في 24 فبراير 2022 أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا، عبر هجوم يعد الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، لتدور رحى حرب ضروس قائمة حتي اللحظة، وفي 7 أكتوبر 2023 شنَّ مقاتلو حماس هجوماً شاملاً غير مسبوق علي إسرائيل، اندلعت بعده حرب شاملة على قطاع غزة مستمرة حتي اللحظة، وتسببت في دخول الحوثيون باليمن على خط المواجهة دعما لقطاع غزة، وبدأوا منذ 27 نوفمبر 2022 مهاجمة السفن المارة بمضيق باب المندب والبحر الأحمر واستهدفوا حتي اللحظة ما يزيد علي 100 سفينة تجارية بالبحر الأحمر وبحر العرب بالمسيرات والصواريخ، وفي غضون ذلك كله وقعت التجارة الدولية تحت القصف، سواء القصف المباشر كما هو الحال مع هجمات الحوثيين، أو غير المباشرة بسبب التداعيات المترتبة علي الصراع في أوكرانيا، وبحسب التحذيرات الصادرة عن منظمة التجارة العالمية، والبيانات الواردة في قاعدة بياناتها عن التجارة الدولية خلال الفترة من 2005 الي 2023 https://www.wto.org/english/res_e/statis_e/merch_trade_stat_e.htm فإن هذه النزاعات جعلت من المرجح أن تنخفض التجارة العالمية بنسبة 1%، مما سيؤدي إلي تقليل الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنحو 0.7%، والناتج المحلي الإجمالي للبلدان الفقيرة بنسبة تتراوح بين 1 و 2%، ونظراً لاستمرار هذه النزاعات حتي اللحظة دون أن يظهر في الأفق ما يؤكد انتهائها في الاجل القصير، يخصص مركز جسور نشرته الشهرية “رقم ” لهذا الشهر من أجل رصد استعراض جانب من جوانب التجارة الدولية، وهو حالة الصادرات والواردات السلعية حول العالم، من خلال ثلاثة معايير الأول حجم الصادرات والواردات السلعية، والثاني معدل النمو السنوي في قيمة هذه الواردات صعودا وهبوطا، والثالث معدل التغير في حجم الصادرات والواردات، وذلك عبر السلسلة الزمنية المتاحة بقاعدة بيانات المنظمة، التي تغطي 18 عاماً.
