يرى المستهلكون أن التفاعل مع شبكة الجيل الخامس سيمثل جزءا أساسيا من أنماط حياتهم في المستقبل، حيث باتت شبكة الجيل الخامس تبرز كعامل يمكنهم من تبني خدمات مرتبطة بعالم “الميتافيرس”، مثل التواصل الاجتماعي واللعب وشراء عناصر رقمية في منصات الألعاب الافتراضية التفاعلية ثلاثية الأبعاد.
ومع تزايد انتشار شبكات الجيل الخامس في أجزاء كثيرة من العالم والتوقعات بانتقال حالة تبني هذه الشبكات من حالات فردية في البداية إلى موجة من التبني الجماعي، حيث كشفت دراسة عالمية أجرتها شركة إريكسون حملت عنوان “الجيل الخامس: الموجة التالية”، عن التأثير الذي أحدثته شبكة الجيل الخامس على المستهلكين الأوائل منذ إطلاقها في بعض الدول حول العالم، إضافة إلى تحديد نية غير المشتركين حتى الآن في استخدام وتبني هذه التقنية، وتوقعاتهم بشأنها، والتي أشارت إلى أن 30 في المائة على الأقل من مستخدمي الهواتف الذكية يعتزمون الاشتراك في شبكة 5G خلال العام المقبل.
وتوقع التقرير أن يكون مستهلكو شبكة الجيل الخامس الذين يتمتعون بخبرة في مجال استخدام وظائف الواقع الممتد هم أول من يتبنى الأجهزة المستقبلية، لأنهم أكثر حماسة إزاء الإمكانات التي توفرها نظارات الواقع المختلط، ويعتقد نصف مستخدمي شبكة الجيل الخامس الذين يستخدمون بالفعل خدمات تتصل بالواقع الممتد بشكل أسبوعي أن تطبيقات الواقع المعزز ستنتقل من الهواتف الذكية إلى خوذة الواقع الممتد في غضون العامين المقبلين، مقارنة بثلث مستهلكي شبكة الجيل الخامس الذين يشاركونهم هذا الرأي.
أشار التقرير إلى ستة اتجاهات رئيسة للجيل الخامس، التي تمثلت في تبني شبكة الجيل الخامس لمقاومة التضخم، حيث من المرجح أن يقوم 510 ملايين مستهلك على الأقل في 37 سوقا حول العالم بتبني شبكة الجيل الخامس في 2023.
إلى جانب التوجه إلى الموجة التالية من المستخدمين المتطلبين، حيث تعتمد هذه الموجة من مستخدمي شبكة الجيل الخامس توقعات عالية بشأن أداء هذه الشبكة، خاصة مدى تغطيتها، مقارنة بالمستخدمين الأوائل، الذين يهتمون بالخدمات المبتكرة الجديدة التي تم تمكينها بواسطة هذه الشبكة.
ويمثل مدى توافر شبكات الجيل الخامس معيارا جديدا لرضا المستهلكين، حيث تعد التغطية الجغرافية والتغطية الداخلية أو الخارجية والتغطية المجمعة في المناطق الساخنة أكثر أهمية لبناء تصور للمستخدم من التغطية السكانية.
وتعمل شبكة الجيل الخامس على زيادة استخدام تقنيات الفيديو المحسن والواقع المعزز، فعلى مدار العامين الماضيين، تضاعف الوقت الذي يقضيه مستخدمو شبكة الجيل الخامس على تطبيقات الواقع المعزز إلى ساعتين في الأسبوع.
ومن المتوقع أن تتطور طرق الاستفادة المالية من شبكات الجيل الخامس، حيث يتوقع ستة من كل عشرة مستهلكين أن تتجاوز عروض الجيل الخامس مجرد توفير مزيد من حجم البيانات والسرعات، لتصل إلى قدرات الشبكة المصممة، حسب الطلب لتلبية احتياجات محددة.
كما يمهد تبني شبكة الجيل الخامس الطريق إلى عالم “الميتافيرس”، حيث يقضي مستخدمو شبكة الجيل الخامس حاليا، ما يعادل ساعة واحدة أسبوعيا على خدمات ترتبط بـ “الميتافيرس” أكثر من مستخدمي شبكة الجيل الرابع، كما أنهم يتوقعون أيضا أن يتم استهلاك مزيد من محتوى الفيديو لمدة ساعتين أسبوعيا على الأجهزة المحمولة بحلول 2025، منها 1.5 ساعة على نظارات الواقع المعزز أو ما يعرف بالواقع الافتراضي.
ويذكر أن التقرير الذي تم إعداده من خلال إجراء مقابلات مع أكثر من 49 ألف مستهلك في 37 دولة، حول شبكات الجيل الخامس، ويمثل نطاق استطلاع الرأي هذا آراء نحو 1.7 مليار مستهلك حول العالم، بما في ذلك 430 مليون مشترك في شبكة الجيل الخامس، كما بين التغييرات السلوكية الناتجة عن تضمين الخدمات الرقمية في خطط الجيل الخامس التي سيقدمها مزودو خدمات الاتصالات، ولا سيما الاستخدام المتزايد لتطبيقات الفيديو والواقع المعزز.
المصدر: الاقتصادية