عند الحديث عن الفقر، عادة ما ينصرف الذهن إلي الفقر المادي النقدي البحت المتعلق بالدخل، لكن الفقر لا يتوقف عند هذا الحد، فهناك الفقر متعدد الأبعاد الذي يعتصر البشر بأمور تتجاوز كثيراً العوز النقدي، فيشمل الفقر التعليمي الذي ينجم عنه الجهل، والفقر الصحي الذي ينجم عنه المرض، والفقر المعيشي الذي ينجم فقدان استخدام الكهرباء والماء النظيف وخدمات الصرف والسكن والتملك، وبالتالي فالفقر متعدد الأبعاد هو حالة حرمان من التعليم والصحة والخدمات اللازمة لتحقيق الحد الأدنى من الحياة الكريمة، وتواكبا مع آخر تحديث في قاعدة بيانات الفقر متعدد الأبعاد التابعة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، خصص مركز جسور عدد نشرته الشهرية ( نشرة رقم) لشهر فبراير 2025 لتناول هذه الظاهرة من ثلاثة جوانب خلال الفترة من 2011 الي 2023، الأول يستعرض مستوى شدة الحرمان والفقر متعدد الأبعاد حول العالم، والثاني عدد مرات ظهور هذه الظاهرة في أقاليم العالم المختلفة، والثالث التطور السنوي في عدد مرات ظهورها وانتشارها خلال الـ 13 عاماً المذكورة.