750 فيلما عربيا وأفريقيا من 45 دولة سيتم عرضها بمهرجان “أيام قرطاج السينمائية”.

لا شك في أن الدورة الحالية من “أيام قرطاج السينمائية”، والتي تحمل رقم 32 وتُختتم السبت المقبل، فارقة في تاريخ هذا المهرجان العريق، حيث تشهد انطلاقته الجديدة – عبر برنامج فني ضخم – بعد دورة مختلفة العام الماضي شهدت إلغاء المسابقات الرسمية بسبب ظروف انتشار فيروس كورونا واستغلها مسئولوه لاستعادة ماضي “الأيام” وتقييم حاضرها واستشراف مستقبلها.

وتم ذلك في منتدى “أيام قرطاج السينمائية.. الماضي والحاضر والمستقبل”، الذي صدرت عنه “خارطة طريق” من المفترض تنفيذها حتى أبريل 2023، بالتعاون مع المركز الوطني التونسي للسينما والصورة، لإعادة هيكلة المهرجان ووضع إطار قانوني له لضمان استمراره وتعظيم أثره محليا وعربيا وأفريقيا.

وكان من المفترض، وفقا لوثيقة المنتدى، تشكيل مجلس استشاري أعلى للمهرجان في مارس الماضي، وتشكيل أربعة قطاعات خدمية تقنية له في مايو الماضي، على أن يتم تقييم ما سيتم إنجازه خلال عام 2021 في مؤتمر يُعقد على مدى يومين في فبراير 2022. وفي مارس 2022، من المفترض وضع الهيكل التنظيمي الجديد، وفي الشهر التالي – أبريل 2022 – وضع خطة التمويل الجديدة، وتقييم ما سيتم إنجازه خلال عامي 2021 و2022 في مؤتمر يُعقد في فبراير 2023.. وتنتهي خارطة الطريق بوضع الإطار القانوني لأيام قرطاج السينمائية في أبريل 2023.

وإزاء ما وصفه المشاركون في المنتدى بحضور الإبداع والشق الفني في “الأيام” مقابل غياب الأطر القانونية والتنظيمية والإدارية المطلوبة، اقترح البعض أن يتحول المهرجان إلى جمعية، لأن قانون الجمعيات التونسي يسمح بمرونة في التصرف المالي من جهة كما يسمح بالتفريق بين هيئة إدارية وأخرى تنفيذية من جهة أخرى.. وفي ظل أن هوية “الأيام” لا يمكن المساس بها، لأنها”روحها” من الجانب الإبداعي، فقد اقترحوا خصخصة المهرجان مع حضور الدولة لمراقبة الشفافية، قائلين إن التظاهرات الكبرى يجب أن تخرج من وصاية وزارة الثقافة التونسية وتبحث عن سبل أخرى للعمل مع استمرار رقابة الدولة.

وبغض النظر عن المنتدى ووثائقه وسائر الجوانب النظرية، من المؤكد أن دورة 2021 انطلاقة جديدة لأعرق المهرجانات الأفريقية بفضل برنامجها الأضخم في تاريخه، حيث تشارك فيها 750 فيلما عربيا وأفريقيا من 45 دولة سيتم عرضها ضمن 11 قسما منها 200 فيلم طويل.

وبالإضافة إلى المسابقات الرسمية وأفلام خارج المسابقة والعروض الخاصة وقسم “سينما العالم”، تقرر إطلاق جائزتين جديدتين هما “لينا بن مهني” و”المنتج الصادق الصباح” بقيمة مالية قدرها 15 ألف دينار تونسي لكل منهما. وإلى جانب “أيام قرطاج السينمائية في السجون” التي نظمها المهرجان في الدورات الأخيرة، يتم الاحتفال هذا العام بالمولود الجديد “أيام قرطاج السينمائية في الثكنات العسكرية”، والتي ستذهب الى الجنود في ثكناتهم.

ويخصص المهرجان “نظرة” للسينما البلجيكية، ويفتح “شرفة” على الجارة ليبيا للاطلاع على السينما الليبية وما يقوم به المخرجون الشبان. كما سيتم تخصيص مائدة مستديرة للفيلم الفرانكفوني.

المصدر: الأهرام

الرابط:

مركز جسور للدراسات والاستشارات الثقافية والتنموية هو مركز يستهدف تقديم الاستشارات والدراسات في مجالات التعليم وسوق العمل والثقافة والقانون والإعلام واقتصادات المعرفة بوجه عام، وليس للمركز أي أنشطة أو أهداف أو اهتمامات سياسية أو حقوقية.