فيما تتعرض قناة بنما حاليا لواحد من مواسم الجفاف القاسية الذي سيبلغ ذروته بنهاية يوليو 2023، وتسبب في تقليص حركة مرور السفن داخل القناة، نتيجة انخفاض الغاطس وارتفاع رسوم العبور، تجدد الحديث كالمعتاد عن استفادة قناة السويس من هذه الأزمة، باعتبارها طريق بديل، وهو حديث يتداول حاليا علي نطاق واسع، ولاستجلاء العلاقة بين القناتين، أجري مركز “جسور” تحليلاً للبيانات الخاصة بحركة المرور بالقناتين خلال الـ 12 عاماً الماضية التي تغطي الفترة من 2010 وحتي 2022، والصادرة عن الهيئتين الرسميتين المسئولتين عن القناتين، السويس https://www.suezcanal.gov.eg/، وبنما https://pancanal.com ، وهي فترة وقع خلالها ثلاثة مواسم جفاف قاسية مماثلة لموسم الجفاف الحالي، وكانت في أعوام 2014 و2016 و2019، كما شهدت تلك الفترة انتهاء تنفيذ مشروعان للتطوير بالقناتين، يعتبران من مشروعات التطوير الكبرى، هما مشروع التوسعة والتعميق في قناة بنما، ومشروع التفريعة الجديدة في قناة السويس، ووفقاً للبيانات التي تم تحليلها فإنه خلال 12 عاماً من الأزمات الكبرى والتطوير المتزامن في القناتين، لم يكن هناك تأثير متبادل محسوس ذي شأن بين ما يجري في كل قناة على الأخرى، وذلك في ثلاثة معايير قياسهي: الإيرادات وأعداد السفن العابرة وحجم الحمولة المارة، ما يعني أنه لا مواسم الجفاف في قناة بنما ومشروع التوسعة بها، ولا الجدل حول المشروعات المنافسة والبديلة لقناة السويس وتفريعتها الجديدة، قد غير الحقيقة الثابتة، وهي أن هناك فجوة أداء واضحة بين القناتين لصالح قناة السويس، لم تغيرها الأزمات أو الإنجازات، وهذا تحديداً ما نناقشه في التقارير الثلاثة المنشورة بهذا العدد من نشرة رقم.
الرئيسية نشرة رقم عدد يونيو 2023