فيما يزدهر التفاعل في السعودية على وسائل التواصل الاجتماعي، قال لـ”الاقتصادية” مختص تقني، إن محتوى الفيديو يعد الأكثر شيوعا بين مستخدمي الإنترنت في السعودية بـ92 في المائة، بينما تنزيل الألعاب “قائمة محتوى فيديو” الأقل شيوعا بـ19.8 في المائة، وفقا للإحصائيات الصادرة عن GMI لـ2022.
وأشارت التقارير إلى أن نسبة انتشار الهاتف المحمول في المملكة وصلت إلى 116 في المائة من إجمالي حجم السكان، مسجلا 40.20 مليون مشترك في الهاتف المحمول، وانعكس هذا الأمر على وسائل التواصل الاجتماعي، التي تحتل أهمية كبيرة جدا في عصرنا هذا الذي نشهد فيه تطورا متناميا للعالم الرقمي، ما سهلت على الأفراد مشاركة أفكارهم وعلى العلامات التجارية للوصول إلى العملاء، لتصل اليوم نسبة مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في المملكة إلى 82 في المائة، لذلك أصحبت وسائل التواصل الاجتماعي جزءا من حياتهم اليومية.
وقال تشي تزو كريس المختص التقني، “من المتوقع أن تبلغ قيمة سوق إنشاء المحتوى العالمي 38.2 مليار دولار بحلول 2030. وقد شهد العامان الماضيان خصوصا طفرة غير مسبوقة مع تزايد إقبال الشركات على استراتيجية التسويق الرقمي لتعزيز إقبال الجماهير على الإنترنت، علاوة على ذلك، فقد أصبح اقتصاد المبدعين ـ بما في ذلك المدونون ومدونو الفيديو والمؤثرون في وسائل التواصل الاجتماعي ـ أحد أسرع أنواع الأعمال الصغيرة نموا، وليس من المستغرب أن يحلم الأطفال اليوم أن يكونوا صناع محتوى أكثر من كونهم رواد فضاء”.
وأوضح أنه في الأغلب ما يبحث المستخدمون عن محتوى أقصر وترفيهي وهادف، حيث يجد الأفراد سهولة في استهلاك مقاطع الفيديو القصيرة، بغض النظر عن السوق التي توجد فيها، كما أنهم يستمتعون أيضا بمقاطع الفيديو Do it Yourself، ومقاطع الفيديو الإرشادية والعروض التوضيحية للمنتجات والبرامج التعليمية والمحتويات الأخرى الجذابة، كما أن المحتوي الكوميدي الفكاهي يتصدر المشهد بالفعل ويحتل نصيب الأسد.
وقال كريس إن حجم قطاع الإعلام في المملكة يصل إلى ما قيمته 4.4 مليار دولار، ما يعزز مكانة المملكة على صعيد السوق في العالم العربي من حيث استهلاك وسائل الإعلام. ويتماشى استهلاك المحتوى المتزايد باستمرار في المملكة مع عوامل رئيسة هي تطوير التكنولوجيا بشكل بارز والمستهلكين المتعطشين للمحتوى، ومركز المملكة ووجودها في طليعة استهلاك المحتوى، وتوفير محتوى محلي عالي الجودة.
ووفقا للإحصائيات الصادرة عن GMI، ما يقرب من 98 في المائة من سكان المملكة يستخدمون الإنترنت في 2022، بينما يستخدم 29.50 مليون شخص في المملكة وسائل التواصل الاجتماعي، في حين يقضي السعوديون ثلاث ساعات و24 دقيقة يوميا على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضاف كريس، “كما يستطيع صناع المحتوى في المملكة توظيف كثير من المؤثرات المرئية الرائعة وأدوات التحرير الأخرى لإنشاء محتوى ممتع، ونبذل قصارى جهدنا لأن نجعل النظام الأساسي للمنصة سهل الاستخدام ومتكاملا قدر الإمكان لمواكبة التطور التقني والرقمي الذي تشهده المملكة من جانب، وتمكين صناع المحتوى من إنشاء منتج في قالب متطور إبداعي من جهة أخرى، من خلال التنوع في الفيديوهات القصيرة”.
وفي حديث لـ”الاقتصادية”، قال خلدون محمود، مختص تقني حول أهمية محتوى الفيديو، “على الرغم من الانتشار الواسع الذي حققه المحتوى، مثل تطبيقات مشاركة الصور، في البداية حول العالم، إلا أن محتوى الفيديو يهيمن حاليا على المشهد الرقمي وشبكات التواصل الاجتماعي بصفته الصيغة الأكثر تفضيلا لدى المستخدمين. لقد تطور محتوى الفيديو بشكل واسع ومتسارع بفضل قدرة هذه الوسيلة على جذب انتباه المستخدمين وزيادة اهتمامهم بشبكات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى سهولة استخدامه من قبل المستخدمين. على الرغم من أن إنشاء محتوى الفيديو ـ عموما ـ يتطلب وقتا أطول من وقت إنشاء المحتوى الثابت، إلا أن هذه الأنواع من المحتوى تحقق مشاركة واسعة من جانب المشاهدين، بل إن استمرارها يدوم لفترة أطول، مقارنة بالمحتوى الثابت. إضافة إلى ذلك، تحول محتوى الفيديو من صيغة التواصل الثنائي أو الفيديو عند الطلب إلى الصيغة التفاعلية في الوقت الحقيقي والمباشر، وبفضل تطبيقات البث المباشر، يستطيع المستخدمون مشاركة أحلى الأوقات وإظهار مواهبهم وتعزيز التواصل مع الآخرين ممن لديهم اهتمامات مشابهة، وذلك بطريقة أكثر فاعلية في بناء المجتمعات من خلال منصات التواصل الاجتماعي المباشر”.
وحول تفضيل المستخدمين مقاطع الفيديو الطويلة والقصيرة على منصات التواصل الاجتماعي، قال خلدون إن هناك تفضيلات كثيرة ومختلفة في المنطقة حسب التوزع السكاني الديموغرافي وحسب مدة محتوى الفيديو، وعلى الرغم من هذا التنوع، فقد رأينا أن المحتوى الأكثر انتشارا وشعبية بين المستخدمين في منصات وشبكات التواصل الاجتماعي يركز على المحتوى الحقيقي الواقعي، الذي يسلط الضوء على موضوعات تجذب اهتمام المشاهدين فعلا، ومن خلال نشر المحتوى ذي الجودة العالية، يستطيع صانعو المحتوى تحسين تواصلهم وتوطيد علاقاتهم مع المشاهدين لبناء مجتمعات قائمة على اهتمامات مشابهة، إضافة إلى تشجيع المستخدمين وجعلهم أكثر ابتكارا من خلال محتواهم وإيجاد أساليب جديدة تعزز المشاركة مع متابعيهم.
وتابع، لقد تغيرت مشاهد وسائل التواصل الاجتماعي بشكل جذري خلال العقد الماضي. ونحن نعتقد أن محتوى الفيديو سيستمر في الاستخدام وأن آخر التحديثات في هذا المجال ستدعم نمو قطاع محتوى الفيديو، وتعد تقنيات الدردشة والمحتوى الصوتي مفيدة في بناء مجتمعات ومجموعات أفراد يتشاركون الاهتمامات نفسها عبر الإنترنت، وذلك من خلال تزويد المستخدمين بطرق إضافية للبقاء على تواصل مع صانعي المحتوى المفضلين لديهم وقنواتهم عبر الإنترنت. وبفضل التطورات التكنولوجية الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والميتافيرس، نشأت هناك فرص جديدة للنمو والتوسع في محتوى الفيديو من خلال تحسين التفاعل المجتمعي والمشاركة الاجتماعية. ومع استمرارنا في التقدم نحو عصر رقمي جديد، يحتاج محتوى الفيديو إلى التطور المستمر لتحسين التجارب الاجتماعية وتمكين مستخدميه من التواصل مع بعضهم بعضا بطريقة أكثر جدوى وفاعلية.
المصدر: الاقتصادية