تشير البيانات الخاصة بحوادث الطائرات بمختلف أنواعها سواءاً المدنية أو التجارية أو الحربية، أن الطائرات التي تساقطت من السماء مسببة الوفيات والاصابات قام بتصنيعها 114 شركة، من بينها 10 شركات تسببت في 4426 حادثة، تمثل 39% من إجمالي الحوادث، و80823 وفاة تمثل 71% من إجمالي الوفيات، وكان هناك 36 شركة تسببت طائرتها في حدوث أكثر من 50 حادثة بإجمالي 102313 حادثة، و78 شركة تسببت في وفاة أكثر من 70 شخص بالرحلة بإجمالي 7744 وفاة.
جاءت شركة بوينج الامريكية علي رأس الشركات المصنعة لطائرات تعرضت للتحطم، خاصة طرازا “بوينج” و”دوجلاس” المملوكتان في الأصل لنفس الشركة “بوينج”، حيث تعرضتا لعدد 995 و993 حادثة، نجم عنها 20915 و16397 وفاة على التوالي. جاء بعدهم بفارق يقارب النصف تقريباً طائرات “لوكهيد” و”ماكدونيل دوجلاس” الأمريكية أيضاً، وبذلك يكون نصيب الأربع شركات الامريكية من أول 10 شركات من حيث الحوادث 58%، و65% من حيث الوفيات.
غير أن معدلات أعداد الوفيات مقابل عدد الحوادث في نفس القائمة لم يكن “لبوينج” و”دوجلاس” والتي بلغت 21% للأولى و16% للثانية، بل حققت المعدلات الأعلى للوفيات مقابل الحوادث طائرات تسببت في أعداد أقل من الحوادث والوفيات تصدرتها الطائرات “توبوليف” بمعدل (54%) أي متوسط 54 شخص توفوا في الرحلة الواحدة بهذه الطائرة، ثم الطائرات “ماكدونيل دوجلاس” 40%، و37% للطائرات “اليوشن”، فيما تصل المعدلات أحياناً للربع تقريباً أي ما بين 26% الى 21% مثل الطائرات “ياكوفليف” 26%، و”الفايكرز” 24% والبوينج 21%، واللوكهيد 20%.
ومن بين قائمة أنواع الطائرات التي سجلت أكثر من 50 حادثة، كانت الأكثر إنتاجاً في العالم “السيسنا” الأمريكية بنماذجها الثلاث 172 و150 و182 بإجمالي تعدى 97 ألف طائرة، نصيب طراز 172 وحده- الأشهر من بين الطائرات المدنية- بلغ انتاجه 45000 طائرة. و”الليوشن II-2 ” الروسية أكثر من 36 ألف طائرة، والبايبر PA28 العاملة حتى يومنا هذا 32778، و”الدوجلاس” 29495 طائرة، و”البوينج “أكثر من 19000 طائرة عبارة عن 15 طراز من الطائرات النفاثة، والإيرباص شركة الطيران الأوروبية متعددة الجنسيات حوالي 15000. https://www.statista.com/chart/20788/aircraft-models-with-the-highest-estimated-production-figures/ . أما الأكثر استخداماً فإنها الطائرات “البوينج” و”الإيرباص” و”الماكدونيل دوجلاس”.
وقد اقترنت معدلات الحوادث بمعدلات الوفيات على مر 115 سنة من 1908 حتى 2024، وبالطبع تصدرت نفس الشركتان “بوينج” و”دوجلاس” المعدلات بمتوسط 9% في السنة لكلٍ منهما، و7% للطائرات “السيسنا”، و5% لطراز “أنتونوف”، والباقي تتراوح معدلاتهم بين 4% و1%.
غير أن حوادث “دوجلاس” اتبعت نمط مختلف، من بين 47 رحلة توفي في كل منها أكثر من 50 شخص، كان نصيب رحلات القوات الجوية المسلحة عدد 9 رحلات توفي فيهم 630 شخص، 507 من القوات الأمريكية، والرحلتان الباقيتان كانتا للقوات الأرجنتينية 68 وفاة، والبوليفية 55 وفاة.
واللوكهيد الأمريكية كانت أكثر رحلاتها التي تعرضت لحوادث ووفيات من الطائرات الحربية، خاصة الإيرانية 4 رحلات من 15 رحلة تابعة للقوات السعودية 187 وفاة، ونيجيرية 158 وفاة، واندونيسية 134 وفاة وفرق أخرى.
وتشير البيانات الى أن ارتفاع عدد الحوادث أو الوفيات لا يعكس بالضرورة نسبة أعلى لعدد الوفيات مقابل عدد الحوادث لنفس الشركة المُصنعة للطائرة، حيث أن نسبة الوفيات للحوادث لم تتماشى مع أعداد الحوادث و الوفيات، وعلى سبيل المثال بلغت نسبة الوفيات للحوادث بالنسبة للطائرات الروسية طراز “توبولوف” 54%. وبمقارنتها بأكثر شركة سجلت حالات وفاة وهي “بوينج” 20 ألف و915 وفاة تكون نسبة الوفيات بطائرات بوينج 21% بالنسبة لعدد الحوادث التي سجلت 993 حادثة، في حين سجلت “توبولوف” 6011 وفاة و 112 حادثة أي أن نسبة الوفيات بها مقارنة بطائرات “بوينج” قارب 29% ونسبة الحوادث تقريباً 11%، وهي طائرات صممت للأغراض الحربية في الأصل تستخدمها القوات الجوية الفضائية الروسية، واستخدمتها القوات الجوية السوفيتية، والقوات الجوية الأوكرانية، غير أن منها نماذج شهيرة تستخدم في خطوط الطيران لنقل الركاب مثل “إيروفلوت” الروسية التي شهدت أعلي أعداد وفيات في رحلاتها بلغ ما بين 200- 51 وفاة في الرحلة الواحدة وبمتوسط 94 حالة وفاة للرحلة باجمالي 30 رحلة ضمن 55 رحلة سجلت أكثر من 50 وفاة منها خطوط الطيران الصينية والفيتنامية والإيرانية، والكوبية.
وبلغت نفس النسبة بالنوع الثاني للطائرات وهي الأمريكية “ماكدونيل دوجلاس” فإن نسبة الوفيات للحوادث بها بلغت 40%، بينما بلغت نسبة الوفيات بالنسبة لمثيلتها في “بوينج” 35%، وهذه الشركة التي تأسست عام 1921 وكانت شركة طيران ودفاع أمريكية، اندمجت مع شركة “بوينج” عام 1997، ثم مع شركة “ماكدونيل” عام 1967 لتشكل شركة “ماكدونيل دوجلاس”. أما شركة “بوينج” نفسها فقد تأسست عام 1916. وتستخدم الآن طائراتها التجارية وطائرات الركاب على نطاق واسع بين مشغلي وشركات الطيران العالمية وكان من بين أكثر رحلاتها التي سجلت وفيات خطوط الطيران التركية بواقع 346 وفاة عام 1974، والخطوط الأمريكية 271 وفاة، والنيجيرية 261 وفاة، والنيوزيلندية 257 وفاة.
وأخيراً النوع الثالث وهي طائرات “اليوشن” الروسية وبلغت نسبة الوفيات لعدد الحوادث بها 37% ، ومقارنة بأعداد وفيات “بوينج” تكون نسبة “اليوشن” 24% منها. ومن بين الرحلات التي حدثت بها أكبر أعداد وفيات ما بين 275 الى 52 وفاة وعددها 33 رحلة، حصلت شركة الطيران “إيروفلوت” على نصفها تقريباً 48% بعدد 16 رحلة من حيث أكبر عدد وفيات نتج عن الحوادث. أما طائرة القوات المسلحة الإيرانية فقد سجلت وحدها عدد 275 وفاة عام 2003 بعد أن اصطدمت الطائرة بجبل يبلغ ارتفاعه 11500 قدم وسط طقس سيئ، على بعد حوالي 20 ميلاً من وجهتها في كرمان، وضم الوفيات 18 من أفراد الطاقم البالغ بالإضافة الى الحرس الثوري الإيراني. وباقي الرحلات لتلك الطائرة كانت لشركات طيران صينية وعراقية وبولندية وكوبية وتشيكية، بالإضافة الى الطائرات الحربية الروسية. ومن بين الأرقام الكبيرة للوفيات رحلة خطوط الطيران البولندية التي خلفت 183 ضحية عام 1987 بسبب تعطل المحرك واحتراقه أثناء محاولة الهبوط.
الرئيسية نشرة رقم عدد مايو 2024