50% من حوادث الطيران عالمياً وقعت في 10 دول فقط

بلغ إجمالي حوادث الطيران عالمياً 8814 حادث منذ 1908 وحتى 2024، وقع أكثر من نصفها في 10 دول فقط، بمجموع 4446 حادث، وفقاً لقواعد بيانات اتحاد النقل الجوي الدولي(IATA) ومنظمة الطيران المدني الدولي(ICAO) وكيجل لحوادث الطيران(kaggle)، ما يعني أن 50% من حوادث الطيران وقعت في5% فقط من دول العالم، في المقابل وزع النصف الآخر من حوادث الطيرن على 95% من دول العالم.
ورغم ما شهدته الدول الـعشر من تكدس في هذا النوع من الحوادث إلا أنها لم تكن متماثلة في أعدادها، إذ حلّت الولايات المتحدة الأمريكية كأسوأ دولة في العالم من حيث أعداد حوادث الطيران لوقوع 2602 حادث بها أودى بحياة 16738 راكباً، من ثم استحوذت منفردة على 30% من حوادث الطيران التي وقعت في فترة الرصد وهي 116 عاماً. جاءت كندا كثاني اسوأ دولة من حيث أعداد حوادث الطيران في العالم ولكن بفارق كبير عن الولايات المتحدة الأمريكية حيث وقع فيها 355 حادث طيران أودى بحياة 2219 راكباً، وفي الترتيب الثالث جاءت البرازيل بمجموع 287 حادث طيران توفى على إثرهم 2436 راكباً، ثم جاءت كولومبيا كأسوأ رابع دولة في العالم حيث وقع فيها 176 حادث طيران راح ضحيته 2614 راكباً، وبفارق حادث واحد حلّت فرنسا كأسوأ خامس دولة بموجوع 175 حادث أودى بحياة 2946 راكباً.
أما الدول الخمس الأخرى وهي روسيا، إنجلترا، ألمانيا، إندونيسيا، الهند، والمكسيك بلغ أعداد حوادث الطيران فيها 167، 147، ،142 ، 137، 132، 126 حادث على التوالي، بمجموع وفيات بلغ 18632 راكباً.
تجدر الإشارة أن العلاقة بين أعداد حوادث الطيران وأعداد الوفيات الناجمة عنها ليست علاقة طردية بالضرورة، وإن كان المنطق المستساغ يفضي بأنه كلما زادت حوادث الطيران تضخم بالتبعية عدد وفياتها، إلا أن ذلك يعتمد على عوامل كثيرة من بينها أعداد الركاب على متن كل طائرة ونوع الحادث ما إذا كان عسكرياً أم مدنياً أم تجارياً، وغيرها من العوامل، ولعلّ ذلك يتبدي بمطالعة إحصاءات الوفيات الناجمة عن حوادث الطيران، فعلى سبيل المثال حلّت روسيا في الترتيب السادس عالمياً من حيث عدد حوادث الطيران بمجموع 167 حادث بينما جاءت في الترتيب الثاني من حيث عدد الوفيات الناجمة عن تلك الحوادث بمجوع 8777 راكباً، ليكون متوسط الوفيات هو 52.5 حالة وفاة لكل حادث طيران، والتطبيق ذاته يُصدق على الولايات المتحدة الامريكية التي وقع فيها أكبر عدد حوادث طيران في العالم إلا أنه بالنظر لعدد الوفيات نجد أن متوسطها هو 6.4 حالة وفاة لكل حادث ما يجعل الولايات المتحدة الامريكية من أقل دول العالم في معدلات الوفيات الناجمة عن حوادث الطيران. في المقابل ورغم أن المكسيك تذيلت الدول العشرة المذكورة في عدد حوادث الطيران إلا أن عدد الوفيات بها كان 1377 حالة أي بمتوسط 11 حالة وفاة لكل حاث طيران.
الشاهد أن معظم الدول العشر التي وقع فيها أكبر عدد من حوادث الطيران عالمياً، تعد هي المُصنع الأكبر للطائرات المدنية والعسكرية عالمياً، ولعلّ ذلك يرجع إلى عدّة عوامل من بينها كثافة حركة الطيران، فالدول ذات كثافة عالية في حركة الطيران أكثر عرضة لتلك الحوادث من غيرها، فضلاً عن العوامل الجوية التي قد تُؤدي بحسب درجة السوء التي تتعرض له إلى زيادة مخاطر حوادث الطيران، تساهم كذلك البنية التحتية للمطارات وعلى وجه الخصوص المطارات القديمة التي تقل فيها معايير السلامة أو غير المجهزة بشكل كافٍ إلى زيادة مخاطر تلك الحوادث، يضاف إلى ذلك العوامل البشرية التي قد تلعب أحياناً دورًا هامًا في وقوع حوادث الطيران.
وعلى مستوى الدول العربية فقد وقع حادثين فقط في دولة الكويت تخلف عنهما وفاة 133 راكباً، لتحل في الترتيب الأول كأقل الدول العربية في أعداد حوادث الطيران، تلتها في الترتيب كل من قطر وتونس وسلطنة عمان ليكونو في الترتيب الثاني بعدد 3 حوادث طيران فقط لكل دولة منهم، ثم البحرين وفلسطين بمجموع 4 حوادث لكل منهما، وفي الترتيب الرابع الأردن بعدد 7 حوادث، ولبنان بعدد 9 حوادث طيران.
تشير البيانات كذلك إلى أنه وقع في ليبيا عدد 52 حادث طيران في فترة الرصد المذكورة آنفاً، تخلّف عنها وفاة 543 راكباً لتحتل ليبيا بذلك الترتيب الأخير بين الدول العربية، سبقتها مصر بمجموع 48 حادث طيران لقى 1347 راكباً حتفهم على إثره، ثم جاءت كثالث أكثر الدول العربية وقوعاً لحوادث الطيران بمجموع 36 حادثاً أودى بحياة 1003 راكباً، وكان عدد حوادث الطيران أقل بالنسبة للجزائر التي شهدت 26 حادثاً مات على إثره 790 راكباً، وتوسط ترتيب قائمة الدول العربية من حيث أعداد حوادث الطيران كل من السعودية، الصومال، الإمارات ، العراق، اليمن، سوريا، بمجموع 24، 21، 14، 14، 13، 13 حادثاً على التوالي.
وبالنظر لمعدلات الوفيات في الدول العربية لكل حادث طيران نجد أن الكويت وإن كانت الأقل عدداً في حوادث الطيران إلا أن معدل الوفيات لديها كان 66.5 حالة لكل حادث، تلتها البحرين بمعدل 60 حالة وفاة لكل حادث، ثم السعودية بمعدل 49 حالة وفاة لكل حادث، في المقابل تذيلت فلسطين وسلطنة عمان والصومال وتونس قائمة الدول العربية في معدلات الوفيات لكل حادث طيران والذي لم يتجاوز 9 حالات وفاة لكل حادث.
ختاماً؛ وإن كانت الوفيات الناجمة عن حوادث الطيران هي الأقل مقارنة بوسائل المواصلات الأخرى غير أن فرص النجاة منها تكاد تكون معدومة، الأمر الذي يتطلب معه اتباع مجموعة من التدابير لتقليل حوادث الطيران عالمياً، لعلّ أهمها تطبيق معايير صارمة لسلامة الطيران والتأكد من التزام شركات الطيران والمطارات بهذه المعايير، وتطوير برامج تدريب مكثفة لطواقم الطيران والمهندسين والفنيين، فضلاً عن ضرورة الاستثمار في البنى التحتية للمطارات ونظم الملاحة الجوية، وتعزيز التعاون الدولي في مجال تبادل المعلومات والتجارب المتعلقة بسلامة الطيران.