 24.4%، ثم تصاعد بوتيرة اسرع ليصل إلى ذروته الأولى في عام 2009، حينما بلغ 51 مليارا و474 مليونا، بزيادة قدرها 56.5% مقارنة بالإنفاق عام 2000، وخلال السنوات السبع التالية ـ 2010 / 2016 ـ شهد تذبذبا طفيفا بين الارتفاع والانخفاض حتي بلغ 43 مليارا و666 دولار في العام 2016، بانخفاض قدره 32.6% عن ذروة الانفاق الاولي التي تحققت في العام 2009.
عاد الإنفاق الي الارتفاع مجددا خلال الأعوام 2017/ 2020، وحقق ذروته الثانية والأعلى على الإطلاق في العام 2020، حينما بلغ 52 مليارا و502 مليون دولار، وهو أعلى معدل إنفاق علي بحوث وابتكارات الاستغلال الاقتصادي للبحار عالميا طوال الـ 21 سنة محل الرصد، وفي العام التالي 2021 سجل الإنفاق هبوطا فجائيا كبيرا، وتدهور الي 39 مليارا و79 مليونا مسجلا تراجعا قدره 25.5% مقارنة بالعام 2020.
اعداد الاختراعات
بعد تتبع اعداد الاختراعات التي تمت سنويا في مجال التقنيات البيئية وتقنيات الطاقة وتحلية المياه المتعلقة بالمحيطات، تبين أنه تم التوصل إلي 406 ألفا و764 اختراعا خلال فترة الرصد البالغة 20 عاما، وتوزع هذا الرقم علي السنوات المختلفة بصورة تشير إلي ان عدد الاختراعات ظل يرتفع بصورة مستمرة ودون انقطاع خلال العقد الأول من العام الحالي، حتي يلغ ذروته الأولى في العام 2010، وبلغ المستوى الأعلى له على الاطلاق، وبحسب البيانات فإن عدد الاختراعات بدأ بـ 8026 اختراعا في عام 2000، وتصاعد حتي بلغ 37937 في العام 2010، أي بزيادة قدرها 78.8% عن عام البداية.
فى العام التالي 2011 هبط عدد الاختراعات بصورة ملحوظة وبلغ 27758، ليفقد 26.7% من حجمه مقارنة بالعام 2010، ثم تأرجح خلال العامين التاليين 2012/2013 صعودا وهبوطا، قبل أن يصعد الي ذروته الثانية في عام 2014 ويسجل 33 الفا و907 اختراعا، ثم يبدأ رحلة هبوط جديدة متواصلة قادته الي نقطة أدنى في عام 2019، حينما هبط إلي 15 الفا و650 اختراعا، بتراجع قدره 46.1% مقارنة بعام 2014.
النسبة من ميزانية بحوث الطاقة
يشكل توليد الطاقة من المحيطات العصب الرئيسي والجانب الأعظم في أنشطة البحث عن فرص اقتصادية مستدامة بالمحيطات، ما يجعها تستحوذ علي حصة قابلة للملاحظة من ميزانيات البحث والطوير بقطاع الطاقة عالميا، وتكشف البيانات عن هذا الأمر بوضوح، حتى وإن كانت تشهد تذبذب حاد وكبير في بعض الأحيان، ففي العام 2000 كانت بحوث طاقة المحيطات تستحوذ علي 1% من إجمالي ميزانيات بحوث الطاقة عالميا، ثم شهدت الحصة تطورات عديدة خلال العقد الأول من القرن الحالي، وبحلول عام 2011 كان ما يقدر بـ 3% من ميزانيات بحوث الطاقة عالميا متركزة في بحوث طاقة المحيطات، وفي عام 2012 هبطت النسبة الي 2%، بفارق 38%، ثم عاد الاهتمام ببحوث طاقة المحيطات من جديد لتصل النسبة الي 3% في العام 2014، لتبدأ موجة هبوط جديدة تصل بها الي 2% في العام 2017، ثم يعود الارتفاع مرة اخري لتصل الي 3% مجددا في العام 2019، ثم تبدأ رحلة هبوط في العامين الأخيرين تنتهي بها الي أدنى نقطة على الإطلاق طوال فترة الرصد وهى 1% فقط في العام 2021.
النسبة من الاختراعات عالية القيمة
في مقابل الميزانيات المخصصة للبحث والتطوير في بحوث المحيطات، كانت هناك اختراعات من الفئة عالية القيمة في المجال ذاته، استحوذت أيضا علي حصة قابلة للملاحظة من إجمالي الاختراعات عالية القيمة المسجلة عالميا في شتي المجالات، واستنادا للبيانات المتاحة، أمكن التوصل إلي أن الاختراعات عالية القيمة في مجال التقنيات البيئية الخاصة بالمحيطات، استحوذت علي حصة قدرها 4% من إجمالي الاختراعات عالية القيمة عالميا ككل عام 2000، وهذه النسبة انخفضت الي 1% في العام التالي 2001، ثم تصاعدت حتي بلغت 5% في عامي 2006 و2007، ثم انحدرت إلي 3% عام 2008، قبل أن تقفز الي 6 % عام 2009، ثم تعيش حالة تذبذب واضحة خلال الفترة من 2010 الي 2018، تراوحت خلالها النسبة بين 3 % و6% ، ثم قفزت الي 11% في عام 2019 وهو آخر عام متاح عنه بيانات.
وعند النظر إلي الأرقام في المسارات الأربعة كمتوسطات سنوية عامة، وجد أن متوسط الانفاق السنوي على البحوث والتطوير 38 مليارا و972 الفا، ومن حيث عدد الاختراعات بلغ المتوسط السنوي للاختراعات 20338 اختراعا، ومن حيث نسبة الاختراعات عالية القيمة من اجمالي الاختراعات العالية القيمة عالميا بلغت المتوسط السنوي للنسبة 4%، ومن حيث حصة البحوث والتطوير في طاقة المحيطات من اجمالي بحوث الطاقة عالميا، بلغ المتوسط السنوي للحصة 2%.
تشير المتوسطات السابقة إلي أن الاهتمام العالمي بالبحث والتطوير في مجال المحيطات بلغ مرحلة قابلة للملاحظة، وكاتجاه عام يميل هذا الاهتمام الي الارتفاع والتعاظم مع الوقت، وإذا ما أخذنا في الاعتبار التحديات العديدة التي تواجه خطط ومشروعات التنمية المستدامة عالميا، والكثير من الإخفاقات التي منيت بها مشروعات التنمية غير المستدامة في العديد من بلدان العالم، والنجاحات التي حققتها مشروعات البحوث والتطوير والابتكار في مجال تقنيات المحيطات، سيمكننا القول بان بحوث المحيطات في طريقها لفترة ازدهار، حتي وإن كانت تتقدم إليها ببطء وتذبذب في كثير من الأحيان.