نمو بطيء طويل النفس يواجه عقبة التكنو اجتماعي

منذ ظهورها علي استحياء نهاية ستينيات القرن الماضي وحتي الآن، أي ما يقرب من ستين عاما، مضت بطاقات الخصم وبطاقات الائتمان في طريق وعرة، أبطأت نموها، لكنها كتقنية مالية واعدة متقدمة كانت طويلة النفس، تمكنت من النمو والانتشار عاما وراء آخر، بجميع بلدان العالم تقريبا، لكن بمعدلات متفاوتة، تكونت على وقع السياق الاجتماعي والاقتصادي والتنموي بكل مجتمع على حدة، هذا السياق الذي تبلور في ملمحين أساسيين الأول مستوى الدخل والثروة بالمجتمع، والثاني طبيعة العوامل الثقافية والدينية والاجتماعية السائدة، وفي كل الأحوال كانت العلاقة طردية بين مستوى الدخل والثروة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة وبين مستوى الاقبال على بطاقات الخصم والائتمان والتعمق في استخدامها والاعتماد عليها، ويمكن القول أن التقنيات التي تستند اليها هذه البطاقات، خاصة الانتشار المهول للهواتف المحمول، تحولت الى عامل يدفع البطاقات للانتشار والنمو، فيما يعمل الجهل والفقر والتخلف كعصى تعرقل من الحركة وتحد من الانتشار، ولتوضيح هذه الفرضية تعرض تقارير نشرة جسور لهذا الشهر نظرة اجمالية تحليلية لما احتوته البيانات الصادرة عن البنك الدولي في آخر تحديث لقاعدة بيانات البنك حول حالة بطاقات الائتمان والخصم عالميا في 2021 و2022 ( https://liveprod.worldbank.org/en/indicator/fin2-t-a) ، وتستعرض النشرة مستويات انتشار بطاقات الائتمان وبطاقات الخصم، ثم ابرز ملامح السياق المحيط بهما، سواء من حيث أسباب رفض فتح حسابات واقتناء بطاقات، أو أسباب اقتنائها وتجميدها في حالة غير نشطة من دون استخدام، أو أسباب وانماط استخدامها علي نحو واسع وعميق.

مركز جسور للدراسات والاستشارات الثقافية والتنموية هو مركز يستهدف تقديم الاستشارات والدراسات في مجالات التعليم وسوق العمل والثقافة والقانون والإعلام واقتصادات المعرفة بوجه عام، وليس للمركز أي أنشطة أو أهداف أو اهتمامات سياسية أو حقوقية.