تعد المملكة من أكثر الأسواق المؤثرة في مجال الإنترنت والشبكات الاجتماعية، فمع وجود 29.3 مليون مستخدم للشبكات الاجتماعية في السعودية يزيدون سنويا بـ5.4 في المائة، باتت الشبكات الاجتماعية تركز أنظارها على سوق المملكة لكسب أكثر شريحة من المستخدمين، خاصة مع وجود 94.4 من المستخدمين يصلون إلى الإنترنت عبر الهواتف الذكية التي تبلغ نسبة انتشارها 98.2 في المائة، ويقضون ما معدله أربع ساعات و35 دقيقة يوميا على الهواتف، وما معدله ثماني ساعات وخمس دقائق على الإنترنت عبر جميع الأجهزة بحسب تقرير Digital 2022: Saudi Arabia، الأمر الذي يدعو الشركات المالكة للشبكات الاجتماعية إلى التركيز أكثر فأكثر فيما يجذب المستخدمين في المملكة الذين تركزت أنظارهم خلال الفترة الماضية على المحتوى المسموع بشكل كبير.
نمو المحتوى الصوتي في المملكة
مثلت جائحة كوفيد – 19 حجر الأساس لظهور المحتوى الصوتي المميز على الشبكات الاجتماعية بعد النجاحات والأرباح العالية التي حققتها تطبيقات تواصل الفيديو مثل Zoom وTeams التي غيرت سلوك المستخدمين وأضفت عليهم الطابع الآني للتواصل بينهم مع الاعتماد على وسيط جديد للتواصل، وهو المحتوى الصوتي.
ونما المحتوى الصوتي عبر الشبكات الاجتماعية على مستوى العالم بشكل عام وفي المملكة بشكل خاص، حيث بات 21 في المائة من المستخدمين في المملكة يعتمدون على منصات البث الصوتي، و15.3 في المائة يعتمدون على الشبكات الاجتماعية والبث الصوتي للاستماع إلى الراديو عبر الإنترنت، و18.4 في المائة في الاستماع إلى البودكاست، و12.9 في المائة على الكتب المسموعة، حيث بات المستخدمون يقضون في المملكة ما معدله ثلاث ساعات و24 دقيقة في استخدام الشبكات الاجتماعية بنمو واضح خلال العامين الماضيين بسبب انتشار المحتوى الصوتي وغرف الدردشة الصوتية.
ومع هذا النمو الكبير في المملكة وعلى مستوى العالم في التوجه نحو المحتوى المسموع، عمدت الشبكات الاجتماعية بعد التجربة الناجحة لتطبيق ClubHouse الذي لقى انتشارا واسعا خلال العام الماضي إلى توفير خدمات المحتوى الصوتي بما في ذلك البودكاست وغرف الدردشة الصوتية، إلى تبني هذه التقنيات لكسب العدد الأكبر من المستخدمين.
الشبكات الاجتماعية تتنافس في المحتوى الصوتي
قامت “تويتر” العام الماضي بإطلاق خدمة المساحات الصوتية وهي ميزة ضمن التطبيق تتيح للمستخدمين إنشاء غرف صوتية واستضافتها والمشاركة فيها، بشكل مشابه للغرف المستضافة على منصة التواصل الاجتماعي Clubhouse، وتتيح استضافة المحادثات الصوتية الحية والمشاركة فيها حيث تتم استضافتها داخل “مساحات” المعروفة باسم غرف الدردشة الصوتية.
وبعد الانتشار والنجاح، تسعى “أمازون” إلى الوصول للنجاح ذاته وتجاوز “تويتر” في هذا المجال، حيث أطلقت أخيرا تطبيقا جديدا للهواتف الذكية يحمل اسم AMP لمنافسة خدمة Clubhouse ومساحات “تويتر”، الذي يركز بشكل أكبر على الاستماع إلى الموسيقى من الجلوس والدردشة عبر إنشاء عروض إذاعية مباشرة حيث يمكنهم العمل كمنسق موسيقى من خلال استقبال المتصلين وتشغيل المقطوعات من القوائم التي تضم عشرات الملايين من الأغاني المرخصة، ويمثل التطبيق الجديد دخول “أمازون” المتأخر إلى حد ما في سوق الصوتيات المباشرة. كما يمكنهم استخدام التطبيق للتحدث عن أي شيء آخر، مثل الرياضة أو الثقافة أو أي من الموضوعات الأخرى.
ووفقا لوصف التطبيق، يمكن لصانعي المحتوى التخطيط المسبق لبرامجهم وجدولتها وتنبيه المستمعين إلى عروضهم المقبلة، كما يمكنهم التحكم فيمن يتحدث عند استقبال المتصلين.
وتشير الأخبار إلى توجه منصة يوتيوب إلى اختبار ميزة جديدة لجذب مزيد من مذيعي البودكاست وشبكات البودكاست إلى منصتها للفيديو من أجل حثهم على إنشاء نسخ فيديو من برامجهم، ويمكن لهذه الخطوة أن تجلب مزيدا من البرمجة الجوهرية إلى خدمة البث، وتزيد من تشكيلة البث الصوتي الخاصة بها.
المصدر: اللاقتصادية