تقع الحروب، فتتدفق شلالات الدم من المتوفين والجرحي والمصابين، وتندفع موجات عاتية من آلام الاغتراب والافتراق بين النازحين ومن يصبحون فجأة بلا مأوى، في ظل الحروب المشتعلة في اوكرانيا واليمن وسوريا وغزة والسودان والعديد من مناطق العالم الأخري، يحاول مركز جسور التركيز في نشرته لذا الشهر القاء الضوء علي الثمن الإنساني للحرب، متمثلا في حالات الوفيات والنزوح، فيخصص تقريرا عن التوزيع الجغرافي والتطور الزمني لاعداد الوفيات، وتقرير اخر عن التوزيع الجغرافي والتطور الزمني لحالات النزوح، وثالث عن توزيع الوفيات علي الشرائح العمرية المختلفة، واستند جسور في هذه التقارير علي بيانات مستقاة من قاعدة بيانات الوفيات التابعة لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة https://platform.who.int/mortality ، وقاعدة بيانات موقع ( العالم بالبيانات https://ourworldindata.org)، والملمح الرئيس الذي امكن الخروج به من هذه البيانات أن الثمن الإنساني للحرب غير موزع بعدالة علي بني البشر، فالبيانات أوضحت أن الوفيات وحالات النزوح تزداد كثافة وتركزا في المناطق والدول النامية والأقل نموا والأكثر فقرا، وتخف كثافتها وتركزها بالمناطق المتقدمة والأكثر نموا والأكثر غنى، ما يعني بعبارة أخرى أن الأغنياء والأكثر تقدما يصنعون أو يشاركون في صنع الحروب أو في احسن الأحوال يتفرجون عليها، بينما يكتوي بنارها الفقراء والأكثر تخلفا وأقل نموا.
الرئيسية نشرة رقم عدد نوفمبر 2023