الزلازل هي حركة سريعة مفاجئة قصيرة، تحدث بالصخور العميقة في باطن الأرض، علي أعماق مختلفة، وينتج عن هذه الحركة إطلاق كميات كبيرة من الطاقة، تنتقل من باطن الأرض الى السطح في صورة موجات تنتشر بكل الاتجاهات، فتحدث حركة مفاجئة سريعة قصيرة مماثلة لها في سطح الأرض، يتم الإحساس بها في صورة اهتزاز أو رعشة تصيب الأرض او المباني والمنشآت والطرق.
تحدث الحركة السريعة المفاجئة القصيرة بالصخور العميقة في باطن الأرض، لأن الأرض مكونة من أربع طبقات رئيسية: اللب الداخلي، واللب الخارجي، والغلاف، والقشرة، وتشكل القشرة والجزء العلوي من الغلاف القشرة الرقيقة علي سطح الأرض، وهذه القشرة ليست جزء واحد، وإنما عدة أجزاء مثل قطع البازل تسمي “الصفائح التكتونية”، وهذه الصفائح أو القطع ليست ساكنة خامدة في أماكنها، وإنما خلقها الله في حركة بطيئة مستمرة، وبسبب هذه الحركة ينزلق بعضها فوق البعض الآخر، أو يصطدم بعضها بالبعض الآخر، ويحدث الانزلاق والتصادم عند حواف هذه القطع أو الصفائح، في مناطق يطلق عليها العلماء “حدود الصفائح”، وهي مناطق تكون في بعض الأحيان قريبة أو ظاهرة علي سطح الأرض، وتظهر في صورة فوالق أو اخاديد أو صدوع، وفي هذه الفوالق والصدوع، تنشأ كميات مهولة من الطاقة الناجمة من ضغط قطعة أو صفيحة علي أخرى في منطقة الفالق أو الصدع، وبمرور الوقت ومع حركة الانزلاق والتصادم واستمرار الضغط يتراكم المزيد من الطاقة، ونظرا لخشونة الحواف، فإنها تتشابك بينما تستمر بقية الصفائح في الحركة، الى أن تستمر الصفائح في التحرك بعيدًا، وعندما تتغلب قوة الكتل المتحركة أخيرًا على احتكاك الحواف الخشنة للصدوع وتتفكك، يتم تحرير كل الطاقة المخزنة. وتنطلق خارج الصدع في جميع الاتجاهات على شكل موجات زلزالية مثل تموجات على بركة تهز الأرض وهي تتحرك من خلالها، وعندما تصل الأمواج إلى سطح الأرض فإنها تهز الأرض وأي شيء عليها مثل المنازل والأشخاص.
ويُطلق على السطح الذي تنزلق عليه الكتلتان اسم “الصدع” أو “سطح التَصدُع”. أما الموقع الموجود أسفل سطح الأرض حيث يبدأ الزلزال فيسمى “المركز السفلي” أو “البؤرة”، بينما يكون “مركز الزلزال” في المكان الموجود فوق المركز السفلي مباشرة على سطح الأرض. والحركة المفاجئة على طول الصدع يمكن أن تتسبب في تحرك الأرض للأمام والخلف، أو ترتفع لأعلى ولأسفل، أو تتحول من جانب إلى آخر.
قياس القوة والشدة
يتم قياس الزلازل بمقياسين، الأول يقيس قوة الزلزال، ويستخدم فيه مقياس ريختر المكون من تسع درجات، وهو يقيس قوة الطاقة الزلزالية والحركية المنطلقة عند مركز الزلزال، والثاني يقيس شدة الزلزال ويستخدم فيه مقياس ميركالي المعدل، المكون من 12 درجة، وهو يقيس شدة التأثيرات الناجمة عن الزلزال في كل منطقة تنتشر فيها موجاته، ويعرض الجدولين التاليين معلومات عن كل مقياس ودرجاته.