خلال الشهرين الماضيين تصدرت محكمة العدل الدولية واجهة الاحداث عالميا بصفة عامة، وفى المنطقة العربية والإسلامية بصفة خاصة، مع قبولها الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بسبب ممارساتها في قطاع غزة التي ترقى إلي مستوى الإبادة الجماعية، ثم الفصل السريع في الدعوى لصالح جنوب افريقيا وصدور حكم من المكمة يأمر إسرائيل باتخاذ إجراءات مؤقتة لمنع الإبادة الجماعيّة في غزة والتحريض المباشر عليها، ما شكل هزيمة قانونية قاسية للكيان الصهيوني، توقفت عند حدود الأثر المعنوي من دون تأثير حقيقي على الأرض، وطبقا للبيانات المنشورة على موقع المحكمة https://www.icj-cij.org/cases، والتي قام مركز جسور بمراجعتها وتحليلها، فإن أمام المحكمة منذ إنشائها وحتى الآن 192 قضية، من بينها 145 قضية خلافية نسبتها 75% من الإجمالي، و28 قضية استشارية أي 14% من إجمالي القضايا، بينما ظلت 21 قضية مُعلقة بنسبة 11%. غير أن الأحكام والفتاوى والآراء التي أصدرتها المحكمة بشأن هذه القضايا عددها 23 فقط، ما يعني أن أغلب القضايا مازالت عالقة ولم يتم البت فيها بصفة نهائية، وإذا ما وضعنا المصير الذي انتهت اليه قضية غزة، جنبا الي جنب مع الأرقام السابقة، سيمكننا القول أن المحكمة أقرب إلى حالة تجسد الضمير الحي والقانون اليقظ والاحكام بلا آلية تنفيذ، وهو أمر دفع المركز لأن يخصص نشرته لهذا الشهر لإلقاء الضوء علي حالة المحكمة وأعمالها وطبيعة القضايا التي تصدت أو تتصدى لها.
الرئيسية نشرة رقم عدد مارس 2024