700 عارض يمثلون 55 بلداً من العالم يشاركون بالمعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته 27 بالمغرب.

بعد توقف اضطراري بسبب جائحة كورونا، يعود المغاربة لمعانقة الكتاب مجدداً خلال المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته 27، والذي يقام للمرة الأولى في العاصمة المغربية الرباط بدلاً من الدار البيضاء، تزامناً مع اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية والإفريقية لعام 2022.

ويشارك في المعرض الذي انطلق الجمعة ويستمر حتى 12 يونيو الجاري، أكثر من 700 عارض، يمثلون 55 بلداً من العالم العربي، والبلدان الإفريقية والأوربية والأميركية والآسيوية. كما تنظم على هامش المعرض 135 فعالية موزعة بين الحوارات الأدبية وليالي الشعر والموسيقى.

“عرس ثقافي”

وتتجول مريم لمفنن، وهي طالبة باحثة بين أروقة المعرض لاكتشاف جديد دور النشر، وتقول في حديث لـ”الشرق”: “افتقدنا معرض الكتاب بعد طول غياب، أتيت اليوم للتعرف على جديد الكتب، وهي مناسبة للقاء المباشر مع الكتاب والأدباء والشعراء والباحثين”.

بدوره، قال الكاتب الروائي المغربي إدريس الكنبوري، إن معرض الكتاب يعد “عرساً ثقافياً سنوياً يجمع المثقفين من مختلف أنحاء العالم”.

لكن الكَنبوري انتقد في حديث لـ”الشرق”، نقل المعرض من الدار البيضاء إلي الرباط، مشيراً إلى “ضعف في التنظيم، ونقص في عناوين الكتب”.

وتحدث الكاتب المغربي عن “ضيق في المساحات الممنوحة للعارضين، ما أعاق عرض العديد من الكتب، فضلاً عن غياب العديد من دور النشر المهمة في الوطن العربي”.

صناعة النشر تبدأ التعافي

وتشارك في المعرض الدولي للكتاب بالرباط دور نشر من 19 دولة. وبينما يصارع القطاع للتعافي من تبعات كورونا، أعفت الحكومة العارضين خلا هذا العام من رسوم الاشتراك أو الإيجار. 

وأشاد رئيس “اتحاد الناشرين العرب” محمد رشاد بقرار الحكومة المغربية، قائلاً إن رسوم إيجار المعارض أو قيمة الاشتراك في المعارض “زادت في السنوات الماضية بنسبة كبيرة أثقلت كاهل الناشرين، خصوصاً في ظل الظروف الصعبة التي تمر منها صناعة النشر العربي، وهي صناعة ضعيفة تهددها أي تغيرات عندما تكون هناك مشاكل تحدث في العالم”.

وأضاف رشاد في حديث لـ”الشرق”، أنه رغم أن الناشرين “ما زالوا يعانون بعض الآثار السلبية التي مروا بها عامي 2020 و2021، إلا أن حركة صناعة النشر بدأت تستعيد عافيتها هذا العام”.

وأشار إلى أن بعض الناشرين “صمدوا أمام جائحة كورونا وأصدروا عدداً من العناوين”، لافتاً إلى أنه بحسب بحث أجراه اتحاد الناشرين العرب فقد “انخفضت أعداد العناوين التي كانت تصدر عن الناشرين العرب بنسبة تتراوح ما بين 50 إلى 75% خلال جائحة كورونا، لكن هناك عدد من العناوين التي صدرت في سنوات 2020 و2021 و 2022”.

واعتبر رشاد أنه “لو اهتمت الحكومات العربية بدعم صناعة النشر، التي تعد المرآة لثقافة المجتمع، فيمكن أن تتعافى صناعة النشر في العالم العربي”.

إفريقيا ضيف شرف

وتحل إفريقيا ضيف شرف على المعرض الدولي للنشر والكتاب في الرباط.  وقال وزير الثقافة المهدي بنسعيد في تصريح للصحافة، إن اختيار الآداب الإفريقية ضيف شرف على دورة هذه السنة “فرصة لتكريس سياسة التعاون جنوب – جنوب، التي ينهجها المغرب”.

وأكد الوزير “قوة الثقافة” في تعزيز التقارب بين الثقافات الإفريقية، والتعريف بتاريخ الدول الإفريقية وشعوبها، مضيفاً أن المعرض “يشكل أيضاً مناسبة لتعزيز ممارسة القراءة في صفوف الأطفال والشباب”.

وستسلم في هذه الدورة “جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلات”، وكذلك الجائزة الوطنية للقراءة. كما ستقدم الدورة فقرات فنية وتثقيفية وعلمية للأطفال والشباب..

المصدر:  الشرق للأخبار

الرابط: 

مركز جسور للدراسات والاستشارات الثقافية والتنموية هو مركز يستهدف تقديم الاستشارات والدراسات في مجالات التعليم وسوق العمل والثقافة والقانون والإعلام واقتصادات المعرفة بوجه عام، وليس للمركز أي أنشطة أو أهداف أو اهتمامات سياسية أو حقوقية.