العالم على أطراف أصابعه … والحدث جزء من كل

وقف العالم على أطراف أصابعه مطلع الشهر الحالي، حينما انقطعت خدمة الإنترنت بالعديد من مناطق العالم، وتوقفت فجأة عشرات الآلاف من النظم والتطبيقات الإلكترونية بقطاعات النقل والبنوك والخدمات الجماهيرية، وارتبكت حركة السفر بمئات المطارات والمعاملات المالية في البنوك، واضطربت معاملات البورصات، مُحدثة سلسلة من الآثار والتداعيات والأضرار لحقت بملايين البشر في لحظات، ما جعل انقطاع الإنترنت هاجساً مقلقاً لدى الجميع، وقد لا يعلم الكثيرون أن الانقطاع الأخير ليس الأول من نوعه، بل هو جزء من ظاهرة تتعرض لها الشبكة طوال الوقت، جزء منها يحدث عرضاً لأسباب متنوعة متعلقة بالتشغيل والبنية التحتية وخلافه ويصيب أجزاء متفرقة من الشبكة، والكثير منها يحدث بصورة متعمدة مخطط لها سلفاً من قبل الحكومات والدول ويحدث في مناطق جغرافية محددة، واخطرها وأكثرها شمولا لا يزال سيناريو افتراضي لم يقع بعد، ويحسب له الجميع ألف حساب لأنه يعني الانهيار الكلي للإنترنت وتوقف خدماتها تماماً، ويركز عدد نشرة رقم لهذا الشهر علي هذه النوعيات الثلاث من انقطاعات الشبكة، استناداً إلي طيف واسع من البيانات التي رصدتها جميعا، وأمكن الحصول عليها من قاعدة بيانات شركة ميتا المالكة لفيس بوك حول انقطاعات الشبكة https://transparency.meta.com/reports/internet-disruptions/، وقاعدة بيانات شركة كلاود فلير المتخصصة في أمن الانترنت https://radar.cloudflare.com/outage-center ، وشركة اب تايم لأمن الانترنت intelligence.uptimeinstitute.com ، فضلا عن موقع جميعة الانترنت الدولية https://pulse.internetsociety.org/shutdowns، وموقع https://netblocks.org/cost ، وهي بيانات ترصد حالة انقطاعات الانترنت عالميا خلال الفترة من 2017 الي 2024.

مركز جسور للدراسات والاستشارات الثقافية والتنموية هو مركز يستهدف تقديم الاستشارات والدراسات في مجالات التعليم وسوق العمل والثقافة والقانون والإعلام واقتصادات المعرفة بوجه عام، وليس للمركز أي أنشطة أو أهداف أو اهتمامات سياسية أو حقوقية.