أنفقت مجموعة العشرين العام الماضي 693 مليار دولار لدعم قطاع الوقود الأحفوري، الأمر الذي تسبب في تباطؤ تحقيق الأهداف المتعلقة بأزمة تغير المناخالعالمية وفق تقرير نشرته “بلومبرغ فيلانثروبيس” و”بلومبرغ إن إي أف” الثلاثاء.
كتبت محللتا “بلومبرغ إن إي إف” “فيكتوريا كومينغ” و”مايا غوديمر” في سجل حقائق سياسات المناخ “COP27 Edition”: “أموال الحكومات والمؤسسات المملوكة للدول شوّهت الأسعار، وشجّعت على التبذير في استخدام وإنتاج الوقود الأحفوري، ما نتج عنه استثمارات بعيدة الأمد في معدّات وبنى تحتية كثيفة الانبعاثات“.
الهند قد تؤجل إغلاق محطات الفحم في ضربة جديدة للمناخ
بحسب التقديرات المؤقتة فإنّ دعم النفط والغاز والفحم ارتفع 16% مقارنة بـ2020 وكانت الأعلى منذ 2014.
التزامات “باريس”
تحديد سعر الكربون، الذي يجبر الشركات والمستخدمين على دفع تعويض لانبعاثاتهم، يعد خطوةً أساسيّةً لتحقيق التزامات اتفاقية باريس للمناخ، لكن معظم الجهود لم تكن فعّالة بسبب الأسعار المتدنية للغاية والتنازلات التي تقدَّم للمتسببين في الانبعاثات حسب التقرير. يجب على الحكومات فرض شروطٍ على الشركات والمؤسسات المالية للإفصاح عن المخاطر البيئيّة.
الصين تستحوذ على نحو ثلث مناجم الفحم الجديدة في العالم
زيادة التمويل جاءت في المرتبة الأولى بسبب دعم أسعار الطاقة للأفراد، والإعفاءات الضريبية، والتحويلات المتعلّقة بالميزانية. مع أنّ نصيب مجموعة العشرين من دعم أشدّ أنواع الوقود الأحفوري تلويثاً وهو الفحم، آخذة بالانكماش (انخفضت إلى 2.9% السنة الماضية مقارنة بـ4.1% في 2016) إلّا أنّها جذبت 20 مليار دولار أميركي على شكل مساعدات في 2021. كان للصين الحصة الأكبر من دعم الوقود الأحفوري في 2020 من بين دول مجموعة العشرين، هذا الاتجاه امتد غالباً إلى العام الماضي، وذلك بحسب “بلومبرغ إن إي إف” التي لم تصدر بيانات على مستوى الدول لهذا العام حتى الآن.
مناورات حكومية
رغم الإعلان عن مجموعة من التعهدات الطموحة للإلغاء التدريجي لمعونات الوقود الأحفوري، إلا أن ذلك يتزامن مع: “استخدام وعود غير حاسمة وتحفّظات يبديها أعضاء مجموعة العشرين ومجموعة السبع الكبار. الأمر الذي يعطي الحكومات مساحات للمناورة في تفسير التعهدات على أهوائهم” وفقاً لما كتبته “كومينغ” في بيان منفصل.
جدير بالذكر أن “بلومبرغ فيلانثروبيز” هي المنظّمة الخيرية التابعة لمايكل بلومبرغ، مؤسس ومالك معظم أسهم مؤسسة “بلومبرغ إل بي”، الذي يملك أيضاً “بلومبرغ نيوز” و”بلومبرغ إن إي أف”. وتأتي الدراسة قبل انطلاق قمّة المناخ العالمية “COP27” التي ستعقد في مصر في 6 نوفمبر القادم. إذ يتوقّع أن تركّز المفاوضات على كيفية تنفيذ التزامات وأهداف خفض الانبعاثات التي تم الإعلان عنها في مؤتمر غلاسكو العام الماضي.