13 مليار جهاز إنترنت الأشياء .. أمانها ضعيف وهدف للقراصنة

لا يمكن لأي شخص في وقتنا الحالي الاستغناء عن أي جهاز من أجهزة إنترنت الأشياء، التي باتت ‏رفيقا مثاليا للمستخدمين، حالها كحال الهواتف الذكية، الأمر الذي جعل الشركات المصنعة لهذه ‏الأجهزة تكثف من خطوط إنتاجها بسبب زيادة الطلب عليها، حتى وصل عددها في وقتنا ‏الحالي إلى 13 مليار جهاز، ومن المقدر أن يصل عددها إلى أكثر من 29 مليار جهاز بحلول عام ‏‏2030. وتشمل أجهزة إنترنت الأشياء أي جهاز يمكن أن يتصل بالإنترنت بشكل مباشر أو غير ‏مباشر، مثل أجهزة التلفزيون الذكية والساعات والسماعات الذكية وكاميرات المراقبة والأساور ‏والمستشعرات والمجسات الصحية، وصولا إلى السيارات الذكية المرتبطة بالإنترنت، ومع هذا ‏الاعتماد المتزايد بشكل يومي، بات قراصنة الإنترنت يستهدفون هذه الأجهزة بسبب ضعف تأمينها.‏

وبحسب تقرير “الدفاع الرقمي” من “مايكروسوفت”، تعد أجهزة إنترنت الأشياء نقطة دخول ‏رئيسة لشن عديد من الهجمات، حيث وجد التقرير أن العمل على أمان هذه الأجهزة ليس مواكبا ‏للمتغيرات والتهديدات السيبرانية الناشئة، بعكس أمان الأجهزة والبرامج التي تجد النصيب الأكبر ‏من التركيز عند تأمينها، وشهد العام الماضي عديدا من الهجمات على هذه الأجهزة بسبب ضعف ‏تأمين أجهزة إنترنت الأشياء، والمخاطر المتزايدة التي تنجم عنها نتيجة استغلالها في شن الهجمات ‏السيبرانية، ومن المتوقع أن هذه الموجة من الهجمات السيبرانية التي تستغل ضعف تأمين أجهزة ‏إنترنت الأشياء ستتصاعد بشكل كبير في الأعوام المقبلة.‏

ويعد قطاع السيارات الذكية والمتصلة بالإنترنت التي تتضمن عديدا من التقنيات المرتبطة بشبكة ‏الإنترنت هدفا رئيسا للقراصنة، حيث يهدف المهاجمون إلى الحصول على المعلومات الحساسة ‏التي يتم تخزينها مثل الخرائط وبيانات بطاقة الائتمان، حيث يكمن التوجه الفعلي لمجرمي الإنترنت في استهداف السيارات الذكية والسيارات المتصلة بشكل خاص، ويعود هذا إلى أن هذه السيارات عادة ما ‏تحتوي على شرائح اتصال ‏SIM‏ يمكنهم مهاجمتها عبر الشبكات الخلوية، وبمجرد تحديدهم الثغرة ‏الأمنية وطريقة استغلالها عن بعد، يمكنهم تكرار الهجوم على سيارات أخرى بكل سهولة.

من المتوقع أن يكون النمو في سوق الأمن السيبراني للسيارات مدفوعا بالاستخدام المتزايد ‏للإلكترونيات لكل مركبة، والعدد المتزايد من المركبات المتصلة، وتزايد التهديدات السيبرانية ‏بسبب زيادة البيانات والاتصال بالمركبات، وزيادة مبيعات السيارات الكهربائية، حيث رفع هذا ‏التوجه من قبل القراصنة قيمة سوق الأمن السيبراني للسيارات لتصل إلى 2.76 مليار دولار في ‏عام 2022، ومن المتوقع أن تنمو بمعدل نمو سنوي مركب قدره 22.97 في المائة وتصل إلى ‏‏17.73 مليار دولار بحلول عام 2031، وذلك بحسب تقرير ‏Research And Markets‏.‏

وعلى الرغم من أن شركات الأمن السيبراني التي تركز على أجهزة إنترنت الأشياء تعمل على رفع ‏مستوى جهودها على تأمين نقطة النهاية لأجهزة إنترنت الأشياء، فإن إحدى المشكلات الرئيسة في ‏أمان أجهزة إنترنت الأشياء هي أنه لا توجد جهود واضحة في دفع عمليات التحديثات ‏والتصحيحات الأمنية، ونظرا إلى ظهور عديد من التحديات الجديدة بشكل مستمر في صناعة ‏أجهزة إنترنت الأشياء، فإن الإرشادات واللوائح التي تنظم وتعمل على إيجاد أرضية موحدة لتأمين ‏هذه الأجهزة لا تزال يشوبها عديد من الاختلافات، وعلى رأسها تعدد بروتوكولات الأمن ‏السيبراني الوقائية المتعلقة بأجهزة إنترنت الأشياء للمستهلكين وعدم توحيدها.‏

وحددت ‏NIST‏ ثلاثة معايير يجب توافرها لتأمين أجهزة إنترنت الأشياء وتخفيف المخاطر، وهي ‏حماية أمن الجهاز من التعرض لهجمات ‏DDoS، والتنصت على حركة مرور البيانات، وحماية ‏أمن البيانات عبر تأمين البيانات، بما في ذلك معلومات التعريف الشخصية التي تم جمعها بواسطة ‏جهاز إنترنت الأشياء أو تخزينها عليه أو معالجتها أو نقلها إليه أو منه، وحماية خصوصية الأفراد ‏المتأثرة بمعالجة معلومات تحديد الهوية الشخصية.‏

ومن الاعتبارات الرئيسة التي قد تؤثر في إدارة الأمن السيبراني ومخاطر الخصوصية لأجهزة إنترنت ‏الأشياء المقارنة بأجهزة تكنولوجيا المعلومات التقليدية، التي تتركز في تفاعلات الأجهزة مع العالم ‏المادي، حيث يتفاعل عديد من أجهزة إنترنت الأشياء مع العالم المادي بطرق مختلفة عن أجهزة ‏تكنولوجيا المعلومات التقليدية.

المصدر: الاقتصادية