دخلت السيارات الكهربائية حلبة المواجهة الفعلية مع السيارات التقليدية مع بداية العقد الثاني من القرن الحالي، حينما تخطت مراحل التفكير والبحث والتطوير، وبلغت مرحلة المنتج الكامل الذي لديه قدرة تقديم نفسه كمنتج قابل للتسويق والبيع والاستخدام والجري علي الطرق، مثلما هو حال السيارات التقليدية القائم قبل نحو ما يزيد علي قرن ونصف من الزمان، وحدث هذا التحول التاريخي في العام 2011 حينما تمكنت السيارات الكهربائية من الاستحواذ علي شريحة بسيطة من سوق السيارات تمثل 0.1% من المبيعات، وفيما بعد هذا التاريخ شهد عالم السيارات معركة ضارية بين السيارات التقليدية والكهربائية، كانت المعضلة الأبرز فيها هي الشروق البطيء للكهربائية، والغروب الأبطأ للتقليدية، وهذه المعضلة بدورها تكمن في مصدر الطاقة بالسيارة، ففي حالة السيارة التقليدية هناك خزان أو تانك البنزين الذي كان ولا يزال مترهلا من حيث الحجم والوزن، مرتفعا من حيث التكلفة، قويا للغاية من حيث الأداء والانتشار وسهولة الاستخدام، وفي حالة السيارة الكهربائية كانت البطارية ولا تزال رشيقة من حيث الحجم والوزن، أقل من حيث التكلفة، لكنها أضعف من حيث الأداء والانتشار وسهولة الاستخدام، وما بين الشروق البطيء والغروب الابطأ، والترهل المشوب بالأداء القوي، والرشاقة المصحوبة بالأداء الأضعف، تخوض السيارات الكهربائية معركتها وتتقدم بثبات، ويحاول مركز “جسور” في التقارير الثلاث لنشرته في هذا الشهر حشد وعرض البيانات التي تدعم فرضية التقدم بثبات من جانب السيارات الكهربائية، من حيث رصد اعدادها بين السيارات الجديدة، ومخزونها علي الطرق، ومبيعاتها بين إجمالي السيارات في أسواق العالم.
الرئيسية نشرة رقم عدد يوليو 2024