حوادث الطيران : الموت الهابط من السماء2

26953 وفاة بالجو او اصطداما بالارض:
حوادث الطيران … الموت الهابط من السماء

فى صباح يوم الخميس الموافق 17 سبتمر 1908 حلقت طائرة من طراز “رايت أيه” في سماء منطقة فورت ماير بولاية فيرجينيا بالولايات المتحدة، وعلي متنها أورفيل رايت أحد مخترعي الطائرة، والملازم توماس سلفريدج من فيلق الإشارة الأمريكي، وبعد وقت قليل من التحليق، هوت الطائرة وتحطمت مسجلة أول حادث تحطم طائرة في التاريخ نجم عنه وفاة الملازم وإصابة الطيار بجروح خطيرة، وفي 27 مارس 1977، وقع أسوأ حادث طيران في التاريخ، بمطار جزيرة تنريفة إحدى جزر الكنارى الاسبانية، حينما اصطدمت طائرتان من طراز بوينج 747 على المدرج، احداهما تابعة لشركة الخطوط الجوية الملكية الهولندية وتوفى جميع ركابها البالغ عددهم 248 شخصا، والثانية تابعة لشركة خطوط بان امريكان العالمية وتوفى 335 من ركابها البالغ عددهم 396 شخصا، ونجا 61 شخصا، وبجانب الحادث الأول والحادث الأسوأ وقع خلال الفترة من 1908 الي 2023 وقع نحو 8814 حادثا، نصفها في 10 دول فقط، أما الوفيات فكان عددها 26الفا و953 وفاة في خمس دول فقط هي امريكا وكندا والبرازيل وكولومبيا وفرنسا، وهكذا اصبح الموت الهابط من السماء على اجنحة المكسورة للطائرات المحطمة واحدا من ابرز الظواهر المصاحبة لعالم الطيران والنقل الجوى.

يقدم مركز “جسور” قاعدة بياناته الخاصة بحوادث الطيران حول العالم خلال الفترة من 1908 الي 2024 استنادا الي بيانات خام أولية قام بتجميعها من ثلاثة مصادر، هي منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO):  المسؤولة عن وضع المعايير الدولية لسلامة الطيران، وإدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA): المسؤولة عن تنظيم الطيران المدني في الولايات المتحدة، و قواعد بيانات حوادث الطيران المتخصصة: مثل قاعدة بيانات Aviation Safety Network التي تعد المصدر الأبرز لحوادث الطيران عالميا.

أقسام قاعدة البيانات وطرق تشغيلها

بعد المعالجات الاحصائية والإضافات وخطوات التمثيل البصري للبيانات، التي قام بها جسور على البيانات الأولية الخام، باتت بالإمكان استعراض واستخدام قاعدة بيانات حوادث الطيران وفق أقسام، هي التوزيع التاريخي للحوادث، ثم التوزيع الجغرافي ثم التوزيع بالوفيات والتوززيع بالشركات المصنعة والتوزيع بالشركات المشغلة، ويمكن تناول الاقسام الخمسة وطرق استعراق بياناتها كالتالي:

التوزيع التاريخي للحوادث

يتم التعرف على التوزيع التاريخي للحوادث من خلال لوحة بيانات تبدأ بعرض أفقي عام للتطور السنوى في أعداد حوادث الطيران عبر سلسلة زمنية متصلة تبدأ من 1908 الي 2024، ويتم تمثيل هذا التطور بصريا في منحني يعرض السنة ويقابلها عدد الحوادث التي وقعت بها، ويمكن للمستخدم تصفية أو “فلترة البيانات” الخاصة بأعداد الحوادث سنويا، باستخدام ستة عناصر للتصفية والفلترة، هي الدولة، ثم المدينة أو الولاية، ومكان وقوع الحادث، والشركة المشغلة للطائرة ( شركة خطوط الطيران)، والشركة المصنعة للطائرة أو ماركة الطائرة، ثم الطراز الذي تعرض للحادث.
تنتقل اللوحة بعد ذلك الي العرض التاريخي الرأسي لبيانات حوادث الطائرات، أو عرض كامل البيانات التفصيلية المتاحة عن الحوادث، في كل عام على حدة، وفي هذا القسم من اللوحة يتم استخدام عنصر واحد فقط من عناصر الفلترة في الخطوة الأولى للعرض وهو سنة وقوع الحوادث، وبمجرد اختيار السنة، يتم يتم عرض البيانات التفصيلية للحوادث في هذه السنة فقط تلقائيا، وتضم الدولة والمكان والشركات الصمنعة وشركات الطيران والطرازات، فضلا عن خريطة تفاعلية يظهر عليها توزيع أماكن وقوع الحوادث في المناطق المختلفة، وبمجرد الوقوف بالماوس علي الدائرة الظاهرة بأي مكان يتم عرض تفاصيل الحادث بصورة مختصرة في مربع يطفو فوق الخريطة، ويتغير محتواه مع تحريك الماوس من بقعة لأخرى.

التوزيع الجغرافي للحوادث

فى الجزء الأول من لوحة بيانات التوزيع الجغرافي لحوادث الطيران تظهر خريطة العالم، وبها بيانات تعرض مواقع حوادث الطيران بصورة عرضية شاملة على مستوى العالم، استنادا الي اربعة معايير للتصفية والفلترة، هي السنة، حيث يمكن اختيار السنة المطلوبة ليتم تلقائيات تصفية بيانات الخريطة وفقا لهذه السنة، أو اختيار ماركة الطائرة، أو طرازها أو شركة خطوط الطيران ليحدث الشيء نفسه، ويمكن استخدام عنصر أو أكثر من العناصر الاربعة معا ليتم تعديل البيانات المعروضة وفق طريقة الاخيار.
في الجزء الثاني من اللوحة يمكن استعراض التوزيع الجغرافي للحوادث بصورة رأسية، اي اختيار الدولة ثم المدينة أو الولاية ثم مكان وقوع الحادث، ليتم تلقائيا عرض التطور التاريخي للحوادث في الدولة أو المدينة أو المكان طوال فترة 1908 ــ 2024، ثم عرض الحوادث في المكان موزعة بحسب الماركة أو الطراز، وبحسب شركات الطيران.

التوزيع بحسب الوقيات

يستعرض القسم الثالث من قاعدة البيانات توزيع حوادث الطيران من حيث عدد الوفيات والإصابات الناجمة، وفي الجزء الأول من لوحة بيانات هذا القسم يتم تناول اعداد الوفيات بصورة عرضية على مستوى الزمن والمكان، ففي الشكل الأول يظهر التطور السنوي في أعدد وفيات حوادث الطيران عالميا من 1908 الي 2024، من خلال منحنى يعرض السنة ومقابها عدد الوفيات التي نجمت عن الحوادث خلال ذلك العام، وفي الشكل الثاني يتم العرض على خريطة توضح اعداد الوفيات موزعة علي دول ومناطق العالم المختلفة، وذلك في سنة واحدة يتم اختيارها حسب الرغبة.
في الجزء الثاني من لوحة بيانات الوفيات يتم عرض البيانات بصورة رأسية، متدرجة في العمق، حيث يتم اولا اختيار الدولة أو المدينة أو المكان، ليتم عرض التطور السنوي للوفيات وفق للمعيار المختار، ثم إظهار الأماكن المختارة على الخريطة، ثم عرض أعداد الوفيات طبقا لماركة وطراز الطائرة، ثم عرض لأعداد الوفيات طبقا لشركة الطيران.

التوزيع بالشركات المصنعة

تعمل لوحة بيانات هذا القسم بصورة أفقية رأسية معا، ففي حال عدم اختيار أي من عناصر التصفية، وترك اللوحة في حالتها الافتراضية، يتم عرض أعداد الحوادث تاريخيا وهي موزعة بحسب السنوات، ثم وهي موزعة جغرافيا علي خريطة، ثم وهي موزعة بحسب العدد وعدد الوفيات وشركة الطيران المشغلة.
لكن عند اختيار عناصر التصفية يتم اختيار الماركة أو الشركة المصنعة أولا، ثم الطراز ثانيا، ثم السنة ثالثا، فيتم تغيير البيانات المعروضة باللوحة لتصبح وفقا للاختيارات السابقة في التصفية.

التوزيع بالشركات المشغلة

تعرض هذه اللوحة أعداد حوادث الطيران بحسب شركة الطيران المشغلة للطائرات، أو شركات الخطوط الجوية، وكسابقتها تعمل لوحة البيانات بصورة أفقية رأسية معا، ففي حال عدم تشغيل أي من عناصر التصفية الموجودة بالصفحة، تظهر بيانات الحوادث بصورة أفقية زمنيا وجغرافيا، ومن حيث الدولة وعدد الوفيات والماركة والطراز، ومعايير التصفية المستخدمة في اللوحة تبدأ باختيار شركة الطيران المطلوب معرفة الحوادث الخاصة بها، ثم السنة، ومع تفعيل عناصر التصفية يتم تغيير البيانات المعروضة لتصبح جميعها متعلقة بالشركة التي تم اختيارها في السنة التي تم اختيارها.

السلامة وتكنولوجيا الطيران

يجرى على مدار الوقت استحداث وتطوير العديد من التقنيات التي تدعم السلامة والأمان على الطائرة ومنها:
أنظمة الطيار الآلي:تساعد أنظمة الطيار الآلي الطيارين على التحكم في الطائرة بشكل آلي في مراحل مختلفة من الرحلة، مثل الإقلاع والهبوط والتحليق الأوتوماتيكي، وتزيد من دقة التحكم في الطائرة، وتقلل من عبء العمل على الطيار، وتساهم في زيادة السلامة.
أجهزة الاستشعار: وتستخدم أجهزة الاستشعار لجمع البيانات عن الطائرة والبيئة المحيطة بها، مثل السرعة والارتفاع والاتجاه والظروف الجوية، وتلعب هذه البيانات دورًا حاسمًا في اتخاذ القرارات في قمرة القيادة وفي تشغيل أنظمة الطيار الآلي.
الذكاء الاصطناعي: يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من البيانات لتحديد الأنماط والتنبؤ بحدوث المشاكل، ويمكنه المساعدة في تحديد الأعطال المحتملة قبل حدوثها وتوجيه فرق الصيانة، وفي تحسين تدريب الطيارين، من خلال محاكاة واقعية لتدريب الطيارين على التعامل مع مختلف المواقف، وكذلك المساعدة في تحسين إدارة الحركة الجوية وتقليل خطر الاصطدام، وفي تحليل البيانات الضخمة واكتشاف الأنماط المخفية في البيانات، والتنبؤ بحدوث الأعطال، ومن ثم تحسين صيانة الطائرات، واخيرا في تحليل الحوادث وتحديد أسبابها الجذرية وتطوير حلول لمنع تكرارها.

أسباب الحوادث

يعد تحديد أسباب حوادث الطيران من الأمور الصعبة، وتعود هذه الصعوبة لعدة عوامل، منها اختلاف مصادر البيانات وتغير الطرق المستخدمة في جمعها وتحليلها، فضلا عن أن أسباب حوادث الطيران غالبا ما تكون معقدة ومتشابكة، ولا يمكن تحديد سبب واحد محدد في معظم الحالات، كما أن قطاع الطيران تطورات مستمرة، مما يؤثر على طبيعة الحوادث وأسبابها، ويمكن تصنيف أسباب حوادث الطيران كالتالي:
ــ الأخطاء البشرية: وتشمل سوء تقدير المسافات، حيث يؤدي عدم تقدير الطيار لمسافة الطائرة الأخرى إلى الاصطدام، وعدم اتباع تعليمات المراقبة الجويةالذي يؤدي إلى دخول مسار طائرة أخرى، والاخطاء الناجمة عن الإرهاق والتعب، الذي يؤثر في قدرة الطيار على اتخاذ القرارات الصحيحة، والاخطاء في التواصل، حيث يؤدي سوء الفهم في الاتصالات بين الطيارين أو بين الطيار ومراقبة الحركة الجوية إلى الاصطدام.
ــ الظروف الجوية السيئة: حيث تؤثر الظروف الجوية السيئة، مثل الضباب، المطر الغزير، والعواصف، على الرؤية وتقلل من قدرة الطيار على التحكم في الطائرة.
ــ الأعطال الفنية: تشمل أعطال المحركات، مشاكل في الهيكل، أو عيوب في التصميم.
ــ أسباب أخرى: مثل الإرهاب، التخريب، أو أسباب مجهولة.

علامات بارزة بسجل الحوادث

ـــ أول حادث طيران مدني: في عام 1922، اصطدمت طائرة من طراز دي هافيلاند (DH.18A) تابعة لطيران ديملر الإنجليزية مع طائرة تابعة لشركة فرنسية فوق منطقة پيكاردي، مما أدى إلى مصرع سبعة أشخاص.
ـــ أول حادث طائرة تعمل بالطاقة: في 1908، حينما تحطمت طائرة طراز رايت إيه في فيرجينيا الامريكية، مما أدى إلى إصابة مخترعها وطيارها، أورفيل رايت، ووفاة الملازم توماس سلفريدج من فيلق الإشارة.
ـــ أكبر خسارة في الأرواح على متن طائرة واحدة: كانت في حادث رحلة الخطوط الجوية اليابانية عام 1985، حيث قُتل 520 شخصًا.
ـــ ابرز شركات الطيران العالمية تأثرا بحوادث الطيران: شركة الخطوط الجوية الأمريكية (American Airlines)، وشركة الخطوط الجوية الروسية (Aeroflot)، وشركة الخطوط الجوية البرازيلية (TAM Airlines).
ـــ ابرز الشركات المصنعة للطائرات: شركة بوينج (Boeing) الأمريكية التى تصنع طائرات تجارية وعسكرية، وتعتبر طائراتها من أكثر الطائرات استخدامًا حول العالم، ومعها على الساحة شركة إيرباص (Airbus): شركة أوروبية تصنع طائرات تجارية. تنافس بوينغ بشدة في سوق الطيران.
ـــ إجمالي حوادث الطيران عالميًا: 8814 حادثًا، وقع أكثر من نصفها في 10 دول فقط، بمجموع 4446 حادثًا، ويعني ذلك أن 50% من حوادث الطيران وقعت في 5% فقط من دول العالم.
ـــ أسوأ دول حسب عدد حوادث الطيران : امريكا سجلت 2602 حادثًا أودى بحياة 16738 راكبًا، وكندا وقع فيها 355 حادثًا أودى بحياة 2219 راكبًا، والبرازيل: سجلت 287 حادثًا أودى بحياة 2436 راكبًا، وكولومبيا: وقع فيها 176 حادثًا أودى بحياة 2614 راكبًا، وفرنسا: سجلت 175 حادثًا أودى بحياة 2946 راكبًا.
ـــ ابرز الطرازات التي سجلت حوادث لافتة: الطراز بوينج ماكس 737 الذي شهد حادثين تحطم كبيرين في غضون أشهر قليلة، مما أدى إلى حظر طيرانها عالميًا، وتم ربط الحادثين بمشكلة في نظام مانع الارتطام بالأرض (MCAS) الذي تسبب في توجيه مقدمة الطائرة إلى الأسفل بشكل غير صحيح، وتم إجراء تعديلات كبيرة على هذا النظام وإجراءات التدريب على الطائرة قبل السماح بعودتها للخدمة.
ــ اختلاف الإحصائيات: من ابرز الظواهر المتربطة بحواد الطيران، خاصة المتعلقة بالدول الأكثر تسجيلاً لحوادث الطيران من عام لآخر، وذلك لعدة عوامل منها: حجم أسطول الطائرات، كثافة حركة الطيران، الظروف الجوية، وتطبيق معايير السلامة. ومع ذلك، هناك بعض الدول التي تتكرر في قوائم الدول الأكثر تسجيلاً لحوادث الطيران، وعادة ما تكون هذه الدول ذات أساطيل طيران كبيرة أو دول نامية تعاني من نقص في معايير السلامة.

أنواع الحوادث

من ابرز أنواع حوادث الطائرات ما يلي:
حوادث الاصطدام: اصطدام بالطائرات الأخرى، يحدث نتيجة لخطأ بشري أو فني أو سوء الأحوال الجوية، واصطدام بالعوائق مثل المباني أو الجبال أو الطيور، واصطدام بالأرض: يحدث أثناء الإقلاع أو الهبوط أو في حالة فقدان السيطرة على الطائرة.
حوادث الحريق: مثل حريق في المحرك بسبب عطل ميكانيكي أو تسرب للوقود، وحريق في جسم الطائرة ينتج عن صاعقة أو احتكاك أو عطل كهربائي.
حوادث الهبوط الاضطراري: كهبوط اضطراري في الماء: بسبب عطل في المحرك أو مشاكل هيكلية، وهبوط اضطراري في مناطق نائية بسبب سوء الأحوال الجوية أو فقدان الاتصال.
حوادث التمزق الهيكلي: ومنه إجهاد المواد نتيجة للتعب المعدني أو التآكل، وصدمة خارجية مثل اصطدام بالطيور أو الصواعق.
حوادث تداخل إشارات الرادار: قد يؤدي تداخل إشارات الرادار إلى ظهور أهداف وهمية على شاشة الرادار، مما يزيد من خطر الاصطدام.

تطورات السلامة بعالم الطيران

على الرغم من وقوع الحوادث، شهد مجال الطيران تطورات كبيرة في مجال السلامة، منها:
ـــ صناديق تسجيل البيانات: تساهم صناديق تسجيل البيانات والصوت في تحديد أسباب الحوادث وتطوير إجراءات السلامة.
ـــ أنظمة منع الاصطدام: تم تطوير أنظمة متقدمة لمنع الاصطدام بين الطائرات.
ـــ مواد تصنيع متطورة: تستخدم مواد أكثر متانة وخفيفة الوزن في تصنيع الطائرات.
ـــ تدريب الطيارين: أصبح تدريب الطيارين أكثر تطورًا ويشمل محاكاة الواقع الافتراضي.استمرار عمل شركات الطيران.
ـــ أنظمة الطيار الآلي المتقدمة: قادرة على اتخاذ قرارات معقدة في حالات الطوارئ.
ـــ الصيانة التنبؤية: باستخدام تحليل البيانات للتنبؤ بالأعطال قبل حدوثها.
ـــ تطبيق قوانين صارمة: لضمان الامتثال لمعايير السلامة.
ـــ التعاون الدولي: لتبادل المعلومات والخبرات في مجال سلامة الطيران.

مركز جسور للدراسات والاستشارات الثقافية والتنموية هو مركز يستهدف تقديم الاستشارات والدراسات في مجالات التعليم وسوق العمل والثقافة والقانون والإعلام واقتصادات المعرفة بوجه عام، وليس للمركز أي أنشطة أو أهداف أو اهتمامات سياسية أو حقوقية.