شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى افتتاح عدد من المشروعات القومية بقطاعى الإسكان والطرق في محافظة الجيزة، بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.
ووجه الرئيس الحكومة بإعداد دراسة لإقامة عدد من المحاور المرورية بالمناطق المكتظة بالسكان في نطاق الجيزة وضواحيها لتسهيل حركة وتنقل المواطنين بها.
وعقب افتتاح الرئيس، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، عددا من المشروعات القومية بقطاعى الإسكان والطرق بمناطق الشيخ زايد و6 أكتوبر، ومجمع صالات حسن مصطفى للألعاب الجماعية وكرة اليد، بـ6 أكتوبر، الذي يحتوى على مقر فرعى للاتحاد الإفريقى، والاتحاد المصرى لكرة اليد، تم عرض فيلم تسجيلى بعنوان «ملحمة بناء» من إنتاج إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة.
استعرض الفيلم أبرز المشروعات التنموية في قطاعى الإسكان والطرق، وأكد قدرة مصر على الكفاح، من خلال «ملحمة بناء»، مستشهدا بكلمة للرئيس عبدالفتاح السيسى، كشف خلالها تطوير عدد من الطرق في مناطق الجيزة والمريوطية لتسهيل حركة المواطنين.
وأشار الفيلم التسجيلى إلى التطوير الشامل الذي حدث في طرق ومحاور محافظة الجيزة من خلال إنشاء الطريق الدائرى الأوسطى الذي ربط محافظتى القاهرة والجيزة بجميع محافظات الوجه البحرى والقبلى بطول 156 كيلو مترا، وذلك بالتعاون مع الشركات المدنية تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وبالتعاون مع وزارتى الإسكان والنقل.
وتطرق الفيلم التسجيلى إلى مشروعات التنمية في قطاع الإسكان في مدينة السادس من أكتوبر الذي يضم 184 عمارة تحتوى على 4416 وحدة سكنية ضمن مشروع جنة، ومدينة أكتوبر الجديدة التي تضم 177 عمارة تحتوى على 4248 وحدة سكنية بمشروع سكن مصر، ومشروعات الإسكان الاجتماعى التي تضم 781 عمارة بإجمالى 18844 وحدة سكنية.
وأشار إلى أن مشروع حدائق أكتوبر الذي يضم 416 عمارة بإجمالى 9984 وحدة سكنية ضمن مشروع الإسكان الاجتماعى، بالإضافة إلى 435 عمارة تضم 10440 وحدة سكنية ضمن مشروع سكن مصر.
ونوه الفيلم التسجيلى بأن وزارة الشباب والرياضة قامت بإنشاء المدينة الرياضية بالسادس من أكتوبر على مساحة 80 ألف متر مربع، وتضم العديد من المنشآت الرياضية والخدمية والملاعب وحمامات السباحة وحدائق الأطفال والمسطحات الخضراء بالإضافة إلى الصالة الرياضية المغطاة بسعة 4500 متفرج، وملحق بها مقرات إدارية لاتحادات المصرية والإفريقية والدولية لكرة اليد.
وقال الرئيس السيسى، تعقيبا على عرض رئيس الهيئة الهندسة للقوات المسلحة، اللواء أركان حرب إيهاب الفار، تخطيط وتطوير المحاور والطرق بمحافظة الجيزة، إن مناطق كرداسة وناهيا وبولاق الدكرور التي تشهد كثافة سكانية الشوارع بها لا تزيد عن حارة أو حارتين للمرور الأمر الذي يستلزم ضرورة إعادة تخطيط الطرق والمحاور المرورية من أجل تسهيل حركة وتنقل المواطنين في تلك المناطق.
وأوضح الرئيس أنه لكى ننفذ هذا الأمر سنضطر إلى عمل بعض الإزالات، وهناك مبدأ عام وضعته الدولة بأن يتم تعويض المواطنين عند إى إزالة تتم لصالح النفع العام.
واستدرك الرئيس قائلا: هذه المشروعات لو تم تنفيذها منذ 40 عاما وكان هناك تخطيط عمرانى وتم احتساب النمو السكانى لن تكون هناك أحياء مثل كرداسة وأبوالنمرس والخصوص وغيرها من الأحياء التي تشهد تكدسا كبيرا، لذلك نحن ننفذ تلك المشروعات حتى نحل مشكلات النمو السكانى غير المخطط.
وقال الرئيس إن هناك أراضى كثيرة كانت داخل نطاق وحدات للقوات المسلحة تم أخذها ولم يتم تعويض القوات المسلحة عنها، مثلما حدث أثناء تنفيذ طريق السويس عند كوبرى المشير أبوغزالة، وهى أراض تتراوح قيمتها ما بين 4 أو 5 مليارات جنيه، مشيرا إلى أنه حتى محاور الأهرام التي يتم الحديث عنها، منها محور تم أخذ أراض له من وحدات عسكرية موجودة بالفعل.
وقال الرئيس إنه منذ توليه المسؤولية كان ما تم تنفيذه من الطرق هو الطريق الدائرى الإقليمى فقط، وكان يعمل بكفاءة منخفضة، وتم افتتاح مرحلة واحدة فقط في ذلك الطريق، وكان هناك حوالى 350 كيلو مترا لم يتم تنفيذها بعد، وتم الانتهاء منها ولم يتم التوقف عند تلك النقطة، في الوقت الذي تساءل فيه كثيرون عن سبب الاهتمام بالطرق الموجودة والتكاليف الكثيرة التي ننفقها على تطوير الطرق.
واستطرد الرئيس: عقب ذلك قمنا بالبدء في تنفيذ الطريق الدائرى الأوسطى، وكل ما نفذناه وقتها كان لمحافظة القاهرة، تقريبا حوالى 700 كيلو متر طرق، ومحاور دائرية حول القاهرة، لتكون طرق مناورة للتخفيف على المواطنين في تنقلاتهم، ولتكون هناك سيولة أكثر في الطرق المستخدمة في التجارة أو الحياة اليومية، لافتا إلى أن وزارة النقل نفذت مشاريع بقيمة 2.6 تريليون جنيه.
وأكد السيسى أن الدولة تنفذ العديد من الطرق أيضا في محافظات الإسكندرية وبورسعيد والإسماعيلية، وليس في القاهرة فقط، وتحاول حل المشكلات والتخفيف على المواطنين وتسهيل الحركة اليومية والاقتصادية، مما سيكون له تأثير على خفض نسب التلوث.
وقال الرئيس: نحن نحتاج خلال عقد مؤتمر المناخ، الذي سيعقد في مدينة شرم الشيخ نهاية العام الجارى، عرضا لخطتنا والاستراتيجية التي وضعناها لتخفيف حجم التلوث في مصر من خلال مشروعات مختلفة في مجالات الكهرباء أو السكك الحديدية أو مشروعات تطهير ورفع كفاءة البحيرات مثل بحيرة قارون، لذلك يجب أن نستعد ليوم عقد مؤتمر المناخ لنسجل فيه قدرة الدولة وأداءها وفهمها لفكرة البيئة.
وتساءل الرئيس: لماذا قمنا بعمل خط مترو أنفاق؟ وأجاب: لأنه ليس لدينا فوق الأرض شىء يمكن أن يتحرك أكثر مما هو موجود حاليا، مضيفا أن العاصمة الإدارية الجديدة ليست بحاجة إلى إنشاء مترو أنفاق لأنها مخططة.
ودعا الرئيس إلى تغيير الثقافة السائدة حاليا في البناء ووقف البناء نهائيا على الأراضى الزراعية أو أملاك الدولة، قائلا: «أنت تبنى على الأرض الزراعية، وتبنى على أرض ليست ملكا لك، وما تبنيه عليها لا يعود بشىء عليك، وهذه ثقافة سائدة لدينا، حتى في الريف نجد المواطنين يقومون ببناء طابق أو طابقين وهم ليسوا في حاجة لها الآن بل قد يحتاجونها لأبنائهم بعد 10 أو 15 عاما، مؤكدا على ضرورة تجاوز المواطنين هذه الثقافة في منظومة البناء.
ولفت السيسى إلى أن الدولة المصرية موجودة على شريط ضيق، وهذا ليس موجودا في كثير من الدول، فكل الدول منتشرة على كامل أراضيها وبالتالى حجم الحركة على الشريط الضيق لابد أن تكون حركة عالية جدا، سواء من خلال مترو أو سكة حديد أو طرق أو من خلال نهر النيل.
وقال الرئيس إن هناك مسألة موجودة حاليا وعليها جدل ونقاش كثير على مستويات مختلفة وهى اشتراطات البناء، وأتصور أن البرلمان يجب أن يساعدنا في ذلك فيما يجب أن نفعله، مؤكدا أن ما نقوم به لا يهدف إلى إيذاء المواطن.
وأضاف الرئيس: أردت الحديث بشأن فكرة تراخيص البناء لأن عليها نقاشا كثيرا وأنا أسمع وأرى تعليقات المواطنين ونحن لن نزايد على بلدنا وإذا تطلب الأمر أن نشرح للمواطنين أكثر فلنشرح لهم»، مؤكدا ضرورة التوصل لصيغة لحل هذه المسألة، مشددا على أن اشتراطات البناء ليست ضد المواطن.
ونوه الرئيس بما تم تنفيذه من تطوير في منطقة المدابغ والذى لم يكن في مخيلة أحد أن يتم، مشيرا إلى أن تلك المنطقة سيتم افتتاحها آخر يونيو المقبل، قائلا: عند رؤيتها ستتعجبون مما تم فيها..
المصدر: المصري اليوم