ستظل الشركات الناشئة محور اهتمام رجال الاقتصاد عالمياً ليس فقط لكونها النواة التي تتولد منها الشركات الكبيرة، ولكن للمدخلات الجديدة التي تسعي لإضافتها، مع امتلاكها إمكانات نمو كبيرة وسعيها الجاد لحل مشكلة وإحداث فرق في المجتمع، وهو الفرق الذي يميزها عن ريادة الأعمال، ومن بين عشرات الآلاف من الشركات الناشئة حول العالم، هناك بضعة مئات فقط تعد الأكثر تميزا وتحمل لقب “اليونيكورن”.
إن لم تكن قد سمعت عن “اليونيكورن”، فهو مخلوق اسطوري علي هيئة جواد ابيض صغير وحيد القرن له اجنحة، يظهر في أساطير معظم شعوب العالم بصور مختلفة، القاسم المشترك بينها أنه شديد الندرة، ولذلك قيمته عالية، ويصعب إن لم يكن من المستحيل العثور عليه.
ولهذه الصفات جميعا تم إطلاق اسمه علي شركات التقنية الجديدة الناشئة، التي تديرها عقول صافية، تعمل وفق مزيج راق ومتقدم من العلم والبحث والإبداع، وتقدم افكارا جديدة خلاقة غير مسبوقة، تغير من أنماط التفكير والعمل والانتاج والاستهلاك، وتضيف أشياء جديدة ذات قيمة حقيقية إلي الرصيد الحضاري للبشرية، وكل هذه الأشياء تؤهلها لتحقيق معدل نمو خارق للعادة خلال فترة قصيرة، يصل بقيمتها السوقية من لا شيء عند انشائها، لتكسر حاجز المليار دولار خلال خمس سنوات في المتوسط، لتفتح آفاقا واسعة للتنمية بقطاعات واسعة من مجتمعها، وتحقق لها حياة أفضل.
تتشابه هذه النوعية من الشركات مع “اليونيكورن” في ندرتها وقلة عددها وقيمتها العالية، فمن بين مئات الآلاف من الشركات التي تنشأ وتعمل عالميا كل عام، يوجد العشرات فقط ممن يتأهلون للدخول في قائمة “اليونيكورن”.
في هذه النشرة، يقدم مركز جسور إطلالة على المشهد الحالي لشركات اليونيكورن، من ثلاثة زوايا هي حجم التمويل والاستثمار، وأوضاع اكبر 100 شركة منها، وتصنيفها وترتيبها من حيث معايير قياس بيئة العمل.