كيف تفهم نماذج ومؤشرات وسيناريوهات قياس الاضرار الاقتصادية لتغير المناخ ؟

استند مركز جسور في حساب الأضرار الاقتصادية الناجمة عن تغير المناخ وما يرتبط به من مشكلات بيئية إلي آخر تحديث في بيانات صندوق النقد الدولي الخاصة بالمؤشرات المالية والمخاطر، والتي وقع الاختيار من بينها علي بيانات المؤشر الاستشرافي الخاص بقياس خسائر الدخل القومي عالميا، وعلي مستوي المناطق والدول، جراء الاضرار المناخية المزمنة الناشئة عن تغير المناخ والمشكلات البيئية ذات العلاقة.
يستخدم صندوق النقد الدولي في هذا المؤشر ثلاثة نماذج للقياس والتنبؤ وبناء سيناريوهات الخسائر المتوقعة، النموذج الأول هو نموذج تقييم التغير العالمي (GCAM) وهو نموذج تقييم متكامل يربط أنظمة الطاقة والزراعة واستخدام الأراضي في العالم بنموذج مناخي، وتم تصميمه لتقييم مختلف سياسات تغير المناخ واستراتيجيات التكنولوجيا للعالم على مدى فترات زمنية طويلة، والنموذج الثاني هو نموذج التقييم المتكامل المعروف باسم (MESSAGEix-GLOBIOM) حيث يشير القسم الأول MESSAGEix إلى نموذج للطاقة والقسم الثاني GLOBIOM الي نموذج لاستخدامات الأراضي، وهما أهم مكوناته.
النموذج الثالث هو النموذج النموذج الإقليمي للاستثمار والتنمية (REMIND)، والذي يعني بالتطور المستقبلي لاقتصاديات العالم مع التركيز بشكل خاص على تطوير قطاع الطاقة وآثاره على مناخنا العالمي.
اختار مركز جسور البيانات المولدة بالنموذج الأول GCAM، على اعتبار أنه الأكثر شمولا وبساطة، فضلا عن أنه يتعامل مع ستة سيناريوهات محتملة، فيما يتعامل النموذجان الآخران مع خمس سيناريوات فقط، والسيناريوهات المتضمنة في هذا النموذج هي سيناريو ارتفاع درجة حرارة الأرض لـ 2 درجة مئوية فأقل، وسيناريو تأجيل التحول في سياسات المواجهة، وسيناريو الثبات علي السياسات الحالية، وسيناريو الالتزام بمقررات اتفاقية باريس بشأن تغيرات المناخ، وسيناريو صافي الانبعاثات الصفرية الكاملة في 2050، وسيناريو الانبعاثات الصفرية المتباينة.
يستخدم نموذج GCAMفي بناء مجموعتين من السيناريوهات الفرعية داخل كل سيناريو من الستة الرئيسية، المجموعة الأولي تقدم التوقعات الأعلى سوءا وشدة، والمجموعة الثانية تقدم التوقعات متوسطة السوء والشدة، وكل مجموعة تضم بداخليها ثلاثة مستويات من الثقة في النتائج بغض النظر علي واقعية البيانات، الأول مستوي منخفض والثاني مستوي ومتوسط والثالث مستوي مرتفع.
في مجموعة السيناريوهات الفرعية اختار مركز جسور العمل على بيانات المجموعة الثانية التي تعرض السيناريوهات المتوسطة السوء والشدة، وفي مستويات الثقة اختار مركز جسور بيانات المستوي المتوسط من الثقة، ليكون خيار جسور في النهاية هو تقديم النتائج الخاصة بخسائر وسط الوسط، باعتباره الخيار الذي يقدم للقارئ بيانات معبرة عن الحالة المعتدلة الواقعة بين سيناريوهات التفاؤل وسيناريوهات التشاؤم، وفي النهاية انتجت هذه البيانات ثلاثة تقارير كل منها يتناول سيناريوهين مرتبطين ببعضهما البعض بحسب تقسيم صندوق الدولى، فتناول التقرير الأول سيناريو الثبات علي السياسات الحالية، جنبا الي جنب مع سيناريو الوفاء بالتزامات معاهدة باريس، وتناول التقرير الثاني سيناريو التحول المؤجل جنبا الي جنب مع سيناريو الانبعاثات الصفرية المتباينة، واهتم التقرير الثالث بسيناريو الانبعاثات الصفرية الكاملة جنبا الي جنب مع ارتفاع درجة حرارة الأرض لأقل من درجتين حتي نهاية القرن.

مركز جسور للدراسات والاستشارات الثقافية والتنموية هو مركز يستهدف تقديم الاستشارات والدراسات في مجالات التعليم وسوق العمل والثقافة والقانون والإعلام واقتصادات المعرفة بوجه عام، وليس للمركز أي أنشطة أو أهداف أو اهتمامات سياسية أو حقوقية.