حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الجمعة، من أن المجاعة ستُتهدد بحلول سبتمبر المقبل، 22 مليون شخص على الأقل، في منطقة القرن الإفريقي، في ظل ارتفاع خطر انعدام الأمن الغذائي بسبب الجفاف الذي بلغ مستويات قياسية.
وأشار البرنامج إلى أن احتجاب هطول الأمطار للموسم الرابع على التوالي، فاقم جفافاً هو الأسوأ منذ 40 عاماً، وأدى إلى نفوق الملايين من رؤوس الماشية، وقضى على المحاصيل، وأغرق مناطق في كينيا والصومال وإثيوبيا في أوضاع أشبه بالمجاعة.
واضطر أكثر من مليون شخص إلى ترك منازلهم بحثاً عن المياه والغذاء، جراء تداعيات التدهور المناخي.
وفي بداية العام، حذّر برنامج الأغذية العالمي من أن 13 مليون شخص في القرن الإفريقي يُعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد بسبب الجفاف.
خطر المجاعة
وبحلول منتصف العام، وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير الماضي، الذي استحوذ على اهتمام الجهات المانحة الدولية، ورفع أسعار المواد الغذائية والوقود، ارتفع عدد المهددين بانعدام الأمن الغذائي إلى 20 مليوناً، بحسب البرنامج.
وجاء في بيان المنظمة التي تُعتبر أكبر جهة عالمية تُقدم المساعدات الغذائية في حالات الطوارئ: “الآن، من المتوقع أن يرتفع الرقم مرة أخرى إلى ما لا يقل عن 22 مليون شخص بحلول سبتمبر”.
وتابع: “سيستمر هذا العدد في الارتفاع، وستتفاقم حدة الجوع إذا لم تسقط الأمطار، في الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر هذا العام، ولم يتلق الأشخاص الأكثر ضعفاً مساعدات إنسانية”، مُشدداً على أن المجاعة تُشكل “الآن خطراً جسيماً، لا سيما في الصومال”.
ونقل البيان عن المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي قوله: “لا تبدو هناك نهاية في الأفق لأزمة الجفاف هذه، لذلك يجب أن نحصل على الموارد اللازمة لإنقاذ الأرواح، ومنع الناس من الانزلاق إلى مستويات كارثية من الجوع والمجاعة”.
وأضاف بيزلي: “على العالم أن يتحرك الآن لحماية المجتمعات الأكثر ضعفاً من خطر انتشار المجاعة في القرن الإفريقي”.
وشدّد برنامج الأغذية العالمي على أنه بحاجة ماسة إلى 418 مليون دولار خلال الأشهر الستة المقبلة، لتلبية هذه الاحتياجات المتزايدة.
والشهر الماضي تعهّدت الولايات المتحدة بتقديم 1.2 مليار دولار من المساعدات الغذائية للمساعدة في تجنّب المجاعة في القرن الإفريقي، وحثّت الدول الأخرى، بما في ذلك الصين، على بذل مزيد من الجهود لمواجهة أزمة الغذاء.
المصدر: الشرق للأخبار