المبيعات على الجانبين: العالم اشترى مليار و80 مليون سيارة في 14 سنة بينها 41 مليون كهربائية

بلغ إجمالي مبيعات السيارات عالمياً خلال الـ 14 عاماً الأخيرة 2010 ــ 2023 مليار و80 مليون سيارة تقريباً، كانت حصة السيارات الكهربائية منها حوالي 41 مليون سيارة تعادل 4% من الإجمالي، والسيارات العادية ما يقرب من مليار و39 مليون سيارة تعادل 96% من الإجمالي، وداخل هذه النسب والأعداد العامة، كانت هناك تفاوتات داخل مناطق العالم المختلفة، أبرزها أنه داخل الـ 31 دولة الأكثر مبيعا للسيارات، ارتفعت نسبة مبيعات السيارات الكهربائية إلي 5%، بواقع 39.9 مليون سيارة، مقابل 95% للسيارات التقليدية بواقع 755.9 مليون سيارة.
وفقا للبيانات المتاحة التي قام مركز جسور بتحليلها فيما يتعلق بمبيعات السيارات الكهربائية في مقابل السيارات التقليدية، فإن الأمر تضمن الكثير من التنويعات والتفاوتات الأخرى، فعلي الرغم من أن مبيعات الصين للسيارات بشكل عام هو الأعلى عالمياً على مستوى الدول بعدد 272 مليون سيارة، إلا أن البيانات تشير الى أن الولايات المتحدة تلاحقها بإصرار وتعتبر الأقرب لها من حيث أعداد السيارات المباعة، وقد حققت 186.4 مليون سيارة بنسبة 68% من مبيعات الصين. واحتلت الدولتان الصدارة في قائمة السيارات المُباعة عالمياً بنسبة 42%، فيما اختلف الأمر لدى الدول الاسكندنافية التي لم تسر على النهج السائد لدى دول العالم في تفوق مبيعات السيارات العادية بفارق كبير عن السيارات الكهربائية، وكسرت القاعدة بنسب تراوحت بين 1300% و170% لصالح السيارات الكهربائية.
الدول الأكثر بيعاً للسيارات
ضمن مجموعة 31 دولة الأكثر مبيعاً للسيارات على مستوى العالم، حصدت الصين أعلى المبيعات من حيث عدد السيارات سواءاً العادية أو الاليكترونية، حيث باعت وحدها حوالي 33% من إجمالي مبيعات المجموعة من السيارات العادية أي 250 مليون و230 ألف سيارة، جاءت بعدها الولايات المتحدة الأمريكية التي باعت 24% من إجمالي مبيعات المجموعة بعدد 181 مليون و662 ألف سيارة بمعدل 1.3 مرة أقل من غريمتها الصين، لتحقق الدولتين أكثر من نصف مبيعات المجموعة. وبمعدل 5 مرات أقل جاءت اليابان في المركز الثالث وحققت مبيعات حوالي 58 مليون سيارة، وفي الرابع ألمانيا بمعدل مرة ونصف أقل من اليابان، وحققت مبيعات تعدت 37 مليون سيارة، ثم المملكة المتحدة في المركز الخامس بعدد 28.5 مليون سيارة.
وعلى مستوى السيارات الكهربائية تشابهت المراكز مع اختلاف طفيف، حيث احتلت أيضاً الصين والولايات المتحدة المركزين الأول والثاني على التوالي وحصدتا حوالي 67% من مبيعات المجموعة و65% من مبيعات العالم، فقد باعت الصين منفردة 55% و53% من مبيعات المجموعة والعالم على التوالي بعدد 21.7 مليون سيارة، وباعت الولايات المتحدة 12% من مبيعات المجموعة والعالم بعدد 4.7 مليون سيارة، أي أقل من مبيعات الصين بحوالي 4.5 مرة. وبفارق 1.6 مرة أقل باعت ألمانيا 2.9 مليون سيارة، و1.58 مليون سيارة باعتها المملكة المتحدة، والخامسة بفارق بسيط جداً فرنسا حيث باعت 1.54 مليون سيارة. ولم تظهر اليابان في قائمة مجموعة الخمس الأولى، حيث تراجعت في المركز التاسع، وسبقتها النرويج وهولندا و السويد.
وإجمالاً تكون الدول في المراكز الخمس الأولى مجتمعة قامت ببيع525 مليون و250 ألف سيارة عادية، و33 مليون و400 ألف سيارة كهربائية، أي حوالي 70% و 84% على التوالي من إجمالي مبيعات الـ31 دولة.

أعلى مبيعات للسيارات 2010-2023
أما أعلى مبيعات للسيارات الكهربائية سُجلت على مدار الفترة فكانت ما بين 2018 و2023، وتركزت أعلى ارقام مبيعات خلال الفترة خلال آخر 3 أعوام 2023، 2022 و2021 وحصدتها بالطبع الصين التي سجلت 8.1 مليون، و5.9 مليون و3.2 مليون سيارة علي التوالي، وبالترتيب التنازلي لأعلي مبيعات عالمياً تصدرت الولايات المتحدة عام 2023 بعدد حوالي 1.4 مليون سيارة، ثم الصين مجدداً في الأعوام 2020، 2018، و2019 بعدد 1.14 مليون، و1.09 مليون، و1.06 مليون سيارة على التوالي، وصعدت الولايات المتحدة في أول القائمة عام 2022 لتسجل 990 الف سيارة، تلتها ألمانيا نفس العام 830 ألف سيارة، و700 الف سيارة عام 2023.
ونظراً لأن الصين هي الأعلى بيعاً للسيارات العادية عالمياً، فإنه من البديهي أن تتصدر قائمة أعلي أرقام مبيعات للسيارات العادية على مستوى الفترة كما أتضح في مبيعات السيارات الكهربائية، إلا أن الصين لم تتصدر القائمة فحسب بل أنها أحتلتها واستحوذت على أول 9 مراكز من المراكز العشر الأولي، وجاءت الولايات المتحدة في المركز العاشر، وكان الاختلاف أن آخر أعوام لم تكن نفسها التي سجلت أعلي أرقام مبيعات للسيارات العادية، فقد كان عام 2017، 2016، و2018 حيث سجلت الصين 23.5 مليون، و22.61 مليون، و22.1 مليون سيارة على التوالي.
وبالتدقيق في البيانات، يتضح أن الاتجاه السائد في كل الدول من تفوق مبيعات السيارات العادية على نظيرتها للسيارات الكهربائية لم يُطبق على الدول الاسكندنافية التي فضل مستهلكوها منذ عام 2019 السيارات الكهربائية عن العادية، وتعدت فيها مبيعات الكهربائية بنسب تتراوح ما بين 1329% و117%. فقد باعت النرويج عام 2023 عدد 110 ألف سيارة كهربائية مقابل 8 ألاف سيارة عادية، وعام 2022 و2021 كانت مبيعاتها من الكهربائية أكثر (156 ألف و148 ألف على التوالي)، مقابل 19.2 ألف و24 ألف سيارة عادية على التوالي، مما يعني نمو السلوك الاستهلاكي في سوق السيارات النرويجي بالذات للتحول الى السيارات الأصغر حجماً وأكثر اعتدالاً في الأسعار، وبالتالي زيادة الاتجاه نحو السيارات الكهربائية والتي يعتبرها الأغلبية مؤخراً الخيار الأول. وبالمثل سارت مبيعات السيارات الكهربائية في أيسلندا حيث تعدت السيارات العادية بنسب تتراوح ما بين 223% و108%، أما السويد فقد باعت عامي 2023 و2022 عدد 171 الف و163 ألف سيارة كهربائية مقابل 114 ألف و139 ألف سيارة عادية بنسب 150% و117% على التوالي. وكذلك فنلندا عام 2023 بعدد 48 ألف سيارة كهربائية مقابل 40 ألف للعادية.
وأخيراً، إن متطلبات الثورة الكهربائية يعني التكيف مع المتطلبات المتغيرة للاستثمار في التقنيات المستدامة، مما يطرح التساؤل عن مدى فعالية التكيف مع هذا المشهد المُتغير والمُتسارع، ومدى استجابة المستثمرين لاغتنام الفرص والتغلب على التحديات. وهل يسير هذا الاتجاه فعلاُ بخطوات صائبة نحو مستقبل أكثر وعياً بالبيئة.