إحصاءات حركة الترجمة عالميا

قاعدة بيانات جسور لإحصاءات الترجمة حول العالم في 30 عاما

قاعدة بيانات توفر إحصاءات متنوعة حول حركة الترجمة عالميا بين 778 لغة ولهجة، في 153 دولة و10 تخصصات خلال 30 عاما بين 1979 و 2012، اعتمادا علي بيانات من اليونسكو، وجهود مركز جسور في التصنيف والتحليل

ماهية قاعدة بيانات إحصاءات الترجمة

ترصد قاعدة بيانات “مركز جسور” لإحصاءات الترجمة عالمياً حركة الترجمة خلال فترة زمنية قدرها 30 عاماً منذ عام 1979 وحتى عام 2012، في 153 دولة، بين 778 لغة و10 تخصصات وهي:

1-الأدب، 2- التاريخ والجغرافيا والسير الذاتية، 3- الدين واللاهوت، 4- العلوم التطبيقية، 5- العلوم الطبيعية والدقيقة، 6- الفلسفة وعلم النفس، 7-القانون والعلوم الاجتماعية والتعليم، 8- المناهج الوطنية، 9- الفنون والرياضة والألعاب الرياضية، 10- الفهارس والتخصصات الأخرى.

وقد اعتمد المركز في إنشاء قاعدة بياناته وتحليله على مصدر البيانات الأولية لقاعدة بيانات اليونسكو للترجمة حول العالم UNESCO TRANSLATIONUM

وقد رأى “مركز جسور” أن أفضل طريقة لعرض وتحليل مثل هذا النوع من البيانات أن يتم تقسيم قاعدة البيانات الي 3 أقسام رئيسية:

  • إحصاءات الترجمات حول العالم،
  • إحصاءات الترجمات بالمنطقة العربية،
  • إحصاءات ترجمات اللغة العربية

بحيث يشمل كل قسم منهم عدة تصنيفات أخرى تم وضعها في فهارس منفصلة وذلك لسهولة عرض البيانات في صورة رصد أعداد وحصص ونسب ومُعًدَلات، وعقد مقارنات وترتيب مراكز وتوزيعات بحسب معايير مختلفة، منها الدول التي قامت بالترجمة، والتخصصات التي تم ترجمة نصوصها وكُتبها وأعمالها، واللغات التي تم الترجمة منها واليها، وبالتالي فإن قاعدة بيانات إحصاءات الترجمة تعتبر أداة قيمة لفهم وتحليل عملية

الترجمة وتقدير أهميتها في مختلف المجالات. إليك بعض الأهمية التي تتمتع بها قاعدة بيانات إحصاءات الترجمة حيث  تساعد في تحليل الأداء الترجمة وتقييم جودتها. يمكن استخدام الإحصاءات والمؤشرات المتاحة لتحديد مستوى الدقة والاتساق في الترجمة وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين، ويمكن استخدام قاعدة البيانات لتحليل الاحتياجات اللغوية والثقافية في مجالات مختلفة مثل القانون والطب والتكنولوجيا والأدب وغيرها. يمكن استخدام هذه المعلومات لتوجيه السياسات الترجمة وتوفير الدعم اللغوي المناسب، وتعتبر قواعد البيانات مصدرًا ثمينًا لتحسين أداء تقنيات الترجمة الآلية. يمكن استخدام البيانات المتاحة لتدريب نماذج التعلم العميق وتحسين ترجمة النصوص الآلية.كما يمكن استخدام قاعدة البيانات لإجراء البحوث اللغوية وتحليل النصوص المترجمة. يمكن استخدام الإحصاءات والمعلومات المتاحة لفهم الاختلافات بين اللغات وتحديد النماذج اللغوية والأساليب الترجمة المستخدمة في مجالات مختلفة، وإذن تعد قاعدة بيانات إحصاءات الترجمة أداة قوية لتقييم وتحليل العملية الترجمة وتوجيه السياسات وتحسين أداء الترجمة الآلية وتوفير المصطلحات وإجراء البحوث اللغوية.

أساليب الترجمة

1.     الترجمة الحرفية: وهو النقل من لغة الى أخرى نقلاً حرفياً

2.     الترجمة الحرة أو الترجمة بتصرف، وهي الترجمة التي لا تتقيد بحرفية النقل

3.     الاقتراض: ويعتمد على استخدام الكلمة أو اللفظ من اللغة الأصلية إلى اللغة المترجمة كما هو، ويستخدم في حالة غياب المرادف من اللغة المترجم إليها، وخاصة عند الترجمة في المجالات العلمية والقانونية وأيضًا المجالات الطبية.
4.      التطويع: أسلوب يهتمد فيه المترجم على فهم معنى العبارة المراد ترجمتها، واستخدام عبارة مشابهة لها من اللغة المُترجم إليها.

5.      الاستبدال: حيث يعمل المترجم على استبدال الكلمة بمرادف لها دون أن يؤدي ذلك إلى خلل بمعنى الترجمة.
6.      المعادلة: يقصد به استخدام معنى أو مرادف يعبر عن المعنى الأصلي للنص، شرط أن يكون هذا المرادف يتناسب مع البيئة والثقافة المُترجم إلى لغتها. ويعد هذا الأسلوب الأكثر شيوعًا في ترجمة كُلٍ من الحكم، الأمثال الشعبية، والمصطلحات المجازية.
7.      التكيف أو التصرف: هو أحد اساليب الترجمة التي يعتمد فيها المترجم على التعبير عن مرجع ثقافي معين بأسلوبه، وذلك في حالة عدم توافر مرادف له في اللغة المترجم إليها.
8.     المحاكاة: هو أحد اساليب الترجمة التي تعتمد على الترجمة الحرفية من اللغة الأصلية.
9.     التضمين Gisting: هو المعنى أو “لب الموضوع” أو جوهر الخطاب أو عمل أدبي، أو الجزء المختار أو الأكثر أهمية أو الأكثر حيوية في فكرة أو تجربة ما. وهو استخدام الترجمة الآلية لترجمة النص الأجنبي لفهم معنى المحتوى الأصلي، وبذلك لا يكون من الضروري أن تكون الترجمة مثالية، بل يكفي أن تكون جيدة بحيث يمكن استخراج معنى عام للنص الأجنبي. وتعد طريقة ممتازة لترجمة عدة أنواع من المحتوى، مثل اتصالات الشركة الداخلية.

محتويات قاعدة جسور للترجمة حول العالم

كل قسم من الأقسام الثلاثة الرئيسية يحتوي على صفحات منفصلة في فهرس خاص يعرض تصنيفات لطرق مختلفة للبيانات وهذه التصنيفات تشمل إحصاءات الترجمات حول العال خلال 30 عام بين 778 لغة و10 تخصصات و153 دولة، كالتالي:

1- المعدل السنوي لحركة الترجمة من حيث اللغات المترجم عنها واللغات المترجم اليها.

 2- توزيع الترجمات على اللغات والدول بحسب التخصص.

 3- توزيع أعداد الترجمات بحسب اللغات المترجم منها.

 4- ترتيب أهم 260 لغة بحسب أعداد الترجمات المترجم منها خلال 30 عام.

 5- توزيع أعداد الترجمات بحسب اللغات المترجم اليها.

 6- ترتيب أهم 260 لغة بحسب أعداد الترجمات المترجم اليها خلال 30 عام.

 7- عرض مقارن لأعداد الترجمات من اللغة واليها بحسب التخصص.

 8- حركة الترجمة داخل كل دولة بحسب التخصص واللغات المترجم اليها ومنها.

 9- ترتيب الدول بحسب أعداد الترجمات التي قامت بها خلال 30 عام.

 10- حصة كل لغة من أعمال الترجمة عالمياً من اللغة واليها.

كما تشمل إحصاءات الترجمات بالمنطقة العربية في 17 دولة عربية خلال 30 عام بين 778 و10 تخصصات، كالتالي:

  • المعدل السنوي لحركة الترجمة بالمنطقة العربية بالنسبة للغات المترجم عنها.
  • توزيع أعداد الترجمات بالمنطقة العربية بحسب اللغات المترجم اليها.
  • توزيع أعداد الترجمات بحسب اللغات المترجم منها.
  • عرض مقارن لأعداد الترجمات من كل لغة واليها بحسب التخصص.
  • حركة الترجمة بكل دولة بالمنطقة العربية بحسب التخصص واللغات المترجم اليها ومنها.
  • حصة كل لغة من أعمال الترجمة بالمنطقة العربية من اللغة واليها.
  • واخيرا تشمل إحصاءات الترجمة من والي اللغة العربية حول العالم خلال 30 عام، كالتالي:
  • المعدل السنوي لحركة ترجمات اللغة العربية
  • الترجمة من اللغة العربية الي اللغات الأخرى بحسب التخصص
  • الترجمة الى اللغة العربية من اللغات الأخرى بحسب التخصص
  • الترجمة من اللغة العربية الي اللغات الأخرى بحسب الدولة
  • الترجمة الي اللغة العربية من اللغات الأخرى بحسب الدولة
  • الترجمات الي اللغة العربية بالدول العربية وغير العربية
  • الترجمات من اللغة العربية بالدول العربية وغير العربية

تعريف الترجمة ومظاهر أهميتها

الترجمة هي “نقل” أو “تحويل” كلمات أو نصوص لغة بلد أو منطقة ما ويطلق عليها “اللغة الأصلية Source language” إلى لغة بلد أخرى والمراد نقل الكلمات أو النصوص إليها ويطلق عليها “اللغة الهدف target language”. وذلك مع مراعاة الدقة في نقل الكلمات والنصوص وذلك حتى يتطابق المعنى المُترجم مع المعنى الموجود في النص الأصلي.

ولكلمة “الترجمة” نفسها أصل لغوي ومعجمي في اللغة العربية يدل على معناها، وهي من الجذر اللغوي “رجم” وأحد معانيه “تكلم”، مثال: رجم الرجل= تكلم بالظن، رجم بالغيب= تكلم بما لا يعلم.  ومنها نشأت كلمة “الترجمان” أو “المترجم”. وقد وردت كلمة “ترجم” في المعاجم القديمة، ففي (لسان العرب) التُّرْجُـمان والتَّرْجَمان (بضم التاء وبفتحها) هو المفسّر للسان، الذي ينقل الكلام من لغة إلى أخرى، والجمع “التراجم”، والترجمة هي المصدر. لكن هناك معنى آخر لم يرد في (لسان العرب)، فترجم لفلان عرّف به وذكر سيرته، وتراجم الأدباء سيرهم، وقد استخدمت هذه اللفظة في تراجم الصحابة، ومنها كتاب ابن القَيسراني (في تراجم الصحابة)- وهي في مؤلفات كثيرة، منها: أبو حيان التوحيدي في (الإمتاع والمؤانسة) وصلاح الدين الصفدي في (أعيان العصر وأعوان النصر)، ولسان الدين بن الخطيب في (الإحاطة في أخبار غرناطة) وغيرهم، أما الأصل اللغوي لكلمة الترجمة في اللغة اللاتينية، كلمة مشتقة من كلمة” transferre” والتي تعني “نقل”، وتنقسم كلمة” transferre” إلى مقطعين وهما” trans” ويعني” عبر”. والمقطع الثاني” ferre” ويعني” يحمل أو يجلب”.

 الترجمة هي أداة التواصل بين الأمم والشعوب التي تختلف لغاتها، وقد بزغت الترجمة كنتيجة للأنشطة الإنسانية، وما تضمنه من نشاطات دينية واقتصادية وعسكرية، استطاعت أن تخرج بالشعوب من حدودها الجغرافية لتتفاعل مع جيرانها، وكان أول صور الترجمة هي الترجمة الشفوية نظراً لبساطة النظم اللغوية وعدم اختراع الكتابة، فكانت الترجمة هي أداة التفاهم بين القبائل والتجمعات البشرية، سواء خلال الأنشطة التجارية التي تتم وقت السلم، أو المعاهدات والاتفاقيات التي تظهر في وقت الحرب، وفي العصور القديمة لعبت الترجمة دوراً هاماً في نشر التعاليم الدينية، والنتاج الفني والأدبي، وساعدت في إحداث التفاعل بين الحضارات القديمة كالبابلية والآشورية والفينيقية والفرعونية والإغريقية.

أما في عصرنا الحالي، ومع التطور الهائل للتكنولوجيا والمواقع الاليكترونية التي لا حصر لها في مختلف المجالات العلمية والتجارية والفنية والترفيهية بأنواعها، وعلى الرغم من هيمنة اللغة الإنجليزية- وهي اللغة الأولى في العالم- علي جميع المواقع والتطبيقات والبرامج، ومع أن معظم الشعوب تسعى الي تعلم اللغة الإنجليزية لمواكبة التطور الهائل في التقدم التكنولوجي، إلا أن ذلك لا يتعارض مع أهمية سعي الأمم لترجمة كل هذه البيانات والمعلومات على شبكة الانترنت الي لغتها الأم، وهو الأمر الذي لم ينل- للأسف- الجهد الكاف من الكثير من الدول والتي يعنينا منها بالطبع الدول المتحدثة باللغة العربية. لا سيما أن الواقع يقول أن الابتكارات واللغة متكاملتان وتُعضِدان بعضهما البعض، فأن الدولة التي يسعي مواطنيها للابتكارات الحديثة ولا يملكون اللغة التي تسهل لهم تسويق هذه الابتكارات، سينتهي الأمر بأفكارهم عادةً الي طريق مسدود يكون أخره ملفات مخزنة على شاشات حواسيبهم الخاصة. لكن ماذا إذا كانت هذه الابتكارات تسعى بخطوات ثابتة في مسيرة الذكاء الاصطناعي مثلاً الذي ينبأ عن نجاحات تدر أرباح وفيرة على مخترعيها ودولهم على حدٍ سواء، ألن يختلف حينها الوضع، خاصةً عندما يستطيعون في ظل هذا النجاح فرض لغتهم- على الأقل كواحدة ضمن اللغات الأساسية للتطبيق بجانب اللغة الإنجليزية والفرنسية وبعض اللغات المنتشرة في جميع التطبيقات على مستوى العالم؟

ادوات الترجمة ومتطلباتها

أدوات الترجمة:

الطرق التقليدية

مثل القواميس والمعاجم وقواميس المصطلحات العلمية والفنية والتقنية.

الترجمة الآلية الإحصائية أو Statistical Machine Translation- SMT

 وهي ترجمة سريعة لنص من اللغة المصدر إلى اللغة المستهدفة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي مثل ترجمة جوجل Google Translate، وBing، وYandex وغيرها. وبالرغم من أن هذه الأدوات لم تكن ضمن أدوات الترجمة الحديثة التي يعتمد عليها المترجمون المتخصصون نظراً لعدم دقتها، بل وكثرة الأخطاء بها، إلا أن الذكاء الاصطناعي وتحديثات قواعد البيانات الضخمة Big Data قد عمل على تحسين مستوياتها مما يسمح لها بتقديم خدمة سريعة للترجمات السهلة وغير المتخصصة.  لكن تظل حتى وقتنا هذا قادرة على التفريق بين مرادفات الكلمة الواحدة الكثيرة واختيار الأصلح منها بحسب سياق النص، بالإضافة الي آن نتائجها لا يمكن الاعتماد عليها حتى بالنسبة للكلمات المفردة خارج أية نصوص، لأن الآلة تستدعي أسرع نتائج أولية في قاعدتها وتقوم بعرضها بدون مراجعة.

الترجمة الآلية القائمة على قواعد :RBMT- Rule-based machine translation  

وهو النهج الكلاسيكي” في الترجمة الآلية، وهي عبارة عن أنظمة ترجمة آلية تعتمد على المعلومات اللغوية حول لغات المصدر والهدف المستقاة من القواميس والقواعد النحوية التي تغطي الدلالات الرئيسية والصرفية والنحوية. باستخدام جمل الإدخال (في بعض اللغات المصدر)، يقوم نظام RBMT بتوليدها لإخراج الجمل (في بعض اللغات المستهدفة) على أساس التحليل الصرفي والنحوي والدلالي لكل من اللغات المصدر والهدف. تم تطوير هذه الأنظمة في أوائل السبعينيات، حيث ظهرت أنظمة “سيستران Systran”، و”أنظمة الترجمة الآلية اليابانية Japanese MT Sytems”، أما اليوم، فالأنظمة الشائعة منها هي “ابريتيوم  Apertiu” و”جرامترانس Gram Trans”.

وهناك ثلاثة أنواع مختلفة من أنظمة الترجمة الآلية القائمة على القواعد: الأنظمة المباشرة Direct Systemsالتي توفر الترجمة الآلية القائمة على القاموس، من خلال خريطة مدخلات ومخرجات مع القواعد الأساسية.أنظمة الترجمة الآلية القائمة على التحويل، ويقصد به تحليل قواعد الصرف والنحو. أنظمة الترجمة بين اللغات القائمة علي القواعد Interlingual RBMT  تستخدم المعاني المجردة.

الترجمة المعتمدة على “أدوات الترجمة بمساعدة الحاسوب CAT-  Computer-Assisted Translation Tool”

هي أيضاً نوع من الترجمة الألية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تخزين واستدعاء البيانات، حيث إنها عبارة عن برامج وتطبيقات اليكترونية تسمى “ذاكرة الترجمة TM- Translation Memory” تعتمد علي برمجة مسبقة لنماذج معدة لتقسيم العبارات والفقرات الطويلة وتخرين كم كبير من الكلمات والمصطلحات والصيغ داخل برنامج خاص يقوم المترجم بإدخاله بنفسه وإعداده طبقاً لمتطلباته في قاعدة بيانات (وهو ما يجعل هذه الأدوات مختلفة عن أدوات الترجمة الآلية العادية)، بحيث بقوم استدعاء هذه الحصيلة المترجمة مسبقاً أثناء عمله، مما يمكنه من اختصار عملية التكرار لكلمات أو جمل بعينها، وبالتالي تختصر وقته ومجهوده وقت العمل.

الترجمة اليدوية Human Translation بدون الاستعانة بأدوات خارجية

وهي الطريقة القديمة في الترجمة حينما لم يكن متاح غيرها قبل ظهور أدوات الترجمة الحاسوبية المساعدة، لأن هذه الأخيرة اختصرت الوقت والمجهود. ومع ذلك ظهور الأدوات المساعدة الآلية- مع أهميتها- لم يقصي ضرورة تدخل العامل البشري ومهارات الإنسان وخبراته الشخصية في انتاج نص مترجم دقيق، بل على العكس عضده وألقى الضوء بشدة على أهميته، لأن الآلة بدون معلومات وخبرات الإنسان الشخصية لن تستطيع انتاج اية ترجمة من تلقاء نفسها قبل خضوعها للعامل البشري الذي يوجهها لاحتياجاته، إذاً فالعامل الأساسي والجوهري المطلوب من أي مستخدم للأدوات الآلية هو معلوماته ومهاراته وخبراته أثناء إدخال البيانات وتنقيحها ومراجعتها وبرمجتها طبقاً لاحتياج العمل. ومن ثم تظل هي الأداة التي يعتمد عليها بصفة استثنائية مترجم النص الأدبي أو عمل إبداعي، مع قدرته على استخدام الآلة في حدود ضيقة جداً في حالات التكرارات مثلاً، مما يستلزم حرص شديد.

التحرير اللاحق للترجمة الآلية MTPE- Machine Translation Post-editing :

وهو الحل الوسط ما بين الترجمة البشرية اليدوية فقط والترجمة الآلية الصرفة، حيث يقرأ المترجم النص المصدر بدقة ثم يقرأ مخرجات الآلة ويقارنها بالنص المصدر لتحديد الأخطاء وتصحيحها. ويجب على المترجمين أن يولوا اهتماما خاصاً بالقواعد، وعلامات الترقيم، والإملاء، وترتيب الكلمات، والأسلوب، والكلمات غير المترجمة، وأي ترجمة خاطئة محتملة للوصول إلى الصيغة النهائية للنص المترجَم. هناك نوعان من التحرير اللاحق للترجمة الآلية: التحرير الجزئي والتحرير الكامل. ويتضمن التحرير الجزئي اللاحق للترجمة الآلية تصحيح الأخطاء ومراجعة الاختيارات اللغوية التي قام بها الحاسوب.

متطلبات الترجمة وتحدياتها:

ومن المتطلبات الجوهرية للترجمة اتقان اللغتان اتقان تام، سواء اللغة الأصلية أو اللغة الهدف، واقتناء حصيلة وافرة من الكلمات والمصطلحات، بالإضافة الى أنها فن مستقل يعتمد على الإبداع والحس اللغوي. كما يتعين علي المترجم أن يكون لديه معرفة عميقة بثقافة الدول المترجم منها و اليها العمل المترجم والإلمام بمفرداتها الثقافية الخاصة نظراً لأن هذا العامل يؤثر تأثيراً مباشراً على دقة وصول المعنى الي المتلقي وخاصة بالأعمال الأدبية التي تعتمد على عادات وتقاليد ولهجات مختلفة ولغات عامية دارجة يتكلم بها رجل الشارع، ناهينا عن الأمثال الشعبية والمصطلحات الخاصة بمناسبات معينة، أو المفردات المستخدمة في الشارع وتلك المندثرة وغير الشائعة، وحتى الأساليب أو المفردات المستحدثة في اللغة الرسمية وتلك التي تغير معناها فلم تعد تستعمل في نفس السياق، أو المفردات ذات المعاني المتعددة التي تستخدم في سياقات مختلفة بمعاني متباينة. بالإضافة الي ضرورة إلمام المترجم بالقواعد النحوية وصيغ وتركيبات الجمل والتي تكون متعددة ومعقدة في بعض الأحيان وتحتاج في حد ذاتها الي دراسة متأنية وعميقة. ومن ضمن التحديات أيضاً العثور على معادل لكلمة ما في لغة أخرى وهو الأمر الصعب في بعض الحالات بما ان اهمية الترجمة المحافظة على المعنى والغرض من النص الأصل. كما أنه من الهام جداً مراعاة زمن العمل أو النص المراد ترجمته واللجوء الي ما يناسبه من مفردات تخدم السياق وتعبر عن البيئة والجو العام للعمل المترجم، مما يستلزم اللجوء إما للمصطلحات والصيغ اللغوية القديمة أو المعاصرة على حسب السياق، والتوقيت الزمني.

ومن هنا تكمن مهارات الشخص الذي يقوم بهذه العملية الشاقة، والممتعة في نفس الوقت، والذي يُطلق عليه ”مترجم translator”، والذي يعمل على نقل الكلام من لغة لأخرى سواء كان نقلًا شفهيًا أو نقلًا تحريرًا بشرط ألا تكون ترجمة حرفية، وأن يصحبها فهم عميق لمعني النص قبل ترجمته. ومع التقدم التكنولوجي لم يعد المترجم يقتصر على صورة الأشخاص فقط، إنما يمكن أن يكون برنامج أو تطبيق مُبرمج لذلك، ولكن غالبًا ما تكون ترجمته حرفية وتحتوي على أخطاء لغوية.

أنواع الترجمة

الترجمة الطبية

يلجأ كثير من المراكز الطبية أو الأشخاص من ذوي المهن الطبية إلى ترجمة الأبحاث الطبية وأيضًا الدراسات العلمية إلى لغتهم الأم، حتى يتمكنوا من فهمها بشكل أعمق، وقد يلجأ الدارسين أيضًا في الكليات الطبية إلى ترجمة المناهج الدراسية، حتى يتمكنوا من فهمها وإتقان دروسهم بشكل أسرع، ولا يمكن أن تقتصر الترجمة الطبية على ذلك وحسب، بل يمكن أن تشتمل أيضًا على ترجمة البروتوكولات العلاجية، أو التقارير الطبية.

 الترجمة القانونية

تُعد الترجمة القانونية أحد أكثر أنواع وأساليب الترجمة تعقيداً، وذلك نظرًا لحاجة المترجم القانوني إلى أن يكون على دراية بمصطلحات القانون المتخصصة، هذا بالإضافة إلى معرفته لكافة القوانين، وذلك بالطبع إلى جانب الحس اللغوي والإبداعي في الترجمة. ويمكن أن تتمثل الترجمة القانونية في الدعوات القضائية، قوانين الشركات، والنصوص والعقود القضائية، والوثائق الرسمية مثل شهادات الزواج وشهادات الميلاد، والمذكرات والاتفاقات والوصايا، لذا يحتاج المترجم المحترف إلى فهم النصوص الأساسية المتعددة للوثيقة والنصوص الخاصة بالبلدين أو المنطقتين اللتين تستخدما هذه الوثائق، بالإضافة الي الخلفيات السياسية والقانونية والجوانب الاجتماعية والثقافية أيضا. وفي هذا المجال يوجد ما يسمى بالمترجم المُحَلَف، وهو المتخصص بالترجمة القانونية الذي اقسم اليمين أمام الجهة المختصة كالهيئات القضائية، أو الذي عينته هذه الجهات.

الترجمة المالية

تعتبر الترجمة المالية أمرًا بالغ الأهمية في السوق العالمية خاصةً البنوك وشركات التأمين والمؤسسات المالية الأخرى، لأنها تساعدهم على توسيع قاعدة الوصول إلى خدماتهم وبناء الثقة بين العملاء مع التأكد من امتثالهم للوائح الدولية. يتضمن هذا القطاع مجموعة من المستندات التي تتطلب متخصصين متعددين في اللغة يتمتعون بمهارات خاصة بالصناعة مثل التقارير السنوية والضريبية إلى بيانات الأرباح والخسائر وحسابات الشركة، ومثل هذه المستندات المالية منظمة للغاية، لذا يجب أن يكون المترجم على دراية بالقوانين واللوائح المحلية، لكي يتمكن من فهم الاختلافات بين مستندات المصدر والهدف، مما يضمن أن النص الهدف يتوافق مع قواعد السوق المستهدفة. وبما أن الصناعة المالية تسير جنبًا إلى جنب مع التكنولوجيا والابتكار، مما يعني أن الأدوات المالية الجديدة والمفاهيم المبتكرة تأتي إلى السوق كل يوم تقريبًا، لذا كان من الضروري إضافة العديد من الكلمات الطنانة الجديدة إلى قائمة عريضة من المصطلحات والعبارات المحددة، وبالتالي يكون المترجم بحاجة إلى الاطلاع الدائم بتطورات الصناعة وتحديث معلوماته من المصطلحات الجديدة التي تضاف الى كلا اللغتين.

الترجمة الادارية

يشرف القسم الإداري على الأعمال اليومية للأعمال التجارية، مما يبرز دور الترجمة الإدارية الحاسم في الإدارة التي تعمل بواسطة كم كبير من المستندات المتعلقة بالعمليات التجارية والأنشطة اليومية، بما في ذلك العقود والرسائل الإخبارية والفواتير والخطابات. وتحتاج المنظمات والمؤسسات عادةً إلى هذا النوع من الترجمة عندما تبحث عن تأسيس أو الحفاظ على وجودها العالمي، حيث يتيح لها كسر الحواجز اللغوية داخل الاقتصاد العالمي، وزيادة فرصها في النمو واحتضان قوة عاملة متعددة الثقافات، مما يضمن تواجد شركاء الأعمال والمستثمرون والموظفون جميعًا في بيئة مشتركة بينها قنوات اتصال واضحة من أجل عمل تجاري فعال وناجح.

 الترجمة العلمية 

تعد الترجمة العلمية أحد أنواع الترجمة المتخصصة التي قد يحتاج إليها كثير من الباحثين أو طلبة الماجستير والدكتوراه، حيث يمكنهم من خلال الترجمة العلمية المتخصصة الحصول على ترجمة لكُلٍ من التقارير الدراسية، الأبحاث العلمية، رسائل الماجستير، رسائل الدكتوراه وغيرها الكثير من النصوص التي قد تحتاج إلى ترجمة مثل ترجمة العلوم الأساسية أو البحتة، كتب الرياضيات والفيزياء والكيماء وعلم الحياة (البيولوجيا) وعلم الأرض (الجيولوجيا) وعلم النبات وعلم الحيوان، وكتب العلوم التطبيقية. وتكمن صعوبة ترجمة هذه الانواع من النصوص في وجود عائق أساسي ألا وهو ترجمة المصطلح، فهذه النصوص جافة لا مكان فيها للجماليات والتنميق والزخرفة مخافة أن يضيع المعنى في زخم التعريفات.

 الترجمة التقنية

الترجمة التقنية لا غنى عنها في عالمنا، وذلك نظرًا للتطور التكنولوجي الذي يشهده العالم بشكل مستمر، مما يجعل المتخصصين في هذا المجال بحاجة إلى ترجمة تقنية متخصصة، لكي يتمكنوا من فهم الاختراعات الحديثة وتكوينها بشكل أعمق، والأهم هو احتياجهم الي تسويق منتجاتهم الالكترونية في الأسواق الدولية. ولا تقتصر الترجمات التقنية على الترجمات المتعلقة بالأجهزة أو الاختراعات فقط، إنما يمكن أن تتمثل في ترجمات لمجالات عدة، من بينها مجالات الهندسة، علوم الحاسب، القطاعات الصناعية، وهي تتضمن الوثائق الفنية، وأوراق بيانات المنتج، ودليل المستخدم، وأوصاف المنتج، ودليل الصيانة وتعليمات التشغيل، وغير ذلك.

الترجمة الأدبية، أو ترجمة الكتب

غالبا ما تعتبر ترجمة الأعمال الأدبية مثل القصص والروايات والقصائد والمسرحيات، أعلى شكل من أشكال الترجمة لأن الترجمة الأدبية هي أكثر من مجرد نقل معنى وسياق النص من لغة المصدر إلى اللغة الهدف، حيث انها تستدعي دمج الفروق الثقافية المناسبة، وترجمة الفكاهة والمشاعر والعواطف والعناصر الدقيقة الأخرى لعمل معين. لذا يعتقد العديد من الأدباء والكتاب أن ترجمة الأعمال الأدبية، وخاصة الشعر، من أصعب الأعمال، حيث تكمن مهمة المترجم المحورية في ترجمة القوافي، والتورية، والتعابير، والجناس الناقص، وما إلى ذلك، لذا كثيراً ما يتم فقد هذه الأساليب الدقيقة والتركيبات اللغوية المعقدة والخاصة جداً لكل لغة نظراً لعدم وجود ما يماثلها في اللغة الهدف.

وترجمة النكت أيضاً مثال آخر على هذا التحدي، حيث غالباً ما تفقد النكتة معناها عند ترجمتها وتضيع العديد من الدلالات الدقيقة التي ألمح إليها الكاتب في الترجمة، حتى وإن حاول مصاحبة الترجمة بعرض الخلفية الثقافية او التراثية الخاصة بفكرة النكتة أو اللفظ الذي استخدم فيها وكان محور الفكاهة. ثم هناك مسألة أسلوب الكتابة الفردية للمؤلف الذي يجعل من مهمة المترجم أكثر تعقيداً في محاولة لنقل هذا التفرد.

ترجمة براءات الاختراع

هي عملية ترجمة لطلبات براءات الاختراع إلى لغة أخرى بحيث يمكن الوصول إلى المعلومات المتعلقة بالاختراع من قبل الجمهور الدولي. وقد باتت من الضروريات في المشهد العالمي حيث تتنافس الشركات بشكل متزايد على تقديم أفكارها بالأسواق العالمية. وتتزايد الحاجة إلى ترجمة براءات الاختراع مع الزيادة المطردة في عدد طلبات البراءات في جميع أنحاء العالم. وفقًا للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو WIPO- World Intellectual Property Organization)، تنفق الشركات مليار دولار سنويًا على ترجمة براءات الاختراع، وفي عام 2014 وحده ، تمت ترجمة أكثر من 76000 براءة اختراع أمريكية، بالإضافة إلى أكثر من 100000 براءة اختراع أوروبية.

مركز جسور للدراسات والاستشارات الثقافية والتنموية هو مركز يستهدف تقديم الاستشارات والدراسات في مجالات التعليم وسوق العمل والثقافة والقانون والإعلام واقتصادات المعرفة بوجه عام، وليس للمركز أي أنشطة أو أهداف أو اهتمامات سياسية أو حقوقية.