لطالما أراد الناس أن يقوموا بأتمتة عديد من الأعمال لرفع دقتها وزيادة الإنتاجية، بات هذا الأمر جليا مع التطور الكبير الحاصل في مجال الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، خاصة في المجالات التي تعتمد على البرمجيات بشكل خاص، أما الأمور التي تحتاج إلى عديد من الإنجازات الحركية والفيزيائية في المجال الصناعي على وجه الخصوص، فقد لعب الروبوت على مدار الأعوام الماضية دورا بارزا في القطاع الصناعي، ما جعل العالم يفتح باب الثورة الصناعة الرابعة على مصراعيه، وأسهم بشكل كبير في زيادة دقة الأعمال وإنتاجيتها وتقليل تكاليفها والوقت المطلوب لإنجازها.
أما على صعيد الأفراد، فخلال الأعوام القليلة الماضية، لعب الروبوت دورا واضحا في مساعدة المستخدمين على إنجاز أعمالهم اليومية بشكل ملحوظ، الأمر الذي أسهم في رفع قيمة السوق العالمية للروبوت الشخصي والموجه للمستهلكين ليسجل نموا 25 في المائة على أساس سنوي في 2021، ومن المتوقع أن ينمو بمعدل نمو سنوي مركب قدره 27 في المائة على مدى الأعوام الأربعة المقبلة، وذلك وفقا للتقرير الصادر عن وحدة الأبحاث التابعة لشركة Counterpoint، التي أشارت إلى نمو كان مدفوعا بالتغيير في تفضيلات المستهلك، والتقدم في التكنولوجيا وتوافر مجموعة متنوعة من المنتجات بأسعار معقولة.
وتعد روبوتات تنظيف المنزل، التي تتكون أساسا من مكنسة كهربائية، هي الفئة الأكثر شيوعا في صناعة الروبوتات، حيث تستحوذ على أكثر من ثلثي إجمالي سوق الروبوتات لخدمة المستهلك، وذلك بسبب الأثر الذي خلفته جائحة كوفيد – 19 بشكل إيجابي في صناعة الروبوت، ما أدى إلى زيادة الطلب من قبل المستخدمين، إلى جانب التقدم الحاصل في مجال الذكاء الاصطناعي الذي أسهم في انخفاض أسعار المكونات والبرمجيات، ما يجعل سعر الروبوتات في المتناول، وكانت هناك أيضا تحسينات في تقنيات مثل التعرف على الكلام والرؤية والتحليل، التي ساعدت على دفع عجلة النمو في القطاع.
وأشارت Counterpoint إلى أنه من المتوقع أن تنمو شحنات سوق الروبوتات الموجهة لخدمة المستهلك بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 27 في المائة خلال الفترة بين 2021 و2025 مع حصول فئة الأفراد والتعليم على أعلى حصة بنسبة 54 في المائة بحلول 2025.
ومن المتوقع أن تتجاوز قيمة سوق الروبوتات الشخصية والتعليمية 4.5 مليار دولار بحلول 2025 مع نمو إضافي كبير بعد 2025، بسبب شيخوخة السكان في عديد من الدول، وزيادة التركيز على التعلم القائم على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، حيث إن الروبوتات التي تم تطويرها لهذه الفئات سيكون لديها على الأرجح مجموعة أساسية من التقنيات التي يمكن تطبيقها على نطاق واسع على قطاعات ناشئة أخرى أيضا.
وتتعدد القطاعات التي تستخدم الروبوت الشخصي بشكل كبير، التي تشتمل على سبيل المثال لا الحصر، روبوتات خدمة المستهلك وقطاعات تنظيف المنزل، والروبوتات الشخصية والمخصصة للتعليم والضيافة، والخدمات اللوجستية، والطبية وغيرها.
ومن حيث سوق روبوتات التنظيف، يتكون قطاع تنظيف المنزل بشكل أساسي من روبوتات متحركة، وقد نما القطاع 22 في المائة في 2021 وأسهم في نحو 68 في المائة من إجمالي شحنات الروبوتات لخدمة المستهلك، في حين استحوذت الروبوتات المخصصة للتعليم على نحو 31 في المائة من إجمالي سوق الروبوتات لخدمة المستهلك في 2021 وسجلت نموا 33 في المائة على أساس سنوي، من بين جميع الفئات، كان لهذا الجزء أدنى مستوى سعري في 2021 عند نحو 279 دولارا، وتشمل الدوافع الرئيسة لهذه الفئة رعاية المسنين ومكافحة العزلة الاجتماعية والترفيه الشخصي وتعليم الأطفال.
ومن حيث قطاع روبوتات الضيافة التي تشمل بشكل أساسي موظفي مكتب الاستقبال الآليين الذين يستخدمون في صناعة خدمات الفنادق لمساعدة الضيوف على المهام الأساسية والروبوتات المتعلقة بالتطهير والتعقيم، وعلى الرغم من أن هذه الشريحة استحوذت على أقل من 1 في المائة من إجمالي السوق في 2021، إلا أنها كانت واحدة من أسرع القطاعات نموا خلال الجائحة، حيث كان الضيوف يبحثون عن تجارب جديدة دون تلامس، ولا يزال سوق الروبوتات الفندقية في طور التأسيس، ويعزى انخفاض النمو إلى ارتفاع تكاليف التنفيذ والصيانة، إلى جانب ذلك شكلت الروبوتات الجراحية الطبية والروبوتات الداعمة للمصابين بما في ذلك الأطراف الاصطناعية، وروبوتات توصيل المستشفيات بحصة 61 في المائة و23 في المائة و11 في المائة على التوالي في الفئة الطبية الشاملة.
وفي الصين على وجه الخصوص، توقع تقرير متخصص في القطاع الصناعي، نمو حجم سوق الروبوتات في الصين، الذي من المتوقع أن يصل إلى 17.4 مليار دولار في 2022، بمتوسط معدل نمو سنوي يبلغ 22 في المائة في خمسة أعوام.
المصدر: الاقتصادية