في موقع استثنائي أعلى هضبة الجيزة، يقع المتحف المصري الكبير في مواجهة الأهرامات الثلاثة، في تكوين هندسي فريد، استغرق العمل على بنائه 20 عاماً، ولا يزال العالم يترقّب افتتاح أجزائه الأخرى، وعرض كنوز الملك توت عنخ آمون، بعد مرور مئة عام على اكتشاف مقبرته.
تبلغ مساحة المتحف 500 ألف متر، تزيّنه الحدائق من الاتجاهات كافة (120 ألف متر)، كما يضمّ 12 صالة عرض، تغطي الفترات من عصور ما قبل التاريخ، وحتى نهاية العصر الروماني في مصر.
“الشرق” قامت بجولة في أرجاء المتحف، وتحدثت إلى المسؤولين المعنيين.
أول متحف أخضر
حصل مشروع المتحف المصري الكبير أخيراً، على الشهادة الدولية “Edge Advance” للمباني الخضراء المعتمدة، من قِبل مؤسسة التمويل الدولي، إحدى مؤسسات مجموعة البنك الدولي، كأول متحف أخضر في أفريقيا والشرق الأوسط.
وجاء ذلك الاختيار، بعد تحقيق معايير ترشيد الطاقة، واستخدام الطاقة النظيفة في أعمال البناء، وتركيب الخلايا الشمسية، وأنظمة الإضاءة والتهوية الطبيعية.
حصل المتحف على 8 شهادات “أيزو”، في مجالات الطاقة والصحة والسلامة المهنية والبيئية والجودة، فضلاً عن جائزة أفضل مشروع في مجال البناء الأخضر. كما حصل على الشهادة الذهبية للبناء الأخضر والاستدامة، وفقاً لنظام الهرم الأخضر المصري، من المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء.
وقال الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق في تصريح لـ”الشرق”: يتميّز مبنى المتحف المصري الكبير بتصميم هندسي فريد من نوعه، وقاعات عرض حديثة، ومعامل ترميم تعدّ من أكبر المعامل على مستوى العالم، وهو مصمّم لاستقبال آلاف السيّاح يومياً”.
وأوضح حواس أن “اختيار التصميم الحالي للمتحف، جاء بعد تنظيم مسابقة كبرى شارك فيها 1583 مشروعاً من مختلف دول العالم، وفاز بها مكتب هندسي من إيرلندا “. وأشار إلى أن “اختيار هذا التصميم جاء نتيجة ربط المتحف بالأهرامات”.
وأوضح أن “وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، هو صاحب فكرة إنشاء المتحف، وتشييد مشروع القرن الـ21، الذي يسمح بعرض عدد من القطع الفريدة لمصر القديمة ضمن مساحة كبيرة”.
الفكرة نفسها ركّز عليها عالم الآثار الأميركي بوب براير في تصريح لـ”الشرق” قائلاً إن “تخصيص مساحة كبيرة لعرض القطع الأثرية، هي مسألة مهمة جداً، تقدّم للزائر تجربة بصرية ممتعة ومريحة، وتبرز جمال القطع المعروضة. وهذا ما يميّز المتحف الجديد”.
سيناريو العرض المتحفي
يحتوي المتحف المصري الكبير على أكثر من 60 ألف قطعة أثرية، تعود إلى “عصر ما قبل الأسرات”، أي فترة ما قبل التاريخ المصري القديم، مروراً بالعصور القديمة والوسطى والحديثة، ثم العصر اليوناني والروماني.
بدأت زيارتنا من بهو المتحف، الذي يضمّ التمثال الكبير للملك رمسيس الثاني، بعد أن تمّ نقله قبل 20 عاماً من ميدانه الشهير في القاهرة، المعروف باسم ميدان رمسيس، إلى مقرّ المتحف المصري الكبير.
بعد ذلك وصلنا إلى “الدرج العظيم”، الذي يمتدّ على مسافة 64 متراً، وارتفاع 24 متراً. تنتشر على منصّات “الدرج العظيم”، 60 قطعة أثرية من تماثيل وأعمدة وبوابات، يصل وزن بعضها إلى 38 طناً.
المصدر: الشرق للأخبار