خطفت الأندية السعودية الأضواء خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، بعدما ضمت نخبة من نجوم كرة القدم العالمية، بصفقاتٍ فاقت قيمتها الإجمالية المليار دولار، فجاءت النسخة الخامسة من تقارير “الشرق” الخاصة بالبيانات المالية لنشاط كرة القدم في العالم العربي، بعنوان: “ميركاتو الشرق- النسخة السعودية صيف 2023”، لتسلط الضوء على خريطة هذا الإنفاق الملياري.
رونالدو نقطة البداية
في يناير 2023، بدأت المملكة وضع حجر الأساس لمشروعها نحو بناء دوري تنافسي قوي، عبر ضم الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو إلى نادي النصر. ومع بداية صيف 2023، أطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مشروع خصخصة الأندية الرياضية، وكان من بين ثماره تحويل أندية الهلال والنصر والاتحاد والأهلي إلى شركات، ونقل 75% من ملكيتها إلى صندوق الاستثمارات العامة.
وأطلقت رابطة الدوري السعودي “استراتيجية التحول” بهدف الوصول بدوري كرة القدم في المملكة ليكون ضمن أقوى 10 دوريات في العالم، ومن ضمن مساراتها برنامج “استقطاب نخبة اللاعبين”، الذي يهدف إلى رفع القيمة التجارية للدوري السعودي للمحترفين، وزيادة مستوى التنافسية، وجذب المستثمرين، بالإضافة إلى المساهمة في رفع مستويات اللاعبين السعوديين الشباب، وبناء جيل مميز في لعبة كرة القدم، من خلال الاحتكاك بأبرز النجوم العالميين.
خريطة الإنفاق
أنفقت الأندية السعودية في فترة انتقالات صيف 2023، نحو 1.026مليار دولار، بحسب تقديرات موقع “ترانسفير ماركت”، ويشمل ذلك الانتقالات الداخلية والخارجية، وهو ما يمثل 46% من إنفاق أندية الدوري الإنجليزي “البريميرليغ”، الأغنى عالمياً، والتي ضخت نحو 2.231 مليار دولار على ضم لاعبين.
بحسب التقرير الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” الذي يرصد حركة الانتقالات الخارجية للاعبين، جاء الدوري السعودي ثانياً على مستوى استقطاب لاعبين من الخارج بعدما ضم 201 لاعب بتكلفة بلغت 875.4 مليون دولار، خلف الدوري الإنجليزي الذي ضم 449 لاعباً مقابل 1.98 مليار دولار.
إنفاق الدوري السعودي على ضم لاعبين في صيف 2023، شكل نحو 85% مما أنفقته الأندية الآسيوية، التي ضمت نحو 1265 لاعباً بتكلفة إجمالية 1.003 مليار يورو. في المقابل، حققت أندية المملكة 24% من إيرادات القارة الصفراء الناتجة عن بيع عقود لاعبين إلى الخارج بعدما جمعت 15.7 مليون دولار من إجمالي 65 مليون دولار.
الثالث خلف إنجلترا والصين
منذ عام 2014 وحتى العام 2023، أنفق الدوري السعودي نحو 1.7 مليار دولار على ضم لاعبين، وهو ما جعله يحل في المركز الثامن عالمياً خلف دوريات إنجلترا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا وفرنسا والصين والبرتغال، بحسب مرصد كرة القدم التابع لمركز الدراسات الرياضية “سيس”.
على مستوى صافي الإنفاق، وهو الفارق ما بين ما يتم إنفاقه على شراء عقود اللاعبين، وما يتم تحصيله من بيع عقودهم، يأتي الدوري السعودي ثالثاً بنحو 1.42 مليار دولار، خلف الدوري الصيني الذي يحل ثانياً بفارق 10 ملايين دولار، و”البريميرليغ” الذي يقترب صافي إنفاقه على ضم اللاعبين في آخر 10 سنوات من 12 مليار دولار.
الشراء من الكبار
أندية الدوري السعودي حرصت على دعم صفوفها بلاعبين ذوي جودة عالية، وهو ما ظهر في حرصها على ضم لاعبين من الدوريات الخمسة الكبرى (إنجلترا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا)، والتي تحصلت على نحو 775 مليون دولار من بيع لاعبيها للأندية السعودية.
أندية الدوري الإنجليزي جمعت نحو 336 مليون دولار من بيع 11 لاعباً للأندية السعودية، كان في مقدمتهم البرتغالي روبن نيفيز الذي ضمه الهلال مقابل 59 مليون دولار. في حين بلغت عوائد أندية فرنسا 157 مليون دولار، من بينها صفقة نيمار الذي اشترى الهلال عقده من باريس سان جيرمان بنحو 96.5 مليون دولار.
وتحصلت أندية إيطاليا على 128 مليون دولار عبر بيع عقود 7 لاعبين إلى أندية سعودية. بينما جمعت أندية إسبانيا 121 مليوناً. فيما كان ساديو ماني الذي ضمه النصر مقابل أكثر من 32 مليون دولار هو الصفقة الوحيدة القادمة من الدوري الألماني.
المصدر: الشرق للأخبار