الاستجابة للكوارث في عامين تعادل 3.5 ضعف 11 عاماً: 819 مليون شخص في 2020 و2021 … مقابل 231 مليون من 2009 الى 2019

قامت منظمات المجتمع المدني والدولي وعلى رأسها الصليب الأحمر والهلال الأحمر بإغاثة ما يقرب من مليار و50 مليون شخص في العالم تعرضوا للكوارث، ومساعدتهم على التعافي خلال الأعوام من 2009 إلى 2021، وحصل 819 مليون شخص علي أعمال الإغاثة خلال عامي 2020 و2021فقط، فيما حصل 231 مليون شخص علي أعمال الإغاثة بين عامي 2009 و2019، أي أن أعمال الإغاثة خلال العامين الأخيرين قفزت بمعدل 3.5 ضعف مقارنة بالأعوام الـ 11 السابقة عليهما.
تلك هي الملحوظة الأبرز التي يمكن رصدها في بيانات الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر الخاصة بأعمال الاستجابة للكوارث والتعافي خلال الأعوام الثلاثة عشر 2009 ــ 2021، ولعل السبب الأقوى في ارتفاع عدد المستفيدين بأعمال الاستجابة للكوارث والتعافي خلال عام 2020 الكارثة الأهم والأقصى وطأةً في العصر الحديث وهي جائحة فيروس كوفيد-19، بالإضافة الي عدد من الفيضانات في عدة دول منها الهند والصين وبنجلاديش والصومال وكينيا، وكذلك الجفاف في جنوب شرق إفريقيا.
طبقا لما يقوله الاتحاد فإن أنشطة الاستجابة للكوارث في مرحلة الإغاثة تبدأ في أعقاب وقوع حدث كارثي مباشرة، فتُعلَن حالات الطوارئ من أجل أن يتم تلبية الاحتياجات الأساسية لإبقاء الناس على قيد الحياة على قدر المستطاع من غذاء وماء ومأوى وأدوية، بالإضافة الي المساعدات الطبية العاجلة لمن يعانون من إصابات خطيرة. أما في مرحلة التعافي، فيمر السكان المتضررون بفترة انتقالية أكثر استقرارًا، حيث يكون لديهم مكان للحصول على الطعام والماء ومأوى مؤقت أو انتقالي يمكنه تحمل ظروف الطقس، ومن ثم يحاولون ممارسة حياتهم اليومية، حتى وإن لم يتعافوا بشكل كامل، لكنهم يبدأون في التكيف مع الوضع الطبيعي الجديد. وفي بعض الأحيان قد يستمر التعافي المبكر لعدد من الأسابيع أو الأشهر، أو حتى سنوات.
سجل عام 2020 أعلي إجمالي من حيث عدد الأشخاص الذين وصلت إليهم هذه الجمعيات استجابةً للكوارث التي حدثت في مختلف المناطق الجغرافية حول العالم في محاولات انقاذهم وتقديم سبل المساعدة على التعافي المبكر، وبحسب البيانات فإن عدد الأشخاص الذين تم إغاثتهم في 2020 بلغ 653 مليون و190 ألف و451 شخص، ويمثل هذا الرقم الضخم زيادة قدرها 866٪ عن العام السابق له 2019 والذي سجل 67 مليون 628 ألف و276 شخص. يليه عام 2021 الذي سجل 165 مليون و834 ألف شخص، لكن بنسبة انخفاض قدرها 75٪ عن 2020. وبمقارنة إجمالي أعداد 2020 و2021 والبالغ 819 مليون و24 ألف و567 شخص، بإجمالي الأعوام من 2009 الى 2019 التي سجلت 231 مليون و485 ألف و392 شخص ستكون نسبة الزيادة 254٪.
وعلى الرغم من أن هذه الأعداد هي الأكبر خلال تلك الفترة، إلا أن أكبر نسبة زيادة في إجمالي الأعداد كانت عام 2012 حيث تم إغاثة حوالي 22 مليون شخص مقابل 3.5 مليون شخص عام 2011، أي بزيادة قدرها 518٪. والقفزة الثالثة كانت عام 2016 حيث سجل عدد 36 مليون و571 ألف شخص بنسبة قدرها 259٪ زيادة عن عام 2015 الذي سجل 10 مليون 197 الف شخص. كما شهدت القفزات زيادة قدرها 141٪ بين عامي 2009 الذي كان مليون و687 الف شخص مقابل 4 مليون 68 مليون عام 2010. وأخيراً القفزة الرابعة كانت 105٪ زيادة بين عامي 2019 الذي سجل 67 مليون و628 ألف شخص مقابل 33 مليون و45 ألف شخص عام 2018.
أما علي مستوى المناطق الجغرافية، فقد اتبعت المناطق الخمس الأساسية في العالم (آسيا والمحيط الهادئ، أفريقيا، الأمريكتين، الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أوروبا وآسيا الوسطى) نفس نهج الارتفاع الكبير في الأعداد عامي 2020 و2021، وبصفة عامة كانت منطقة آسيا والمحيط الهادئ علي رأس القائمة من حيث إجمالي أعداد الأشخاص الذين تم الوصول اليهم للإغاثة خلال 2009-2021، حيث سجلت 689 مليون و567 ألف شخص، وهي تعادل نسبة 66٪ من إجمالي جميع المناطق، وبفارق 3.7 مرات تقريباً زيادة عن المنطقة التي تليها وهي أفريقيا التي سجلت 192 مليون و715 ألف شخص- أي حوالي 18٪ من الإجمالي العام لنفس الفترة، في حين سجلت منطقة أوروبا وآسيا الوسطى 79 مليون و972 ألف شخص بنسبة 8٪ من الإجمالي العام، وهي تقارب منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي سجلت عدد 62 مليون و192 الف شخص أي نسبة قدرها 6٪ من الإجمالي، وأخيراً الأميركتين التي سجلت 26 مليون و64 ألف شخص بنسبة 2٪ من إجمالي الأشخاص الذين تم اغاثتهم.
ومن ناحية مقارنة أعداد الإناث والذكور الذين تم الوصول اليهم للمساعدة والتعافي، لم يتم ملاحظة اختلاف كبير في الأعداد بين الجنسين سواء خلال الفترة التي تم رصدها بالبيانات أو علي مستوى المناطق الجغرافية المختلفة، وفي أغلب المناطق والسنين تقاربت أعداد كلاً من الإناث والذكور حتي كادت تكون متشابهة تارةً مثل الأعوام 2020 حيث لم يكن هناك فرق كبير في الأعداد بين الإناث والذكور علي مستوى جميع المناطق الجغرافية، وكذلك عام 2012 في افريقيا حيث بلغت 2مليون 600 ألف للإناث و 2 مليون و200 الف للذكور، وفي أوروبا وآسيا الوسطى 2 مليون 285 ألف للإناث و2 مليون 100 للذكور. وتارةً أخرى لم يكن الفرق بينهما بارزاً مثل عام 2017 في الشرق الأوسط وشمال افريقيا حيث بلغت 37 ألف أنثى و47 الف ذكر، وعام 2021 في مناطق آسيا والمحيط الهادي 4 مليون 500 الف أنثى و3 مليون 979 ذكر. وفي حالات تلاحظ أن الفارق قد قارب النصف أو أكثر قليلاً مثل عام 2018 في الأميركتين 107 ألف أنثى و77 ألف ذكر، وعام 2011 حيث سجل 8 الاف للإناث والفان للذكور. كما أن البيانات لا تبرز تفوق الأعداد للإناث على الذكور أو العكس بنمط ثابت علي مستوي المناطق الجغرافية أو السنوات المختلفة.
وفي النهاية تجدر الإشارة الي أن العمل الذي يضطلع به الصليب الأحمر الهلال الأحمر مستمر ويتم العمل على تطويره باستمرار خاصة فيما يتعلق بمواجهة الأخطار والآثار البيئية السيئة، فيما أطلق عليه “الاستجابة الخضراء”.